
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـر إبليـس عـن هـدى العرفـانِ
حيـن قيـل اسـجدوا وآدم دانـي
فتجلـــى بـــه الإلــه وفعــلٌ
هــو بــالله ظــاهر الحـدثان
ثــم إبليــس ضــل عنـه وفيـه
حســد قــام واعـترته الأمـاني
كـان فـي القلـب منه جهل وكفر
بـــالإله المهيمـــن الرحمــن
فبــدا اللــه آدمـاً بـالتجلي
وهــو الحـق ليـس للحـق ثـاني
وتبـدّى علـم التجلـي ومـا كـا
ن وعلـم التنزيـه كـان معـاني
ثــم إن الأملاك قـد علمـوا مـن
آدمٍ علــمَ ذا التجلـي المصـان
ولإبليــس علــم تنزيــه ربــي
مـا لـه فـي علـم التجلي يدان
حيــث جــاء اسـجدوا لآدم حـتى
ســجدوا دونــه لجهــل يعـاني
مـا اسجدوا قال ربنا أيْ لمخلو
ق وحاشــا فــإن ذلــك فــاني
إنمـــا اللــه ظــاهر متجــلٍّ
كــان فـي آدم العظيـم الشـان
وهــو اللــه لا ســواه ولكــن
ظــاهر فــي أفعــاله للعيـان
وهــو غيــب ولا تغيُّــر للغــي
ب ســوى بـالظهور فـي الإمكـان
حـــاش للـــه أن أملاك ربـــي
ســجدوا للمخلـوق فـي الأكـوان
هم أولوا العصمة التي هي فيهم
كلهـــم مـــع تحقــق وبيــان
ومحـــال أمــر الإلــه بكفــر
وضـــــلال وزائد الطغيـــــان
إنمـا الجاهـل الـذي ليس يدري
ظــن ســوءاً بِمُنــزلِ القــرآن
فأتــاه كفــر بمـا قـال لمـا
صـــبغته عقيـــدة الشـــيطان
لا تقــل كــان قبلــه آدمٌ فـي
أمــر ربــي مقالــة الحيـران
إن هــذا مثـل التجلـي لموسـى
كـان بالنـار فـي نـداء الأمان
وإذا كـــان قبلـــه فتجلـــى
هـو أيضـا فـي مـذهب العرفـان
فخــذ الأمــر بــالعموم وصـرح
بــالتجلي للــه فـي كـل شـان
عبد الغني النابلسي.شاعر عالم بالدين والأدب مكثر من التصنيف، تصوف ولد ونشأ في دمشق ورحل إلى بغداد وعاد إلى سوريا وتنقل في فلسطين ولبنان وسافر إلى مصر والحجاز واستقر في دمشق وتوفي فيها.له مصنفات كثيرة جداً منها: (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية - ط) و(تعطير الأنام في تعبير الأنام -ط) و(ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأَحاديث -ط)، و(علم الفلاحة - ط)، و(قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان - خ)، و(ديوان الدواوين - خ) مجموع شعره وله عدة دواوين.