
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبـى جَلَـدٌ أَن أَحمِـلَ البَيـنَ وَالقلى
فَكَيــفَ جمعـتَ الصـَدَّ لـي وَالتَـرحلا
وَميَّلـكَ الواشـي إِلـى الصـَدِّ وَالنَوى
وَلا عَجَـــــبٌ لِلغُصـــــنِ أَن يَتَميَّلا
وَمــا كـانَ لـي ذَنـبٌ يُقـال وَإِنَّمـا
رآكَ ســــَميعاً قــــابِلاً فَتَقـــوّلا
فَحَمَّلتَنـــي مــا لا أَطيــق وَانّمــا
يُكلّفنــــــي حُبيِّـــــكَ أَن أَتَحَملا
رَعـى اللَـهُ مَـن لَم يَرعَ عَهداً رَعيتُهُ
لـــه وَكَلا طَرفــاً بِقَتلــي مُــوكّلا
تَبَــدَّل بــي مِــن غَيـر جُـرمٍ مَلالـةً
وَيمنعُــــي حُــــبيّهِ أَن أَتبـــدّلا
إِذا اِزدرتُ وَجــداً زادَ صـداً وَكُلَّمـا
تَــذلّلتُ مِــن فَـرط الغَـرام تَـدلّلا
وَيَقتُلُنـــي عَمـــداً لأَنّـــي أُحِبُّــهُ
أَلَيــسَ عَجيبــاً أَنّ أحــبَّ فــأقتلا
اذا صــرّحت باليــأس آيــاتُ هجـره
دَعَتنــي مُنــى الأَطمـاعِ أَن أَتـأولا
وَقَـد كنـت أَشـكو الهجـر قَبلَ رَحيلهِ
فَأَصـبحتُ أَبكـي الهجـرَ لَمـذا ترحّلا
اذا اِشـتَقتُه عَلّلـتُ بالبَـدرُ نـاظِري
وَقـــابَلتُ عُلـــويَ الريــاحِ مُقبّلا
وَغايَــةُ مَــن يَشـتاقُ مـا لا يَنـالَهُ
وَلَيـــسَ بِســـالٍ عَنـــه أَن يَتَحلّلا
وَيــا حَبَّــذا عِنـدَ الصـَباحِ سـِواكُه
إِذا مـــا دَعـــى الصــَباحِ وَحيهَلا
يقبّــل مَكنونــاً مِـن الـدُرِّ رائِقـا
وَيرشــُفُ مَعسـولاً مِـن الريـقِ سَلسـلا
وَيـــا عـــاذِليَّ الآمِـــريَّ بِتَركِــهِ
نَهـــاني هَــواهُ أَن أَطيــعَ وَأَقبلا
أَقِلا والّا فـــاِنظرا حُســـنَ وَجهـــهِ
فان أَنتُما اِستَحسنتُما العَذلَ فاِعذِلا
وَلا تنكــرا منّــيِ النُحــولَ فـانَّني
لألقــى الَّـذي أَدنـاه يُـذبِل يَـذبلا
دَعـاه وَمـا يَهـوى وان كـانَ ظالِمـاً
فَلَســت أَرى عنــه وان جـارَ مَعـدِلا
وَلا تَعــذِلاه فــي دَمــي أَن يريقــه
فَمــا قَــدرُ مِثلـي أَن يُلامَ وَيُعـذَلا
يمثِّلـــهُ ظَــبيُ الكِنــاسِ مُشــابِهاً
وَيُشـــبِهُهُ بَـــدرُ التَمـــامِ مُمَثّلا
وَيُخجِــلُ مَيّــاسَ القَضــيبِ تَمــايُلاً
وَيفضـــَحُ مُنهـــال الكَــثيبِ تَهيُّلا
ســَقى ربعَــه نَــوءُ تهلَّــل باكيـاً
فَقـــابَله نَـــورُ الرُبـــى مُتَهلِّلا
مُــدرهمُ ديبــاج الرِيــاضِ مُــدنَراً
مُتَـــــوِّجُ أَعلا الأُقحـــــوانِ مكلّلا
كَــأَنَّ نَــدىً مِــن كَـفِّ يوسـُفَ جـادَهُ
فَأَصــبَحَ موشــيّ الجَــوانبِ أَخضــَلا
كَريـمٌ عَلـى العـافين كالغَيثِ مُسبِلاً
شـَديدٌ عَلـى العـادين كاللَيث مُشبِلا
وَسـَيلٌ إِذا مـا المـالُ أَقنى فأَجزَلا
وَســَيفٌ اذا مــا ســُلَّ أَفنـى وَقَلّلا
فَمـا سـُلَّ إِلـذا أَهلـك الشـِركَ حَـدُّهُ
وَلا ســـــُئِلَ الاحســـــان الّا تَهلَّلا
حَيــاةٌ اذا يَرضــى حِمـامٌ اذا سـَطا
قَــديرٌ اذا يَعفــو عَفيــفٌ اذا خَلا
وَحُلـــوٌ اذا والَيتَــه لَــذَّ أَريــهُ
لَـــدَيكَ وان عــادَيته عــادَ حَنظَلا
اذا سـَيفُه فـي الـرَوعِ فـارَقَ غِمـده
يُفَــرِّقُ مـا بَيـنَ الجَمـاجِم وَالطُلـى
تَجَمَّـعَ فيـهِ البـأسُ وَالحلـمُ وَالنَدى
وَضـَمَّ إلـى الفضـل الغَزيـرِ التَفَضُلا
فَــرَدَّ جَبانــاً بأســُه كُــلَّ باســِلٍ
وَخلّـــى نَـــداهُ كــل ســَمحٍ مُبخّلا
يَــرى نـائِلات العُـرفِ فَرضـاً مُعَيَنـاً
إِذا مـــا رأى الاسُ الفُــروضَ تَنفُّلا
وَمــا عيـد الّا أَغـزر العَـودُ جـودَهُ
وَأَسـخى بَنـي الدُنيا اذا عيد أَوشَلا
اذا مـا عَـرى الأَملاكَ مِـن ثَـوبِ مِدحَةٍ
تَــردّى بِــهِ مِــن دونِهِــم وَتنـزلا
وان بَخلـوا واِسـتَغلو الحمـدَ مُرخَصاً
رأى أَرخــصَ الأَشـياءَ حَمـداً وان غَلا
وَلـو أَنَّ مَجـداً فـي السـَماءِ سَما لَهُ
وَلَــو ســُئِلَ الـدُنيا نَـوالا لنـوِّلا
لَــو أَنَّ الَّــذي وَلّاهُ أَمَــنَ عِبــادِهِ
يُكَفِّلـــــــهُ أَرزقَهــــــمُ لَتَكفَّلا
اذا هَـــمَّ بالأَعـــداءِ أَخلا بِلادَهــم
بِجَيـــشٍ اذا مــا بأســُه مَلأَ المَلا
وَرأي كَضـَوءِ الشـَمسِ نوراً اذا اِنبَرى
لِخَطـــبٍ جَلا لَيلاً مِــن الشــَكِ أَليلا
فِــداكَ مــن الأَملاكِ مَـن لَيـسَ مجملاً
اذا ســــُئِلَ الحُســــنى وَلا مُتَجمِّلا
اذا نـــاثِرٌ أَو نــاظِمٌ رامَ مَــدحَه
تَنَخَّــــل أَوصــــافاً لَـــهُ وَتمحّلا
وان وُعِـدوا النُـزر القَليـل مُـؤَجَّلاً
عَلـى البُطـء أُعطيـتَ الكَـثيرَ مُعجَّلا
يَفيـــضُ اليـــهِ المــادِحونَ لأَنَّــهُ
يَــرى المَــدحَ فيـهِ بـاطِلاً وَتَقـوُّلا
وَيُطرِبُــكَ الشــادي بِمـدحكَ إِذ تَـرى
فَعالَــــك فيــــهِ مُجملاً ومفصـــّلا
وَمــا فــاه الّا بِالَّـذي قَـد فَعلتـه
فَـــأَنتَ الَّـــذي أَطريـــتَ نفســـك
فَتَقــتَ لِســانَ الحَمــدِ ثُـمَّ بَسـطتَه
اذا قَبــضَ النِكــسُ اللِسـانَ وَأَقفَلا
وَكــانَت حِمـىً أَرضُ الفِرنـج فَأَصـبحت
ســـَبيلاً لأَبنــاء الســَبيلِ مــذلّلا
خَشــوا أَن يُلاقــوا جَحفَلاً كُـلَّ فـارِسٍ
يعـــدونَه منـــه خَميســـاً وَجَحفَلا
وَلَــو أَنَّهُـم أَضـعافهم حيـنَ جمَّعـوا
جمــوعَهم مــا كــدَّروا لَــكَ مَنهلا
وَهـابوكَ حَتّـى الفارِس الشَهم مَن رأى
بِجَيشــِكَ نــاراً أضـو تأَمّـل قَسـطَلا
وَلَـو أَنَّهُـم كالرَمـلِ أَو عَـددِ الحَصى
لَمــا بَيَّنــوا اذ عــاينوكَ كَلا وَلا
وَفــي يَـومِ بَيسـانٍ سـَقيتَهُمُ الـرَدى
وَغـــــادَرتَ أَخلافَ المنيَّــــة حُفّلا
وَطيتهــمُ رَغمــاً فَلَـم يُغـنِ حَشـدُهم
وَمَـن ذا يَـرُدُّ السـَيلَ مِن حَيثُ أَقبَلا
بَخيــلٍ اذا أَوليتهـا النَجـمَ حَلَّقـت
إِلَيــهِ وان أَوطـأته الحَـزنَ أَسـهلا
وَضــرب يُقـدُ الـبيضَ كـالبيضِ عِنـدَهُ
وَطَعــنٍ يُريـك الزَغـفَ بُـرداً مُهَلهِلا
وَكَــم أَســمَرٍ أَوردت أَورِدَةَ العِــدا
وَكَــم أَجــدَلٍ عــافٍ قَريتـب مُجـدَّلا
فَقسـمتَهم فـي المُلتَقـى قِسـمَ جـائِرٍ
وان كُنــتَ فيهــم عــادِلاً وَمعــدّلا
قَــتيلاً صــَريعاً أَو جَريحــاً مُضـرَّجاً
وَخِلّاً طَريــــداً أَو أَســــيراً مكبَّلا
تَولـوا عَـن النـارِ الَّتي أُوقِدَت لَهم
مِـن الحَـربِ عِلمـاً أَنَّهـا لَيسَ تصطَلا
وَأَشـجَعهم مَـن حـاوَلَ العَيـشَ مَـدبراً
مِـن الخُضـر لمـا عايَنَ المَوتَ مُقبِلا
وَفـاتوا القَنـا مُسـتَعظِمين قِتـالَهم
مِـن الـذُلِّ والإِرغـامِ مـا كانَ أَقبَلا
فــان لَــم يُجللهــم أَسـارٌ ومَقتَـلٌ
فَقَـد رَكِبـوا خِـزيَ الفِـرارِ المُجلَّلا
وَمـا كـانَ ذاكَ الفَوتُ بَعد اِفتِرابهم
مِـنَ المَـوتِ حَـولاً بَـل كِتابـاً مُؤَجَّلا
وَلَمّـا ادلهـم الـدَهرُ يَومـاً بَدا بِهِ
ســـَناكَ فَقَــد أَضــحى أَغَــرَّ محجَّلا
وَقَـد كـانَتِ الـدُنيا كَشـَوهاء عاطِـلٍ
فَصـِرتَ لَهـا حُسـناً وَصـُغتَ لَهـا حُلـى
وَلَــولاكَ مـاتَ الفَضـلُ هُـزلا وَأَصـبحت
ريـــاضُ الأَمـــاني ذاويــاتٍ وَعُطّلا
يَفيــضِ لِمصــر نيلُهــا ثُــمَّ يَنـثي
بَكيّـــاً قَليلاً مِثلَمـــا كــانَ أَوّلا
يَــرى عِظَمــاً حملاً بِنَيلــكَ أَو يَـرى
غَــزارَةَ مــا تـولي فَيُرجـع جَـدولا
فَيــا ديَــمَ الاحســانِ سـَحّاً وَديمَـةً
وَهَطلاً فَقَـــد صــادَفتَ أَجــرد مُمحِلا
فَقَــد صـَرَّحت حَـولي المرابِـعُ كُلُّهـا
فَلَــو أَنَّ لــي حَــولاً بـأن أَتَحـوّلا
وَأَيُّ مَقــامٍ يَرتَضــيهِ أَخــو النُهـى
وَلا فاضــــِلاً يَلقـــى وَلا مُتَفَضـــِّلا
لَعَلَّـــكَ راثٍ لِلفَضـــائل وَالنُهـــى
فَتحيـــيَ مَيتـــاً أَو تُميــتَ مُعطّلا
بَقيــتَ عَلـى الإِسـلامِ حِصـناً وَمـوئِلاً
وَليثـــاً وَغيثـــاً مُســتَهّلاً وَمَعقِلا
عبد الله بن أسعد بن علي أبو الفرج مهذب الدين الحمصي الشافعي. المعروف بابن الدهان الموصلي ويعرف بالحمصي أيضا. لانتقاله إلى حمص. وديوان شعره مطبوع جمع الأستاذ عبد الله الجبوري (بغداد: 1968م). وله كتاب (شرح الدروس -خ).قال ابن خلكان: كان فقيها فاضلا أديبا شاعرا،لطيف الشعر مليح السبك حسن المقاصد، غلب عليه الشعر واشتهر به وله ديوان صغير وكله جيد، وهو من أهل الموصل ولما ضاقت به الحال عزم على قصد الصالح بن رُزّيك وزير مصر، وعجزت قدرته عن استصحاب زوجته فكتب إلى الشريف ضياء الدين أبي عبد الله زيد بن محمد بن محمد بن عبيد الله الحسيني نقيب العلويين بالموصل هذه الأبيات:وذات شجوٍ أسال البين عبرتها باتت تؤمِل بالتفنيد إمساكي(انظر القصيدة في ديوانه ص 186 وفيه: خاطب بالقصيدة والدته) فتكفل الشريف المذكور لزوجته بجميع ما تحتاج إليه مدة غيبته عنها. ثم توجه إلى مصر ومدح الصالح بن رزيك بالقصيدة الكافية، وقد ذكرت بعضها هناك، ثم تقلبت به الأحوال وتولى التدريس بمدينة حمص، وأقام بها فلهذا ينسب إليها.قال ابن خلكان: وتوفي بمدينة حمص في شعبان سنة إحدى وثمانين، وقيل اثنتين وثمانين وخمسمائة، والثاني ذكره =يعني العماد= فيالسيل والذيل والأول أصح، رحمه الله تعالى، وقد قارب ستين سنة. (ثم ترجم ابن خلكان للشريف ابي عبد الله ضياء الدين نقيب أشراف الموصل، الذي استنجد به الشاعر لرعاية زوجته)