
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمَـا لَـوْ عَلِمْنَـا أَنَّـهُ يَنْطِـقُ الرَّسْمُ
وَلَـمْ يَبْـقَ يَوْمـاً مِـنْ مُسَمَّاهُ إِلاَّ اسْمُ
وَأَنَّ ســـُؤَالَ الرَّبْــعِ يَنْقَــعُ غُلَّــةً
فَيَحْصـُلُ مِـنْ أَنْبَـاءِ مَـنْ ظَعَـنَ الْعِلْمُ
لَطَـــالَ وُقُــوفٌ وَاســْتَهَلَّتْ مَــدَامِعٌ
وَبُــثَّ غَــرَامٌ طَالَمَــا صــَانَهُ كَتْـمُ
وَلَكِنَّــــهُ جِســـْمٌ تَحَمَّـــلَ رُوحَـــهُ
وَمَهْمَـا تَـوَلَّى الـرُّوحُ لاَ يُسْأَلُ الْجِسْمُ
وَحَتَّـى مَتَـى شـُغْلٌ بِمَـا شـَاءَهُ الْهوَى
وَكَيْـفَ بِعَـزْمٍ بَعْـدَ مَـا خُـذِلَ الْعَـزْمُ
لَهَـا اللـهُ مِـنْ نَفْـسٍ شـُعَاعٍ وَمُهْجَـةٍ
هِـيَ الْغَـرَضُ الْمَقْصـُودُ يُثْبِتُـهُ السَّهْمُ
يَصــُولُ عَلَــيَّ الشــَّوْقُ صـَوْلَةَ جَـائِرٍ
إِذّا اغْتَــاظَ لاَ عَفْـوٌ لَـدَيْهِ وَلاَ نَظْـمُ
وَيَنْفِــرُ عَـنْ عَيْنِـي الْمَنَـامُ كَأَنَّمَـا
قَطــاً صــَدَّهُ عَــنْ وِرْدِ مَشـْرِعِهِ سـَهْم
وَيُسـْلِمُنِي الصـَّبْرُ الْجَمِيلُ إِلَى الْجَوَى
فَتَعْرُونِـي الْبُؤَسـَى وَيَكْسـُونِي السـُّقْمُ
لَقَــدْ شــَقِيتْ طَـوْعَ الصـَّبَابَةِ أَنْفُـسٌ
حَبَـا الرُّشـْدُ مَثْوَاهَا وَبَايَنَهَا الْحِلْمُ
وَمَــا فَتِئتْ أَنْ أَمْكَنَـتْ مِـنْ قِيَادِهَـا
يَـداً سـَاءَ فِـي الأَمْلاَكِ مِنْهَا لَهَا حُكْمُ
تُمَنِّــي بِــورْدِ الظَّلْــمِ غُلَّـةَ هَـائِمٍ
وَمَـا هُـوَ إِلاَّ الظَّلْـمُ أَوْ دُونَهُ الظَّلْمُ
وَتَهْلِــكُ دُونَ الشــَّهْدِ شــَأَنَ ذُبَابَـةٍ
وَمِـنْ دُونِ ذَاكَ الشـَّهْدِ لَمْ تَشْعُرُ السُّم
عَلاَقَــةُ وَهْــمٍ فِــي الْخَيَـالِ تَحَكَّمَـتْ
وَيَـا شَدَّ مَا يَجْنِي إِذّا اسْتَحْكَمَ الْوَهْمُ
إِذَا لَــمْ يَقُـدْهَا بِـالْغَرَامِ وُجُودُهَـا
إِلَـى عَـدَم أَلْـوَى بِمَوْجُودِهَـا الْعُـدْمُ
فَكُــنْ لِلْمَعَــالِي وَالْفَضـَائِلِ عَاشـِقاً
وَإِنْ عَسـُرَ الْمطْلُـوبُ أَوْ ثَقُـلَ الْعَـزْمُ
خِلاَلُ النَّـدَى وَالْبَـأَسِ تَسـْتَلْزِمُ الثَّنا
إِذَا مَــا تَسـَنَّى لاِمْـرِئٍ مِنْهُمَـا قَسـْمُ
وَلاَ يُشـــْهِرُ الإِنْســَانَ إِلاَّ امْتِيَــازُهُ
بِفَضـْلٍ فَلَـوْلاَ الْخَمْـرُ مَـا كَرُمَ الْكَرْمُ
فَلاَ دَرَّ إِلاَّ دَرُّ مُكْتَمِـــــلِ النُّهَــــى
بِغَيْـرِ الْمَعَـالِي لاَ يُـرَى وَهْـوَ مُهْتَـمُّ
أَعَــارَ جَنَــابَ اللَّهْـوِ صـَفْحَة مُعْـرِضٍ
وَعَـافَ الْهَـوَى وِرْداً وَإِنَ عَـذُبَ الطَّعْمُ
وَأَضـْرَبَ عَـنْ خَـطِّ الْهَوَى عِنْدَمَا اسْتَوَى
وَقَـدْ أَجْمَلَـتْ جُمْـلٌ وَقَـدْ أَنْعَمَـتْ نُعْمُ
حَمَـى سـَاحةَ الطَّبْـعِ الْعَفِيفِ كَمِثْلِ مَا
حَمَـى سـَاحَةَ الْمُلْـكِ الْمُنِيفِ أَبُو حَمُّو
وَمَــا هُـنَّ فِـي الَّتحْقِيـقِ إِلاَّ صـَفَاتُهُ
بِهِـنَّ إِلَـى إِطْـرَائِهِ اسـْتَطْرَدَ النَّظْـمُ
وَمَـنْ مِثْلُـهُ قَـدْ أَعْجَـزَ الـدَّهْرَ مِثْلُهُ
إِ ذَا ذُكِـرَ الْعَـزْمُ الصَّرِيحُ أَوِ الْحَزْمُ
أَوِ الـدِّينُ مَرْفُوعـاً عَلَـى عَمَدِ التُّقَى
أَوِ الْكلِـمُ الْحِكْمِـيُّ يُشـْفَى بِهِ الْكَلْمُ
يَغُــضُّ عَــن الطَّيْــفِ الْمُلِــمِّ لِعِفَّـةٍ
وَفَضــْلِ حَيَــاءٍ لاَ يَكِيــدُهُمَا الْحِلْـمُ
وَيُخْجِـلُ سـُحْبَ الْغَيْـثِ فَـالْبَرْقَ خَجْلَـةً
إِذَا مَـا هَمَـى فِـي كَفِّـهِ وَابِـلٌ سـَجْمٌ
وَيُســْمِعُ يَــوْمَ الْخَطْـبِ خُطْبَـةَ فَيْصـَلٍ
وَمِــنْ ضـَرْبِهِ نَثْـرٌ وَمِـنْ طَعْنِـهِ نَظْـمُ
غَنِــيٌّ بِتَصـْهَالِ الْجِيَـادِ عَـنِ الْقَنَـا
فَلاَ الزِّيـرُ يَسـْتَهْوِي نُهَـاهُ وَلاَ الْبَـمُّ
وَبِـالْبِيضِ رَاقَ الْوَسـْمُ فَـوْقَ صـِفَاحِهَا
عَـنِ الْبِيـضِ يُصْبِي فِي مَعَاصِمِهَا الْوَشْمُ
إِذَا مَــا بَنَـى يَوْمـاً بنَـاءَ صـَنِيعَةٍ
تَعَاهَـــده مِنْــهُ التَّفَقُّــدُ وَالــرَّمُّ
وَمَهْمَـا اسـْتَلَّتْ فِـي الرِّقَـابِ حُقُـوقُهُ
فَلاَ يُعْـدَمُ الإِبْـرَاءُ فِيهَـا وَلاَ الْهَضـْمُ
وَيُعْلِـمُ ثَـوْبَ الْمَجْـدِ بِـالْخُلُقِ الرِّضَى
كَمَـا يُعْلِـمُ الثَّوْبَ الطِّرَازُ أَوِ الرَّقْمُ
وَجَـاءَتْ بِـهِ الـدُّنْيَا النَّزُورُ فَأَنْجَبَت
وَأَرْحَامُهَـا فِـي مِثْلِـهِ شـَأَنُهَا الْعُقْمُ
أَجَـلُّ الْمُلُـوكِ الصـِّيدِ ذَاتـاً وَمَحَتِداً
فَمَـا فَـوْقَهُ مَسـْمىً لِمَنْ شَاءَ أَنْ يَسْمُو
وَفَخْــرُ بَنِـي زَيَّـانَ يُحُضـِرُ إِنْ خَطَـوْا
وَيُسـْرِعُ إِنْ أَبْطَـوْا وَيَمْضـِي إِذَا هَمُّوا
فَلَــوْلاَ وَلِـيُّ الْعَهْـدِ مَـا ضـَلَّ قَـائِلٌ
بِـهِ الْبَـدْءَ فِـي عَلْيَائِهِمْ وبِهِ الْخَتْمُ
وَلَكِنَّــــهُ إِرْثٌ قَــــدِيمٌ وَحَــــادِثٌ
وَمَنْبِــتُ فَضـْلٍ لَيْـسَ يُـزْرَى لَـهَ جِـذْمُ
وَإِنَّ بَنِــي زيَّــانَ فِـي أُفُـقِ الْعُلَـى
لأَنْجُــمُ هَــدْيٍ كُلَّمَــا أَفَــلَ النَّجْـمُ
غُيُـوثٌ إِذَا أَعْطَـوْا لُيُـوثٌ إِذَا سـَطَوْا
أَهِلَّــةُ هَـالاَتِ الْبَهَـاءِ إِذَا اعْتَمُّـوا
أَمُعْمِلَهَــا فِـي حَوْمَـةِ الْجُـودِ غَـارَةً
تَـأَزَّرَ فِيهَـا النَّصـْرُ وَاسْتَبْحَرَ الْغُنْمُ
وَوَقَّادَهَــا فِـي هَضـْبَةِ الْحَـرْبِ جِـذْوَةً
رَمَـتْ شـَرَراً يَشـْقَى بِهِ الْعُرْبُ وَالْعُجْمُ
تَبَــارَكَ مُعْطِيــكَ الْكَمَــالَ كَأَنَّمَــا
تَصــَوَّرْتَ مُخْتَـاراً وَكَـانَ لَـكَ الْحُكْـمُ
ظَهَــرْتَ وُجُــوداً وَاحْتَجَبْــتَ لَطَافَــةً
كَأَنَّــــكَ رُوحٌ لاَ يُصــــَاحِبُهُ جِســـْمُ
يَقُولُـــونَ مُمْتَــازٌ بِنِصــْبَةِ مَوْلِــدٍ
وَمَـا إِنْ يُنِيـلُ الْحَـظَّ شـَمْسٌ وَلاَ نَجْـمُ
وَمَــا هِـيَ فِـي التَّحْقِيـقِ إِلاَّ مَـوَاهِبٌ
مِـنَ اللـهِ قَبْـلَ الْكَوْنِ عَيَّنهَا الْقَسْمُ
أَمُوسـَى لَقَـدْ أَمْسـَى حَدِيثُكَ فِي الْوَرَى
صــَحَائِفَ تُتْلَــى مَـا لِشـَائِعِهَا كَتْـمُ
عَلَــى قَــدَر قَـدْ جِئْتَ قَوْمَـكَ عِنْـدَمَا
تَنَـاهَتْ بِهَـا الْبُؤسـَى وَأَجْهَدَهَا الأَزْمُ
طَلَعْـتَ لَهَـا فِـي الْجُنْـحِ شَمْساً مُنِيرَةً
فَأَشــْرَقَتِ الأَرْجَــاءُ وانْفَــرَجَ الْغَـمُّ
وَجَـــدَّدْتَ فِيهَـــا دَوْلَــةً مُوســَويَّةً
ســـَجِيَّتُهَا عَـــدْلٌ وَشــِيمَتُهَا حِلْــمُ
أَبُـــو تَاشــَفِينٍ حَــدُّهَا وَحُســَامُهَا
فَقَدْ صَحَّ مِنْهَا الْحَدُّ فِي الْمَجْدِ وَالرَّسْمُ
فَــأَنْتَ بِهَــا لاَزِلْــتَ شــَمْسَ ظَهِيـرَةٍ
وَهَـا هُـوَ فِـي إِمْـدَادِكَ الْقَمَـرُ التِّمُّ
أَمَـا وَالَّـذِي أَغْنَـى أقنـى وَمَـنْ لَـهُ
مِـنَ النَّسـِمِ الرُّجْعَـى بَلَى وَلَهُ الْحُكْمُ
وَمَـنْ أَوْجَـد الْكَوْنَ اخْتِرَاعاً وَلَمْ يَكُنْ
مِثَــالٌ لَــهُ يُحْــذَى عَلَيْـهِ وَلاَ رَسـْمُ
وَدَارَ الْمُحِيــطُ الْمُســْتَدِيرُ بِــأَمْرِهِ
عَلَــى قُطُــبٍ بَـادٍ وَإِنْ عَظُـمَ الْجِـرْمُ
وَمَــنْ سـَجَدَ الْخَلْـقُ اعْتِرَافـاً لِعِـزِّهِ
فَلاَ شــَجَرٌ يَــأَبَى الســُّجُودَ وَلاَ نَجْـمُ
لَقَـدْ فُـزْتَ بِالْقِدْحِ الْمُعَلَّى مِنَ الْهُدَى
وَسـَلَّمَ فِـي الْحَـقِّ الصـَّرِيحِ لَكَ الْخَصْمُ
وَبَــانَتْ لِــرَبِّ الْخَلْـقِ فِيـكَ عِنَايَـةٌ
وَآيَــاتُ لُطْــفٍ لاَ يُخَيِّلُهَــا الْحِلْــمُ
فَكَـمْ فُـتَّ مِـنْ خَطْـبٍ وَجَـاوَزْتَ مِنْ رَدىً
تَــذُوبُ لِمَجْــرَاهُ الْمُلَمْلَمَــةُ الصـُّمُّ
فَمَــا كُنْــتَ إِلاَّ دُرَّةَ الْمَجْــدِ كُلَّمَـا
تَـرَدَّدَ فِيهَـا الْوَصـْفُ لَمْ يُعْرَفِ الْوَصْمُ
وَياقُوتَــةً قَـدْ مَحَّـصَ الـدَّهْرُ سـِنْخَهَا
صــَلِيّاً فَلاَ ثَلْــبٌ لَــدَيْهَا وَلاَ ثَلْــمُ
عَلِقْــتَ بِحَبْــلِ اللــهِ كَفّـاً تَمَكَّنَـتْ
مِنَ الْعُرْوَةِ الْوُثْقَى الَّتِي مَا لَهَا فَصْمُ
وَقَــدْ ذَغَــرَ الْعُرْبَـانَ مِنْـكَ غَضـَنْفَرٌ
أَزَلُّ عَريــضُ الصــَّدْرِ ســَاعِدُهُ فعْــمُ
وَمُلْتَفِــتٌ عَــنْ حُــذْوَتَيْنِ إِذَا هَــوَى
أَوانْقَـضَّ قُلْـتَ الشـُّهْبُ يَقْدُمُهَا الرَّجْمُ
إِذَا ضــَمَّ أَبْطَــالَ الْهِيَـاجِ مُعَانِقـاً
فَكَــمْ مُفْــرَدٍ أَوْدَى عَلاَمَتُــهُ الضــَّمُّ
فَقُـلْ لَهُـمُ لِلْحَـقِّ فِـي الْخَلْـق صـَوْلَةٌ
وَلَـوْ نَفَـرَتْ يَـاجُوجُ وَارْتَفَـعَ الـرَّدْمُ
وَلَــوْ أَجْلَبَــتْ لِلْحَـرْبِ عَـادٌ وَجُرْهُـمُ
وَلَبّـتْ جَدِيسـاً إِذْ دَعَـتْ أُخْتُهَـا طَسـْمُ
وَلَـوْ أَقْسـَمَتْ أَنْ تَغْلِـبَ الْجَمْـعُ تَغْلِبٌ
وَتَنْســِفَ جِــرْمَ الأَرْضِ إِنْ حَمَلَـتْ جَـرْمُ
وَرَاءَ كُــمُ عَمَّــا أَرَدْ تُــمْ فَإِنَّهَــا
لَـدَائِرَةٌ فِـي الـرَّأيِ دَاخَلَهَـا الْخَرْمُ
مَتَـى تَرْجَـحُ الشـُّهُبَ الْحَصَى لاِفْتِخَارِهَا
بِكَثْرَتِهَــا أَوْ تَــذْعَرَ الأُسـُدَ الْبَهْـمُ
فَلَـوْلاَ التَّغَاضـِي جَـبَّ غَارِبَهَـا الرَّدَى
وَلَـوْلاَ التَّجَافِي عَاثَ فِي ظَهْرِهَا الْقَصْمُ
لِمُوســَى أَبِـي حَمُّـو بْـنِ يُوسـُفَ آيَـةٌ
وَبُرْهَـــانُ صــِدْقٍ لاَ يُعَانِــدُهُ خَصــْمُ
وَرُبّتَمَــا نَــل الْمُســَمَّى مِـنِ اسـْمِهِ
نَصـِيبٌ عَلَـى حُكْـمِ الْعِنَايَـةِ أَوْ قَسـْمُ
أَدَالَ مِـنَ الْبُؤسـَى وَنَجَـى مِـنَ الرَّدَى
فَعَمَّـتْ بِـهِ فِـي قَـوْمِهِ النِّعَـمُ الْعُـمُّ
وَأَنْقَـذَهُمْ مِـنْ حَيْـرَةِ التِّيـهِ بَعْـدَمَا
تَقَطَّعَــتِ الاســْبَابُ وَانْتَثَــرَ النَّظْـمُ
وَهَــشَّ عَلَــى يَـمِّ الشـَّدَائِدِ بَالْعَصـَا
وَوَافَــقَ إِذْنَ اللــهِ فَـانْفَرَقَ الْيَـمُّ
لَـكَ اللـهُ مِنْ مَبْنى عَلَى مَشْرقِ السّنَا
حَـرَامٌ عَلَـى أًرْكَـانِهِ الْهَـدُّ وَالْهَـدْمُ
وَمِــنْ جَبَــلٍ لِلْحِلْـمِ أَشـْرَفَ وَاعْتَلَـى
فَــدَانَتْ لَـهُ بِـالْعِزَّةِ الْقُلَـلُ الشـُّمُّ
لَـكَ اللـهُ مِـنْ قَلْـبٍ لَـهُ خُلِقَ الْهُدَى
لَـكَ اللـهُ مِـنْ كَـفٍّ لَهَـا خُلِقَ اللَّثْمُ
لَـكَ اللـهُ مِـنْ وَجْـهٍ وَجِيـهٍ يَجِـلُّ عَنْ
شــَبِيهٍ فَلاَ فَــظُّ اللِّقَــاءِ وَلاَ جَهْــمُ
لَــهُ الْحُسـْنُ خَـالٌ وَالْقَبِيـلُ قَبيلَـةٌ
وَمِـنْ مَحْتِـدِ الْفضـْلِ الْمُبِيـنِ لَـهُ عَمُّ
إِذَا زَعَمَــتْ شــَمْسُ الظَّهِيــرَةِ أَنَّــهُ
أَخُوهَــا بِلا شــَكٍّ فَقَـدْ صـَدَقَ الزَّعْـمُ
تُـوَالِى مَـنِ اسـْتَرْعَيْتَ أَمْنـاً وَرَأَفَـةً
وَرِفْقـاً كَمَـا تَحْنُـو عَلَى الْمُرْضِعِ الأُمُّ
وَتَبْلُـــغُ أَعْنَــانَ الســَّمَاءِ بِهِمَّــةٍ
بِغَيْـرِ جَمِيـلِ الـذِّكْرِ لَيْـسَ لَهَـا هَـمُّ
وَتُوجِــفُ مَــنِ فَصـْلِ الْخِطَـابِ لِغَايَـةٍ
أَنَــافَتْ وَجَلَّـتْ أَنْ يُحِيـطَ بِهَـا وَهْـمُ
وَتُصــْمِي رَمَايَــا الْغَائِبَـاتِ بَفِكْـرَةٍ
يُســَدِّدُهَا التَّقْـوَى وَيُنْجِـدُهَا الْعِلْـمُ
كَمَـــالٌ وَلاَ نَقْــصٌ وَرُشــْدٌ وَلاَ هَــوىً
وَمَنْــــحٌ وَلاَ مَنْـــعٌ وَحَمْـــدٌ وَلاَ ذَمُّ
وَمَاشــِئْتَ مِــنْ فَضــْلِ وَلُطْـفِ سِيَاسـَةٍ
يُطِيـعُ بِهَـا الْعَاصـِي وَتُسْتَنْزَلُ الْعُصْمُ
وَمَعْقِـــدُ مُلْـــكٍ طَـــالِبِيٍّ نِجَــارُهُ
عُلاَهُ مُــــرَدىٍّ بِالْمَهَابِـــةِ مُعْتَـــمُّ
مَلِيـــءٌ بِأَوْصــَافِ الإِمَــامِ بِمِثْلِــهِ
وَلاَ مِثْــلَ مَـنْ يَبْغِـي الإِمَامَـةَ يَـأتَمُّ
إِذَا اجْتَمَـعَ الإِقْـدَامُ وَالرَّأيُ وَالتُّقَى
وَســَاعَدَ ســَعْدٌ وَاســْتَقَلَّ بِــهِ عَـزْمُ
وَلاَحَـــتْ بآفَــاقِ الســَّمَاحِ مَخِيلَــةٌ
مِنَ الْجُودِ يَتْلُو بَرْقَهَا الْعَارِضُ السَّجْمُ
وَقَـامَ عَلَـى التَّقْـوَى بِنَـاءَ سِيَاسـِيةٍ
يُمَهِّــدُ مِــنْ آســَاسِ أَرْكَاَنِهَـا عِلْـمُ
وَرَفَّـــتْ عَلَيْهَـــا نِســْبَةٌ طَالِبِيَّــةٌ
فَلَيْــسَ ظَلاَمٌ فِــي الْوُجُــودِ وَلاَ ظُلْـمُ
هَنِيئاً لِضـــَيْفٍ فِـــي ذَرَاكَ قَــرَارُهُ
بِحَيْـثُ النَّـوالُ الْغَمْـرُ وَالْكَرَمُ الْجَمُّ
فَآمَـــالُهُ لِلْفِكْـــرِ نَصــْبٌ وَعَيْشــُهُ
كَمَــا شــَاءَ هُ خَفْــضٌ وَطَـاعَتُهُ جَـزْمُ
أَطِيَّـــةَ تَهْجِيِــري وَبَــاعِثَ رِحْلَتِــي
فَلَــوْلاَكَ لَــمْ يُـذْكَرْ عِقَـالٌ وَلاَ خَطْـمُ
أَتَتْــكَ عَلَــى حُكْـمِ الْـوِدَادِ غَرِيبَـةً
نَتِيجَــةَ فِكْــرٍ لاَ يَــبينُ لَهَـا رَسـْمُ
وَهَــلْ مِنَّـةٌ تُرْضـِي إِذَا كَلَّـتِ الْقُـوَى
وَبَـانَ اشـْتِعَالُ الرَّأَسِ أَوْ وَهَنَ الْعَظْمُ
عَلَـى أَنَّهَـا الْبُـرْدُ الْيَمَـانِيُّ كُلَّمَـا
تَقَـادَمَ أَهْـوَى نَحْـوَهُ اللَّثْـمُ وَالشـَّمُّ
وَأُذِْر مَهْمَـــا رِييـــءَ أَرْضٌ بَعِيــدَةٌ
وَبَــانَ لَــهُ فَضــْلٌ وَرَاقَ لَــهُ رَقْـمُ
فَلَـوْ زَمَـنُ ابْـنِ الْجَهْـمِ أَشـْرَقَ بِشْرُهُ
لَمَـا سـُرَّ بِ ابْنِ الْجَهْمِ وَالِدُهُ الْجَهْمُ
وَلَــوْ نُشـِرَ الطَّـائِي يَـوْمَ اجْتِلاَئِهَـا
لَجَلَّلَــهُ مِــنْ أَجْــلِ إِيثَارِهَــا غَـمُّ
جَعَلْتُـــكَ مَرْمَـــى هِمَّتِــي وَمُــؤَمَّلاً
لِنَيْـلِ الَّتِـي مَـا همّنـا غَيْرهَـا هَـمُّ
وَقَوَّضــْتُ رَحْلِــي عَـنْ بِلاَدٍ نَبَـا بِهَـا
مِهَـادِي إِلَـى حَيْـثُ السـَّلاَمَةُ وَالسـِّلْمُ
وَمَـا كُنْـتُ أَخْشَى الْجَوْرَ فِي حُكْمِ جِيرَةٍ
أَجَرْتُهُــمُ فَاعْتُــدَّ ذَلِــكَ لِــي جُـرْمُ
آتَيْتُهُــمُ بِالصــُّبْحِ لَكِنَّهُــمْ عَمُــوا
وَآذَنْتُهُــمْ بِالصــلْحِ لَكِنَّهُــمْ صـَمُّوا
ســَأَذْكُرُهُمْ حَيْـثُ احْتَلَلْـتُ وَإِنْ نَسـُوا
وَأَمْــدَحُهُمْ مَهْمَــا قَـدَرْتُ وَإِنْ ذَمُّـوا
وَأَنْــتَ لَهَـا مِـنْ بُغْيَـةٍ مَطَلَـتْ بِهَـا
صـُرُوفُ زَمَـانٍ نَـالَ أَنْفِـي لَهَـا رَغْـمُ
إِلِـى أَنْ أُقَضَّى فِي مُنَى الْفَوْزِ بِالْمُنَى
وَيَثْبُـتُ فِـي أَهْـلِ السـَّعَادَةِ لِـي سَهْمُ
فَيَــا مَــنْ رَآنِــي وَالْحُـدَاةُ مُرِنَّـةٌ
بشـِعْرِي إِذَا مَا زَمْزَمَ الْقَوْمُ أَوْ زَمُّوا
تَخُــبُّ بَرِحْلِــي كُــلُّ شـَاكِيَةِ الْـوَجَى
هِـيَ الْقَـوْسُ تَرْمِي الرُّكْنَ رَاكِبُهَا سَهْمُ
حَمَتْهَـا النَّوَى قُرْبَ الْقَضِيمِ أَوِ النَّوَى
فَلَــمْ تَبْــقَ إِلاَّ جِلْـدَةٌ تَحْتَهَـا عَظْـمُ
وَقَــدْ حُــطَّ كُـوِي فِـي جِـوَارِ مَثَابَـةٍ
بِهَـا تُكْتَـبُ الزُّلْفَـى وَيُغْتَفَـرُ الإِثْـمُ
وَكَــانَ مَحَــجُّ الْبَيْـتِ بَـدْئِي وَبَعْـدَهُ
بِقَصــْدِ رَسـُولِ اللـهِ يُسـِّرَ لِـي خَتْـمُ
وَلِــم لاَ يَنَـالُ السـؤُلَ عِنْـدَكَ قَاصـِدٌ
وَمِثْلُــكَ مَـنْ لـمْ يُخْـطِ قَاصـِدَهُ غُنْـمُ
فَلاَزِلْــتَ فِــي عِــزٍّ مَنِيــعٍ جَنَــابُهُ
مُطِــلٌّ عَلَــى الأَيَّـامِ مَنْكِبُـهُ الضـَّخْمُ
لِــذِكْرِكَ فِــي الآفَــاقِ عَــرْفٌ مُـؤَرَّجٌ
كَمَـا انْتُشـِقَ الرَّيحَـانُ وَالرَّوْحُ يُشْتَمُّ
وَمَثْـــوَاكَ مَقْصـــُودٌ وَحُبُّــكَ طَاعَــةٌ
وَأَمْــرٌ عَلَــى الأَعْيَـانِ مُفْتَـرَضٌ حَتْـمُ
أَعَــدْتَ عَلَــى الأَيَّـامِ رَوْنَـقَ بِشـْرِهَا
فَمَنْظَرُهَــا بَــادِي الْكَآبَــةِ مُغْتَــمُّ
وَصـَارَتْ لَيَـالِي الـدَّهْرِ غُـرّاً وَجُوهُهَا
وَنَاصــِعَةً أَوضــَاعُهَا وَهْــيَ الــدُّهْمُ
فَـدُمْ مَـا بَـدَا صُبْحٌ وَدُمْ مَا دجَا دُجىً
وَدُمْ مَـا هَمَـى غَيْـثٌ وَدُمْ مَا بَدَا نَجْمُ