
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَعَلِمــتَ بَعــدَكَ وَقفَـتي بـالأَجرَعِ
وَرِضـى طلولِـكَ عَـن دُمـوعي الهُمَّعِ
مَطَـرت غَضـاً فـي منزليـكَ فَذاوياً
فــي أَربُــعٍ وَمؤَجَّجـاً فـي أَضـلعِ
لَـم يَثـنِ غَـربَ الدَمعِ ليلة غَرَّبَت
وَلَـعُ العَـذولِ بفـرطِ عَذلِ المولَع
يَلحى الجُفونَ عَلى الدُموعِ لبينهم
وَالعَـذلُ كـلُّ العَـذل ان لَم تَدمَع
دَعنـي وَمـا شـاءَ اللَدودُ لبينهم
واِقصـد بِلَومِـكَ مِن يطيعُكَ أَو يَعي
لا قَلـبَ لـي فـأَعي المَلامَ فـانَّني
أَودَعتــه بــالأَمسِ عنــد مـودِّعي
هَــل يَعلَــمُ المتحَمِّلـونَ لنجعَـةٍ
انّ المنـازلَ أخصـبت مـن أَدمعـي
كَـم غـادَروا حَرَضـاً وَكَم لِوَداعِهم
بَيـنَ الجَوانـحِ مِـن غَـرامٍ مـودَعِ
أمَـروا الضـُحى أَن يَسـتَحيل لأَنَّهم
قـالوا لشـمسِ خُـدورِهم لا تطلعـي
تَحمــي قبــابَهم ظُـبىً فـي كِلَّـةٍ
وَتَــذودُ عنهـم أسـهُمٌ فـي بُرقُـع
قُــل لِلبَخيلَــة بالسـَلام تورّعـاً
كَيـفَ اِسـتَبحتِ دَمـي وَلَـم تَتَورّعي
وَبَديعَـة الحُسـنِ الَّـتي في وَجهِها
دونَ الوجــوه عِنايَــةٌ لِلمُبــدِع
بَيضـاءُ يُـدنيها النَـوى وَيُحلّهـا
اعراضـُها فـي القَلـبِ أَكرمَ مَوضِع
مـا بـالُ مُعتَمِـرٍ بربعِـكِ دائمـاً
يَقضــي زِيــارَتَه بِغَيــرِ تمتُّــع
كَـم قَـد هَجَـرتِ إِذ التَواصلُ مُكسِب
وَضــَررتِ قـادِرَةً عَلـى أَن تنفَعـي
مـا كـانَ ضـركِ لَـو غَمـزتِ بِحاجِبِ
عِنــدَ التَفَـرُّقِ أَو أَشـَرتِ باصـبَع
وَوَعـدتِني ان عُـدت عَـودَ وِصـالِنا
هَيهـات مـا أَبقـى إِلى أَن تَرجِعي
هَـل تَسـمَحين بِبَـذلِ أَيسـر نـائِلٍ
أَن أَشـتَكي وَجـدي اليـك وَتَسـمَعي
أَو شـاهِدي جَسـَدي تَري أَثَرَ الضَنى
أَو فاسـألي ان شـئتِ شاهِد أَدمعي
فالسـقمُ آيـةُ مـا أُجنّ مِن الهَوى
وَالــدَمعُ بَيّنـةٌ عَلـى مـا أَدّعـي
وَتيقَّنـــي أَنّــي بحبّــكِ مُغــرَمٌ
ثُـمَّ اِصـنَعي ما شِئتِ بي أَن تَصنَعي
يـا صـاحِ هَـل أَبصرتَ بَرقاً خافياً
كالسـَيفِ سـُلَّ عَلـى أَبـارقِ لَعلَـع
بَــرقٌ إِذا لَمَـعَ اِسـتطار فُـؤادُهُ
وَيَــبيتُ ذا قَلَـقٍ إِذا لَـم يَلمَـعِ
فَسـَقى الرَبيعُ الجَونُ رَبعاً طالَما
أَبصـرتُ فيـهِ البَـدرَ لَيلَـةَ أَربَعِ
وَعلامَ أَستَســقي لَـهُ سـَيلَ الحَيـا
يَكفيـهِ مـا نَسـقيهِ فَيـضَ الأَدمُـعِ
وَلَـو اِسـتَطعت سـَقيته سَيلَ الحِبا
مِــن كَــفِّ يُوسـُف بـالأدر الأَنفـعِ
بنـدى فَـتىً لَـو أَنَّ جـودَ يَمينـه
لِلغَيـثِ لَـم يَـكُ مُمسـِكاً عَن مَوضِع
صــَبُّ بأَســباب المَعــالي مُغـرَمٌ
كَلِــف بأَبكــار المَكـارِم مولَـعِ
لِلمُعتفيــن رَخــاءُ ريــحٍ سَجَسـجٍ
وَالمُعتَــدين عجــاج ريـحٍ زَعـزَعِ
رَبُّ المَكــارمِ وُضـَّحاً لَـم تَسـتَقِر
بِدَنيَّـــةٍ يَومــاً وَلَــم تَتَمَنَّــعِ
وَمُـديم بـذل النَفـسِ غَيـرُ مُفَـرِّطٍ
وَكَـثيرُ بَـذلِ المـالِ غَيـرُ مُضـَيِّعِ
فَـإِذا تَبسـَّم قـالَ لِلجـود اِندَفِق
فَيضـاً وَيـا سـُحُبَ النَدى لا تَقلَعي
وَإِذا تنمَّــر قــالَ للأرضِ ارجَفـي
بالصــاهِلات وَلِلجبــالِ تَزعزعــي
واذاً عَلا فــي المجـدَ أَعلا غايَـةٍ
قـالَت لَـهُ الهِمَـمُ الجِسـامُ تَرَفَّعِ
ثَبـتُ الجَنّانِ اذا القُلوب تَطايَرَت
فـي الـرَوعِ يَعـدِل أَلف أَلفَ مُدرّع
فَضـَلَ الـوَرى بِفَضـائِلٍ لَـم تَتَّفِـق
فــي غَيــرِهِ مَلِكـاً وَلَـم تَتَجمـعِ
مـا رامَ صـَعبَ المُرتَقـى مُتَباعِداً
الّا وَكــانَ عليــه سـَهلَ المطلـعِ
جَمـعَ الجيـوش فَشـَتَّ شـَمل عِـداتِه
مــا فَــرَّقَ الأَعـداءَ مِثـلَ تجمُّـعِ
لَــم يَثنــهِ عَـن نَصـرِهِ خُلفـاءَهُ
عِظَــمُ العَـدوِّ وَلا بَعـادُ الموضـِعِ
بِجَحافِــلٍ مثـلِ السـُيولِ تَـدافَعَت
وَإِذا السـيولُ تَـدافَعت لَـم تُدفَعِ
مــن تُبَّـع فلكـم لـه مِـن تـابِع
أَوفــى وأَوفَــر عِــزّةً مِـن تُبَّـعِ
مِـن دَوحَـةٍ شـاذيّةٍ أَرجت لَها الد
نيــا لِطيــبِ شـَذى لَهـا مُتَضـوّع
المُعرِضـــينَ إِذا تَعــرَّضَ مَطمَــعٌ
وَالمُقبليـنَ إِذا دَعـوا فـي مَفزَع
وَالنـاثِرينَ الهـامَ يَـبرقُ بَيضـُه
وَالخـــارِقين مُضـــاعفاتِ الأَدرُعِ
قَـومٌ إِذا يَقَـعُ الصـَريخُ تَبادَروا
نَحــوَ الحِمـامِ بِكُـلِّ أَبلـج أَروَع
لا يَغــزونَ الـرومَ بُعـدُ دِيـارِهِم
انَّ الخَليــجَ لَـدَيكَ أَقـرَبُ مشـرَع
لَـو أَنَّ مِثـلَ البَحـر سـَبعَةُ أَبحُرٍ
مِـن دونِهِـم وأَزدتَهـم لَـم تَمنَـع
كَـم وَقفَـةٍ لَـك في الوَغى مَحمودَةٍ
أَبَـداً وَكَـم جـودٍ حَميـد المَوقِـعِ
وَالطَيــرُ مِـن ثِقَـةٍ بأكـلٍ مُشـبِعٍ
تَبِعَــت جُيوشـَكَ فَـوقَ غـابٍ مُسـبع
وَالناسُ بَعدكَ في المَكارِم وَالعُلى
رَجُلانِ امّـــا ســـارِقٌ أَو مُــدّعي
يـا غَيـثُ لا تَسجم وَما حمل مربعي
بنَـــداكِ الّا ذو غَـــدير مُــترَعِ
راجَعـتُ فيـكَ الشـِعرَ بعـد طَلاقِـه
طَمَعــاً بِجــودِك أَيّ مَوقـعِ مَطمَـعِ
فَســؤالُ جــودِكَ عِــزَّةٌ للمجتـدي
وَنَــداكَ تَشــريفٌ وَعِــزَّةُ موضــِع
فـاذا بَقيـتَ فَلَسـتُ أَحفَلُ مِن مَضى
وَإِذا حَييـتَ فَلا أُبـاليَ مِـن نُعـي
لَــولاكَ لَـم أَرضَ القَنـوعَ وَذِلَّـتي
مِــن بَعــدِ طــولِ تَعـزُّزٍ وَتَقنُّـعِ
فاِسـلم عَلـى مَـرِّ الزَمـانِ مُمتَّعاً
بِعَظيــمٍ مُلكِــك وَالمحـلِّ الأَرفـعِ
عبد الله بن أسعد بن علي أبو الفرج مهذب الدين الحمصي الشافعي. المعروف بابن الدهان الموصلي ويعرف بالحمصي أيضا. لانتقاله إلى حمص. وديوان شعره مطبوع جمع الأستاذ عبد الله الجبوري (بغداد: 1968م). وله كتاب (شرح الدروس -خ).قال ابن خلكان: كان فقيها فاضلا أديبا شاعرا،لطيف الشعر مليح السبك حسن المقاصد، غلب عليه الشعر واشتهر به وله ديوان صغير وكله جيد، وهو من أهل الموصل ولما ضاقت به الحال عزم على قصد الصالح بن رُزّيك وزير مصر، وعجزت قدرته عن استصحاب زوجته فكتب إلى الشريف ضياء الدين أبي عبد الله زيد بن محمد بن محمد بن عبيد الله الحسيني نقيب العلويين بالموصل هذه الأبيات:وذات شجوٍ أسال البين عبرتها باتت تؤمِل بالتفنيد إمساكي(انظر القصيدة في ديوانه ص 186 وفيه: خاطب بالقصيدة والدته) فتكفل الشريف المذكور لزوجته بجميع ما تحتاج إليه مدة غيبته عنها. ثم توجه إلى مصر ومدح الصالح بن رزيك بالقصيدة الكافية، وقد ذكرت بعضها هناك، ثم تقلبت به الأحوال وتولى التدريس بمدينة حمص، وأقام بها فلهذا ينسب إليها.قال ابن خلكان: وتوفي بمدينة حمص في شعبان سنة إحدى وثمانين، وقيل اثنتين وثمانين وخمسمائة، والثاني ذكره =يعني العماد= فيالسيل والذيل والأول أصح، رحمه الله تعالى، وقد قارب ستين سنة. (ثم ترجم ابن خلكان للشريف ابي عبد الله ضياء الدين نقيب أشراف الموصل، الذي استنجد به الشاعر لرعاية زوجته)