
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمـا وَجُفونَـكَ المَرضـى الصِحاحِ
وَســَكرَة مقلتيــكَ وَأَنـتَ صـاحِ
وَمـا فـي فيـكَ مـن بَـرَدٍ وَشُهد
وَفـــي خَــديك مِــن وَردٍ وَراحِ
لَقَـد أَصـبَحتُ فـي العُشّاقِ فَرداً
كَماأَصــبحتَ فَــرداً فـي المِلاحِ
فَمـا أَسـلو هَـواكَ لِنَهـي نـاهٍ
وَلا أَهـــوى ســِواكَ لِلحــي لاحِ
وَلا فَـــلَّ المَلامُ غــرارَ غيــىٍ
وَلا ثَلَـمَ العِتـابُ شـَبا جِمـاحي
أَمـــا للائِمــي عَليــك شــَغلٌ
فَيَشــتَغِلوا بِعُشــّاقِ القِبــاحِ
أَطَعـتَ هَـوى المِلاح طِـوالَ دَهري
وَمَـن يُطـعِ الهَوى يَعصَ اللَواحي
فَيــا سـَقَمي بِـذي طَـرَفٍ سـَقيمٍ
وَيـا قَلَقـي مِـن القَلِقِ الوِشاحِ
يَهـزّ الغصـنَ فَـوقَ نَقـىً وَيَرنو
بحــدّ ظـبىً وَيَبسـِمُ عَـن أَقـاحِ
مَليــحُ الـدل مَعشـوق المِـزاحِ
وَحُلـوُ اللَفـظِ مَعسـولُ المـزاح
يُحــب الــراحَ رائِحَــةً بِكـأسٍ
وَيَهــوى الكـأس كاسـيَة بِـراحِ
وَقَـد غَـرسَ القَضـيبَ عَلـى كَثيبٍ
فَــأَثمَرَ بِــالظَلامِ وَبِالصــَباحِ
وَمــالَ مَـع الوِشـاةِ وَلا عَجيـبٌ
لِغُصــنٍ أَن يَميـلَ مَـع الريـاحِ
أُلام عَلـى اِفتِضـاحي في هَوى مَن
يُقيــمُ عِـذارُهُ عُـذرَ اِفتِضـاحي
أَلَيــس لحــاظُه جَرَحـت فُـؤادي
فَلا بَــرأت وَلا اِنـدملتِ جِراحـي
إِذا مــا زادَ تَعـذيبي وَهَجـري
يَزيـدُ اليـهِ وَجـدي وَاِرتيـاحي
وَكَــم بِهَـواهُ مِـن عـانٍ مُعنّـى
يَــبيتُ يَخــافُ اطلاقَ الســراحِ
وَلَيلَــةَ زارَنــي بَعـد اِزورارٍ
عَلــى حُكمـي عَلَيـهِ وَاِقتِراحـي
فَبِتنـا لا الـدَنو مِـن الدنايا
نَـراهُ وَلا الجنـوحُ الى الجناحِ
يُــديرُ كُــؤوسَ فيـهِ وَمُقلَـتيهِ
فَيُسـكِرُني مِـن السـُكرِ المُبـاحِ
وَكــانَت لَيلَــةً لا حـوبَ فيهـا
عَلـيَّ وَلا اِجتِـراءَ عَلـى اِجتِراحِ
وَمـا مِـن شـيمَتي خَلعـي عِذاري
وَلا لِبــس الخَلاعَـة مِـن مزاحـي
قَطَعنـا اللَيـلَ فـي شَكوى عِتابٍ
إِلـى أَن قيـلَ حـيّ عَلـى الفَلاحِ
وَلاحَ الصــُبحُ يَحكـي فـي سـَناهُ
صـَلاحَ الـدين يُوسـُفَ ذا الصـَلاحِ
هـو الملـك الَّـذي أَورى زِنادي
وَفــازَت عِنــدَ رؤيتـه قِـداحي
يُقــرّب جُــودُه أَقصـى الأَمـاني
وَيَضــمَنُ بِشـرُه أَسـنى النَجـاحِ
وَمَبســـوطٌ بِنـــائِلِهِ يَـــداهُ
اذا قَبِضـَت بِـهِ أَيـدي الشـِحاحِ
وَلَمّــا ضــاقَ حَــدٌّ عَـن مَـداهُ
لَقَينــــاهُ بآمـــالٍ فِســـاحِ
فَمَــن هَـرِمٌ وَكَعـبٌ وابـنُ سـَعدٍ
رِعـاءُ الشـاءِ وَالنَعَـمِ المُراحِ
جَــوادٌ بــالبِلادِ وَمــا حَـوته
اذا جــادوا بأَلبـانِ اللِقـاحِ
وَأَبلـج يَسـتَهينُ المَـوتَ يَلقـى
بِصــَفحةِ وَجهِــهِ حَــدَّ الصـِفاحِ
وَيَخشـى مِـن دنـوّ العـارِ مِنـه
وَلا يَخشــى مِـن الأَجَـلِ المُتـاحِ
وَقَـــوّال اذا الأَبطــالُ فَــرَّت
مَكانَــك ثَبتـة مـا مِـن مَـراحِ
إِذا مــا دَبَّ فــي خَمـرٍ ذَليـلٌ
سـَعى سـَعيَ الأعـزَّةِ فـي السَراحِ
بِبــأسٍ مُـذهلِ الأُسـدِ الضـَواري
وَســَيبٍ مُخجِــلٍ ســَيل البِطـاحِ
فللاجيـــن وَالراجيـــنَ مِنــهُ
أَعَــزَّ حمــىً وَأَكــرَمُ مُسـتَماحِ
مِـن النَفـرِ الَّـذين إِذا تَحلّوا
أَعـادوا اللَيـلَ أَحلا مِـن صَباحِ
أَضـاءَ الـدَهر بعـد دُجاه نُوراً
يَلــوحُ عَلـى وجـوهِهم الصـَباحِ
تَفيــضُ بُطـونُ راحَتِهـم نَـوالاً
وَيَســتَلِمُ المُلــوك طهـورَ راحِ
اذا مـا لاقـوا الأَعـداءَ عادوا
مـآي النَصـرِ وَالظَفَـر الصـُراحِ
بِأرِمــــاحٍ محطَّمـــةٍ وَبيـــضٍ
مُثلّمَــــةٍ وَأَعـــراضٍ صـــِحاحِ
ليفــدِ حَيـاءَ وَجهـكَ كُـلُّ وَجـهٍ
اذا ســُئِلَ النَـدى جَهـمٍ وَقـاحِ
مُلــوكٌ جُلَّهــم مُغــرىً بظلــم
وَمَشـــغولٌ بُلَهـــوٍ أَو بُــراح
اذا مــا جـالَتِ الأَبطـالُ وَلّـى
وَيقــدمُ نَحـوَ حامِلَـة الوِشـاحِ
يَـرى الانفاق في الخَيراتِ خُسراً
وَأَنـتَ تَـراهُ مِـن خَيـرِ الرباح
هُــمُ جَمَعـوا وَقَـد فَرَّقـتَ لَكِـن
جَمعـتَ بِـهِ الرِجـالَ مَـع السِلاحِ
وَبــونٌ بَيـنَ مالِـكِ بَيـتِ مـالٍ
وَمالِـــكِ رقِ أَملاكِ النَـــواحي
وَبـــاغٍ أَن يُــدال بِلا رِجــالٍ
كَبـــاغٍ أَن يَطيــرَ بِلا جَنــاحِ
قَرنــتَ شــَجاعَةً وَتُقـىً وَعِلمـاً
إِلــى كَــرَمِ الخَلائِقِ وَالسـَماحِ
وَقَـد أَثنَـت عَلَيكَ ظُبى المَواضي
كَمــا تُثنـى بألسـنَةِ الرِمـاحِ
وَكَــم نَتَجَــت حُـروبٌ أَلقحَتهـا
سـيوفُكَ وَالنتـاجُ عِـن اللِقـاحِ
وَكَـم لِظُبـاكَ مـن يَـوم اِغتِباقٍ
مِـن الأَعـداءِ أَو يَـوم اِصـطِباح
وَكَــم ذَلَّلــتَ مِـن مُلـكٍ عَزيـزٍ
وَكَــم دَوَّخــتَ مِــن حَـيٍ لَقّـاح
تُبيـحُ حِمـى المُلـوكِ وَتَسـتَبيهِ
وَمــا تَحميــهِ لَيـسَ بِمُسـتَباحِ
وَمـا خَضـَعَ الفرنـجُ لَـدَيكَ حَتّى
رأوا مـالا يُطـاقُ مِـن الكِفـاحِ
وَمـا سـَألوكَ عَقـد الصـُلح ودّاً
وَلَكِــن تَحــتَ غابـاتِ الرِمـاحِ
مَلأت بِلادَهـــم ســـَهلاً وَحزنــاً
أُســوداً تَحـتَ غابـاتِ الرِمـاحِ
عَلــى مُعتـادَةٍ جَـوبَ المَـوامي
دواح بــالمَلا بيــض الأَداحــي
فَحَلّــوا أَرضَ نــابُلسٍ وَفيهــا
نَــواحٍ لَيـسَ تَخلـو مِـن نَـواحِ
فَكـانوا هَولـوا بالحشـدِ جَهلاً
وَمـا تَخشـى الأُسـود مِن النِباحِ
وَهُــم فـي قَـولِهم أنّـا نُلاقـي
صـَلاحَ الـدين أكـذبُ مِـن سـَجاحِ
أَلا يــا سـَيل مخجـل كُـلَّ سـيل
تظــل المحجــراتُ لَـهُ ضـَواحي
وَيـا غَيـثَ البِلادِ اذا اِقشـعرَّت
وَضـَنَّ الغَيـثُ فـي شـَهري قمـاح
تَرَكـتُ بَنـي الزَمانِ فَلَم أَسلهُم
وَلَــم أَرَ أَهلَـهُ أَهـلَ اِمتِـداحِ
وَقُلــتُ للاغيـاتِ العيـسِ رَوحـي
الـى بـابِ ابـنِ أَيـوبٍ تُراحـي
وَلَـم أُنكَـح لَئيمـاً بنـت فِكري
وانكــاحُ اللِئام مِـن السـِفاحِ
وَقَـد جاءَتـك يـا كفـوءاً كَفيّاً
تــزفّ اليــكَ طالِبَـة اِمتيـاح
اذا اِستَشفعتَ أَورى الناسِ زَنداً
فَمـا أَبغـي مِـن الزند الشِحاحِ
وَقَـد يَمَّمـتُ بحـرَ نَـدىً فُراتـاً
فَمـــا طَلـــبي لأوشـــالٍ ملاح
ســألتُك أَنَّ عـودَ جَـديب حـالي
فــأمرع مَرتَعـي واخضـرّ سـاحي
وَلَــولا جــود كفّــكَ كـلَّ وَقـتٍ
يُــروي غُلَّـتي وَجَـوى التيـاحي
غَـبرتُ مَـدى الزَمـانِ حَليف فَقرٍ
خَميصــاً عاريــاً ظَمـآن ضـاحي
وَمـا أَشـكو الزَمـانَ وَأَنتَ فيهِ
وان أَصــبحتَ مَحصــوص الجِنـاحِ
وَقَـد ضـاعَت عُلـومٌ طـالَ فيهـا
غُــدوّي واســتمَر لَهـا رَواحـي
أَرى المتقـدّمينَ اليَـومَ دونـي
فَيــؤلمني خُمــوليَ واطِّراحــي
وَأَشـجى مِـن ضـَياعِ العُمـرِ حَتّى
أَغَــصُّ بِبـارِدِ المـاءِ القَـراحِ
وَأَعجَـبُ مِـن صـُروف الـدَهرِ حَتّى
أَكـادَ أَقـولُ مـا زَمَنـي بِصـاحِ
أَيَظهَـر فـي السَماءِ ضُحىً نُهاها
وَتَخفــى وَهــيَ طالِعَــةٌ بِـراحِ
عَســى نُعمـاكَ تُسـكِنُني دِمَشـقاً
وَذاكَ لِكُـــلِّ مــالاقَيتُ مــاحي
أَعيــشُ أُعاشـِرُ الفُضـَلاءَ عُمـري
وَأَربــابَ المَحــابِر وَالشـياح
بَقيــتَ مُنَعَّمــاً أَبَـداً وَأَضـحَت
بِكُــــلِّ ضــــاحيَةٍ أَضــــاحي
عبد الله بن أسعد بن علي أبو الفرج مهذب الدين الحمصي الشافعي. المعروف بابن الدهان الموصلي ويعرف بالحمصي أيضا. لانتقاله إلى حمص. وديوان شعره مطبوع جمع الأستاذ عبد الله الجبوري (بغداد: 1968م). وله كتاب (شرح الدروس -خ).قال ابن خلكان: كان فقيها فاضلا أديبا شاعرا،لطيف الشعر مليح السبك حسن المقاصد، غلب عليه الشعر واشتهر به وله ديوان صغير وكله جيد، وهو من أهل الموصل ولما ضاقت به الحال عزم على قصد الصالح بن رُزّيك وزير مصر، وعجزت قدرته عن استصحاب زوجته فكتب إلى الشريف ضياء الدين أبي عبد الله زيد بن محمد بن محمد بن عبيد الله الحسيني نقيب العلويين بالموصل هذه الأبيات:وذات شجوٍ أسال البين عبرتها باتت تؤمِل بالتفنيد إمساكي(انظر القصيدة في ديوانه ص 186 وفيه: خاطب بالقصيدة والدته) فتكفل الشريف المذكور لزوجته بجميع ما تحتاج إليه مدة غيبته عنها. ثم توجه إلى مصر ومدح الصالح بن رزيك بالقصيدة الكافية، وقد ذكرت بعضها هناك، ثم تقلبت به الأحوال وتولى التدريس بمدينة حمص، وأقام بها فلهذا ينسب إليها.قال ابن خلكان: وتوفي بمدينة حمص في شعبان سنة إحدى وثمانين، وقيل اثنتين وثمانين وخمسمائة، والثاني ذكره =يعني العماد= فيالسيل والذيل والأول أصح، رحمه الله تعالى، وقد قارب ستين سنة. (ثم ترجم ابن خلكان للشريف ابي عبد الله ضياء الدين نقيب أشراف الموصل، الذي استنجد به الشاعر لرعاية زوجته)