
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَعَــد الخَيـالُ بأنّـا جيـرةُ العـامِ
حَــقٌّ كَمــا قــالَ أَم أَضــغاث أَحلامِ
ســَرى يُصــانِعُ جَرَســاً مِــن خَلاخِلـهِ
إِذا مَشــى وَيُــداري عَــرفَ أَكمــامِ
وَالشـــــَذا جِنــــحُ الظَلام بِــــهِ
تَصـــريحُ واشٍ وَتَعريضـــاتُ نَمّـــامِ
نَفَســـــي العـــــالي وَدلَّهـــــهُ
عِــن مَضـجعي فَـرطُ اعلالـي واِسـقامي
وَلَـم يَعُـدنيَ مـن بَعـد النَـوى فَيَرى
ســِوى هُيــامي الَّــذي خَلّا وَتهيـامي
تَبقى الليالي الَّتي كانَ السُهادُ بِها
أَحلا مِــن الغَمـض فـي أَجفـانِ نَـوّامِ
بِتنـا وَذَيـلُ الـدُجى مُرخـىً عَلى كَرَمِ
فــي خُلـوة خُلـوةَ الأَرجـاء مِـن ذامِ
وَبَينَنــا طيــبُ عتــب لَــو تَسـَمَّعَهُ
قُلــتُ العِتــابُ حَيـاةٌ بَيـنَ أَقـوامِ
وَفـاتِر الطَـرفِ لَـو إِنّـي أَبـوحُ بِـهِ
إِذاً لأَوضــحتُ عــذري عنــد لُــوّامي
يَرمـي وَأُغضـي وَقَـد أَصـمى فَقُلـتُ لَهُ
أَعِــد عَـدلاً عَـدِمتَ السـَهم وَالرامـي
أَخــافُه حيــنَ أَخلــو أَن أُكاشــِفَهُ
وَجـــدي فأَســتُر أَوجــاعي وَآلآمــي
وَأَخــدَعُ النـاسَ عَـن حُبّـي وَاكتُمُهـم
جِــراحَ قَلــبيَ لَـولا جفنـيَ الـدامي
وآهـاً لَـو أَنَّ الَّـذي خَلَّفـتُ مِن زَمَني
خَلفــي أُصــادِفُ شـَيئاً مِنـهُ قُـدّامي
عَهـدي بَليلـي قَصـيراً بـالعِراقِ فَما
بـالي أَبيـتُ طَويـلَ اللَيـلِ بالشـامِ
أَعــاذَكَ اللَــهُ مِــن عَصـر غَضـارَتُهُ
وِزرٌ وَردَّكَ مِــــن أَيــــامِ أَيـــامِ
عَـلَّ النَـوى عَـن قَريـبٍ تَنقَضـي وَعَسى
جُـودُ ابـنِ رُزِّيـكَ يـأتي بَعـد اعدام
لَـو لَـم يُغَيبنـيَ المَعـروفُ ما عَلِمت
غُــرُّ الســَحائِب أَنّـي نَحوَهـا ظـامي
يـا أَكـرَم الخَلـقِ مـن بدو وَمِن حَضَر
وَأَشــجَعَ النــاسِ مِـن عُـربٍ وَأَعجـام
وَقائِمــاً بِشــراءِ المَجــدِ مُجتَهِـداً
وَقَـــد تَقاعَــد عنــه كُــلُّ قَــوّامِ
أَغَـــرّ أَبلـــج مَيمـــونٌ نَقيبَتُــهُ
سـَهل الخَليقَـةِ سـامي الطَـرفِ بَسـّامِ
مُعطـي الرَعيَّـة أَيـامَ النَـدى كَرَمـاً
حامي الحَقيقةِ في يَومِ الوَغى الحامي
يَظَـــلُّ معتَنِــقَ الأَبطــالَ ضــارِبَها
تَرَفُّعــاً أَن يُقـالَ الطـاعِم الرامـي
وَالــبيضُ تقطـر فَـوقَ الـبيضِ لامِعَـةً
كَأَنَّهــا عــارِضٌ هــامٍ عَلـى الهـامِ
بِبـــاتِرٍ ناشـــِرٍ أَغنَــت مَضــارِبُه
عَـن عاسـِلِ المتـنِ يَـومَ الرَوع نَظّام
خلال مَجـــدٍ فَريـــدٍ مـــا تقبَّلَــهُ
مِـــن البَريَّـــةِ إِلّا مجــد الاســلامِ
فـي سـَرجه البَدرُ وَالغَيثُ الغَمامُ لَهُ
جِسـمٌ مِـنَ المـاءِ فيـهِ قَلـبُ ضـِرغامِ
وَربَّ جَــرداءَ فيهــا الأُســدُ مخـدرَةٌ
تَحــــــتَ الوَشــــــيجِ عَلــــــى
مــا إشــن تَكــادَ صــَرَّت وَلا نَظَـرَت
إِلــــــى الســــــَماءِ بعيـــــن
مَـدَّت قَنـا الخَـطِّ أَظفـاراً إِلـى ظَفَرٍ
بُرجـــاً فَقلَّـــم مِنهــا خَــطُّ أَقلامِ
أَمنــت صــرفَ زَمـاني إِن يُفَـوِّقَ لـي
سـِهامَ صـَرف فـأَنتَ الـذائِدُ الحـامي
وان أَمَــدّ الــى الأَوشـال مِـن ظَمـأٍ
كفّـي وَبَحـرُ نَـداكَ الفـائِض الطـامي
وَمـا اِفترشـتُ حَيّـاً عِنـدي لَـهُ غُـدُرٌ
مَلآى المَــذائِب فيهــا شـربُ أَعـوامِ
وَقَــد تقـدمتَ بـالنَعى الَّـتي غَمَـرَت
قِـدماً وَأَعـدَمَت قَبـلِ اليـومِ اِعدامي
لَكِـنَّ اِنعامَـكَ الـوافي بَنـوهُ بالقَد
رِ الَّــذي ضــاعَ دَهـراً بيـن اِنعـامِ
وَرُبَّ أَربـــابِ احســـانٍ تَجـــاوَزَهُم
مَــدحي إِلــى أَهـلِ أَحسـابٍ وأفهـامِ
وَلَيــسَ مَـن قـالَ بالانعـامِ مرحمـتي
مثــل الَّـذي رامَ بالانعـامِ اكرامـي
عبد الله بن أسعد بن علي أبو الفرج مهذب الدين الحمصي الشافعي. المعروف بابن الدهان الموصلي ويعرف بالحمصي أيضا. لانتقاله إلى حمص. وديوان شعره مطبوع جمع الأستاذ عبد الله الجبوري (بغداد: 1968م). وله كتاب (شرح الدروس -خ).قال ابن خلكان: كان فقيها فاضلا أديبا شاعرا،لطيف الشعر مليح السبك حسن المقاصد، غلب عليه الشعر واشتهر به وله ديوان صغير وكله جيد، وهو من أهل الموصل ولما ضاقت به الحال عزم على قصد الصالح بن رُزّيك وزير مصر، وعجزت قدرته عن استصحاب زوجته فكتب إلى الشريف ضياء الدين أبي عبد الله زيد بن محمد بن محمد بن عبيد الله الحسيني نقيب العلويين بالموصل هذه الأبيات:وذات شجوٍ أسال البين عبرتها باتت تؤمِل بالتفنيد إمساكي(انظر القصيدة في ديوانه ص 186 وفيه: خاطب بالقصيدة والدته) فتكفل الشريف المذكور لزوجته بجميع ما تحتاج إليه مدة غيبته عنها. ثم توجه إلى مصر ومدح الصالح بن رزيك بالقصيدة الكافية، وقد ذكرت بعضها هناك، ثم تقلبت به الأحوال وتولى التدريس بمدينة حمص، وأقام بها فلهذا ينسب إليها.قال ابن خلكان: وتوفي بمدينة حمص في شعبان سنة إحدى وثمانين، وقيل اثنتين وثمانين وخمسمائة، والثاني ذكره =يعني العماد= فيالسيل والذيل والأول أصح، رحمه الله تعالى، وقد قارب ستين سنة. (ثم ترجم ابن خلكان للشريف ابي عبد الله ضياء الدين نقيب أشراف الموصل، الذي استنجد به الشاعر لرعاية زوجته)