
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ما نامَ بعدَ البين يَستَحلي الكرى
إِلّا ليطرُقَــه الخَيــالُ إِذا سـَرى
كَلِـــفٌ بِقُربكَــمُ فَلمّــا عــاقَهُ
بُعـدُ المَـدى سَلَك الطَريقَ الأَخصَرا
وَإِذا تَصــوَّرَ أَن يُصــورك الكَـرى
فَمِــن الظَلالِ لمقلَــةٍ أَن تَسـهَرا
كَــم نــافِرٍ لا يُســتَطاعُ كَلامُــه
داريتَــه بكـرىً فَـزارَ وَمـا دَرى
وَمُهَفهِـفٍ ثِمِـل القَـوامِ وَحَـقُّ مَـن
حَمـلَ المُدامَـةَ دائمـاً أَن يَسكَرا
رَيّـــانَ أَورقَ بــالظَلامِ قَضــيبُهُ
حُســناً فـأزهر بِالصـَباحِ وَنَـورا
عَنــفَ العَـذولُ وَمـا رآهُ جَهالَـةً
وَأَغـارُ وَجـداً أَن يَـراهُ فَيُعـذَرا
وَأَطــالَ عَتـبي لاحيـاً وَلَـو أَنَّـهُ
عَـرفَ الَّـذي يُلحـي عَليـهِ لأقصـرا
فــارَقته وَعــدمتُ صــَبري بَعـدَهُ
فَفَقَـــدتُهُ وَفَقــدتُ أَن أَتَصــَبَّرا
لا تَنكــرن فيـضَ الـدُموعِ فمنكَـرٌ
أَن لا يَكـونَ نَـواهُ نَـوءاً مُمطِـرا
أَبكــي لِـذِكرِ العيـشِ عِـزَّ طِلابِـهِ
وَالعَيـشُ مـا أَبكـاكَ أَن يُتَـذَكَرّا
يـا طالِبـاً بـالبين قَتلي عامِداً
أَحسـَبتَني أَبقـى عَلـى أَن تَهجُـرا
وَمـــوَدُعٍ أَم التفـــرّقُ دمعَـــهُ
وَنَهَتــهُ رِقبَــةُ كاشــِحٍ فَتَحيَّـرا
يَبـــدو هِلالٌ مِـــن خِلالِ ســُجوفِه
لَــو مُراقبــةُ العُيــونِ لأَبـدَرا
حَـذر العُيـونِ فَلَيـسَ يُلقى سافِراً
مِـن حُسـنِ وَجـهٍ لَيـسَ يَفتأ مُسفِرا
مَنَعَــت مُحـاذَرةُ الوِشـاةِ ظُهـورَهُ
فَـأَبى خَفـيُّ الوَجـدِ أَن لا يَظهَـرا
وَرَمـى فَأنفـذ فـي الحَديدِ مُسرّداً
سـَهماً وَمـا نَفَـذ الحَريـرَ مُسَتَرا
سـَحَرت وَقَـد قَتَلـت لِحـاظ جُفـونُه
أَوَمـا كَفاهـا القَتـل حَتّى تَسحَرا
فَحَـذارِ أُسـدَ الغـابِ رَبـربَ عالِجٍ
وَحَـذارِ ثُـمَّ حَـذارِ ذاكَ الجـؤذَرا
وَيلاهُ مِـن واهـي القُـوى ذي رِقَّـةٍ
قَـــويت عِلاقَــةُ حُبّــه فَتَحَيَّــرا
فســأغتدي مِــن يُوســُفيٍ مُقتَــدٍ
بِعَزيــز مصــرٍ يوســُفٍ مستَنصـرا
مَلِـــكٌ اذا أَبصـــرتَه فَلَقيتَــهُ
أَبصــرتَ بِشـراً بالنَجـاحِ مُبشـِّرا
ردفُ الأَكـارِم فـي مَدى بَذلِ النَدى
وَجَـزى فَكـانَ السـابِقَ المُتـأخِّرا
وَفَـتىً اذا عَـدوا السـِنينَ فانَّهُم
عــدوا الســنى فَكــانَ الأَكبَـرا
كســبَ الَكـارِمَ فاكتَسـاها لابِسـاً
مُلكــاً وَكـانَت تُسـتَعارُ وَتُشـتَرى
فـي وَجهِـهِ اِجتَمَـعَ الجَمالُ وَسَيفُهُ
حَتـــفٌ وَكَفُّـــهُ غَيـــث الــوَرى
مـا حَـلَّ رَبـعَ المحلِ أَغبرَ قاتِماً
إِلّا وَأَصــبَحَ مِــن نَــداهُ أَخضـَرا
أَو سـَلَّ يَـومَ الـرَوع أَبيضَ صارِماً
إِلّا وَعــادَ مِــن الأَعـادي أَحمَـرا
أَو هَـزَّ فـي الهَيجاءِ أَسمَرَ ذابِلاً
إِلّا وَآلَ بِـــرأسِ طـــاغٍ مُثمِــرا
تُـردي الكَتـائِبَ كُتبُـه فاذا مَضَت
لـم نَـدرِ أَنَفَـذ أَسطُراً أَم عسكرا
لَـم يحسـُنِ الأَتـرابُ فَـوقَ سُطورِها
إِلّا لأَنَّ الجَيـــش يَعقُــد عِــثيرا
يـا شـاري المَدحِ الثَمين مُغالِياً
لَــولاكَ أَصــبحَ كاسـِداً لا يُشـتَرى
أَفنيـت مالـك واِقتنيـتَ مَحامِـداً
تَبقـى مَدى الدُنيا وَتُفني الأَعصُرا
فسـموتَ مُنتعِـل السـِماك وَتارِكـاً
تَحـتَ الثَـرى مَن ماله تَحتَ السَرى
وَجعلــــتَ للآدابِ رَبعــــاً آهلاً
بنَـدى يَـدَيكَ وَكـانَ رسـماً مقفِرا
بَهَــرَت صـِفاتُكَ مادِحيـك وَطالَمـا
وَقَـد جـاوَزَ الاحصـاءَ أَن لا يبهرا
فَأَتــاكَ مُقلا واِنثَنــى المُشــنى
المـــبرز قاصـــِراً لا مُقصـــِرا
وَالشـامُ قَـد أَضحى حِمىً بِكَ بَعدَما
أَشـفى وَأَمّلـت العِـدى أَن تَظفِـرا
أَمسـى لِنـورِ الـدينِ لَيلاً مُظلِمـاً
حَتّــى أَتيـتَ فَكـانَ صـُبحاً نَيّـرا
فَكـــأَنَّهُ داعٍ أُجيـــبَ دُعـــاؤُهُ
أَو كـانَ خُيِّـرَ فـي الوَرى فَتَخيّرا
وَأَتــاكَ منشـورُ الخَلافَـةِ شـاكِراً
لَـكَ أَن أَعـدتَ الحَـقَّ حَيّـاً منشرا
لمــا أعـدتَ الحـقَّ فـي أَربـابِهِ
وَرددتَ لِلمســـتَوجبيهِ المِنبَــرا
بَعـث الامـامُ لـكَ الشـعارَ مُصوِّراً
لِلنـاسِ أَنَّـكَ فـي الضَميرش مُصورا
وَأَراهُـــم أَنَّ الخِلافَـــةَ مُقلَــةٌ
أَصـبحتَ أَنـتَ سـَوادَها وَالمحجَـرا
فاِفخر بِما فَعَل الامامٌ عَلى الوَرى
وَكَفـى بِمـا فَعَـلَ الخَليفَةُ مفخرا
خِلَــعٌ أَتَتـكَ وَللعُلـى فـي طَيِّهـا
نَشـرٌ وَطَـيّ عِـداك فـي أَن تنشـرا
وَأَحَــقُّ مَــن خَلعـت عَلَيـهِ مؤيـد
خِلَـعَ الَّـذين بَغَـوا عليهم أَعصُرا
أَضـحى بَنـو العَبّـاسِ يَضحك مُلكُهُم
أَمنــاً وَأَنـتَ سـَدادُهُ أَن يُثغَـرا
مــا زَفَّ فـي عَصـرٍ لِلَلِـكٍ مثلَمـا
زَفَّ الحِسـانُ إِلَيـك بِكـراً مُعصـِرا
عِقــدٌ ثَميــن أَنـتَ عـارِفُ قَـدرِهِ
وَلَــدَيكَ قَـومٌ يَعرِفـونَ الجَـوهَرا
مـا مَـن يَـرى ضـدَّ الَّذي قَد قالَه
مِثـلَ الَّـذي مـا قـالَ إِلّا ما سَرى
مِـدح المُلـوكِ فِـرىً وَيوسـفُ يوسِفٌ
مـا مَـدحُهُ الـوافي حَديثاً يفترى
عبد الله بن أسعد بن علي أبو الفرج مهذب الدين الحمصي الشافعي. المعروف بابن الدهان الموصلي ويعرف بالحمصي أيضا. لانتقاله إلى حمص. وديوان شعره مطبوع جمع الأستاذ عبد الله الجبوري (بغداد: 1968م). وله كتاب (شرح الدروس -خ).قال ابن خلكان: كان فقيها فاضلا أديبا شاعرا،لطيف الشعر مليح السبك حسن المقاصد، غلب عليه الشعر واشتهر به وله ديوان صغير وكله جيد، وهو من أهل الموصل ولما ضاقت به الحال عزم على قصد الصالح بن رُزّيك وزير مصر، وعجزت قدرته عن استصحاب زوجته فكتب إلى الشريف ضياء الدين أبي عبد الله زيد بن محمد بن محمد بن عبيد الله الحسيني نقيب العلويين بالموصل هذه الأبيات:وذات شجوٍ أسال البين عبرتها باتت تؤمِل بالتفنيد إمساكي(انظر القصيدة في ديوانه ص 186 وفيه: خاطب بالقصيدة والدته) فتكفل الشريف المذكور لزوجته بجميع ما تحتاج إليه مدة غيبته عنها. ثم توجه إلى مصر ومدح الصالح بن رزيك بالقصيدة الكافية، وقد ذكرت بعضها هناك، ثم تقلبت به الأحوال وتولى التدريس بمدينة حمص، وأقام بها فلهذا ينسب إليها.قال ابن خلكان: وتوفي بمدينة حمص في شعبان سنة إحدى وثمانين، وقيل اثنتين وثمانين وخمسمائة، والثاني ذكره =يعني العماد= فيالسيل والذيل والأول أصح، رحمه الله تعالى، وقد قارب ستين سنة. (ثم ترجم ابن خلكان للشريف ابي عبد الله ضياء الدين نقيب أشراف الموصل، الذي استنجد به الشاعر لرعاية زوجته)