
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَسـماً باللّيـلِ وما وسَقا
وإيَـاةِ البدْرِ إذا اتّسَقا
والنّجْـمِ الثّاقِبِ حينَ هَوى
رجْماً والصُبْحِ إذا انْفَلَقا
وبنـورِ الطُّـوْرِ وقدْ أضْحى
مُوســَى لجلالَتِــهِ صــَعِقا
لَمَخــائِلُ مُلْكِـكَ تُخْبِرُنـي
أنّ التّأبيـدَ لَهـا خُلِقـا
أحْيَيْـتَ الـدّينَ وقدْ أوْدَى
وأعَـدْتَ المُلْـكَ وقد خلِقا
يـا ناصـِرَ دينَ اللهِ ومَنْ
بعِنـايَتِهِ الـوُثْقى وَثِقـا
مهّــدْتَ لمُلْكِــكَ مُصـْطَبِحاً
فـي ظِـلِّ الأنْـسِ ومُغْتَبِقـا
ونظَمْــتَ المَجْـدَ فـوافِرُهُ
غنّـاكَ السـّعْدُ بـهِ وسـَقَى
طــابَتْ بوجــودِكَ أنْـدَلُسٌ
حســُنَتْ بجـوارِكَ مُرتَفَقـا
إنْ طـافَ بهـا شيْطانُ عِدىً
يبْغــي بسـَمائِكَ مُسـْتَرَقا
أو جــاسَ خِلالَ منازِلهــا
قـذَفَتْهُ سـُعودُكَ فاحْتَرَقـا
اللّــهُ تُخَيّـرَ يُوسـُفَ مـنْ
غُــرَرِ الأمْلاكِ هُـدىً وتُقَـى
كهْــفٌ لَجــأ الإسـْلامُ لـهُ
فعَفـا وحَمَـى وكَفَـى ووَقَى
وأعَـزَّ الرّشـْدُ بـهِ فِرَقـاً
وأذَلَّ الغَــيُّ بــهِ فِرَقـا
وافَـى وصـَباحُ المُلْكِ دُجَى
فانْجـابَ الغاسِقُ وائْتَلَقا
والأرضُ تَضــيقُ بســاكِنِها
وتَغَــصُّ بريقَتِهــا شـرَقا
فـاهْتَزّتْ حيـنَ أتـى ورَبَتْ
وأسـالَ بِهـا مـاءً غـدَقا
أوْ تَــدارَكَها بعَزائِمِــهِ
مـا مِثْلُ صِفاحِ الهِنْدِ رُقَى
وأقـامَ الحَـقَّ وجـاءَ بـهِ
فـإذا بالباطِـلِ قدْ زهَقا
يُجْــري فـي حُكْـمِ راحَتِـهِ
أحْكــامَ ســَعاداتٍ وشـَقا
لـوْ عـادَ البَـدْرُ بغُرّتِـه
لـمْ يخْـشَ الخَسْفَ ولا محَقا
أو أمّ اليَـــمَّ بعَزْمَتِــهِ
يوْمــاً لتصـَدّعَ وانْفَرَقـا
أو لاذَ الــوحْشُ بجــانِبِهِ
لـمْ يرْهَـبْ مـنْ عادٍ طرَقا
مهْلاً فمَــواطِرُ كفِّــكَ مـا
أبْقَــتْ مُحْتاجـاً مُرْتَزِقـا
ولقـدْ أمَـرَتْ حتّـى غمَـرَتْ
وتخــوّفَ سـائِلُكَ الغَرَقـا
أبَنـي الأنْصـارِ لكُـمْ شرَفٌ
حُكْـمُ القُـرْآنِ بـهِ نطَقـا
آووْا نصَروا أوذُوا صَبَروا
كـانوا لرَسـولِ اللّهِ وِقا
حَفِظـوهُ ببَـذْلِ النّفْسِ كَما
حَفِظـوا بجُفـونِهِمُ الحدَقا
وافَـوا للّـهِ مـا عاهَـدُو
هُ مــا كَـذبُوهُ إذْ صـدَقا
ورضَوْا بالصّبْرِ فما وهَنوا
جزَعـاً في الدّينِ ولا قَلَقا
أمُجاهِـدَ دِيـنِ اللـهِ لقدْ
أمّنْــتَ بصـارِمِكَ الطُّرُقـا
وخَليفَتَــهُ فـي أمّـةِ مَـنْ
بـالوَحْيِ أتـى وبِـهِ فرَقا
لهَجَــرْتَ النّـوْمَ لِطـاعَتِهِ
بـالغَزْوِ وواصـَلْتَ الأرَقـا
هَـذا النّيْـروزُ أتاكَ بِما
تهْـواهُ وبالبُشـْرَى سـَبَقا
فسـَتَمْلِكُ أرْضَ الـرّومِ فَما
أبْقَيْــتَ بِهــا إلاّ رمَقـا
كفَـروا بـاللّهِ فـأرْهَقَهُم
وملَكْــتَ فزادَهُــمُ رَهَقـا
فالرُّمْـحُ يُنَضـْنِضُ مـنْ شَرَهٍ
لهُـمُ والصـّارِمُ قـدْ دَلَقا
والخيْــلُ تهُـدّ مرابِطهـا
وتَقُــدّ أعنّتَهــا حنَقــا
شـُهْبٌ كالشـّهْبِ إذا قُـذِفَتْ
دُهْـمٌ كاللّيـلِ إذا غسـَقا
صـُفْرٌ كالشـّمْسِ إذا جنَحَـتْ
حُمْـرٌ قـد أُلْبِسـَتِ الشّفَقا
إمّـا صـهَلَتْ فـي أرْضِ عِدىً
فغُـرابُ البَيْـنِ بهِمْ نَعَقا
مـا أرْعَـدَ ركْـضُ سَنابِكِها
إلاّ والصــّارِمُ قـدْ فَرِقـا
يعْتَــدُّ بِهــا مَلْـكٌ شـهْمٌ
لوْ رامَ بِها الشّعْرَى لحِقا
أو عارَضـَها بـالبَرْقِ كَبا
أوْ أوْرَدَ عيْـنَ الشّمْسِ سَقَى
لــوْلا كلِمـاتٌ قـد سـبَقَتْ
بالسـِّلْمِ وعَهْـدٌ قـد سبَقا
لتَرَكْــت ديــارَهُمُ قَفْـراً
للهــامِ وســلْمَهُمُ نفَقـا
وجَعَلْــتَ مِيــاهَهُمُ غـوْراً
وترَكْــتَ صــَعيدَهُمُ زلَقـا
يـا حِـزْبَ اللّـهِ وناصـِرَهُ
بـالحقِّ ومُـدْرِكَ مـا سَحَقا
أنــتَ المـذْخورُ ليَـوْمِهمُ
أنـتَ المِفْتـاحُ لِما غُلِقا
وافَيْـتُ إليْـكَ بِها راكِضاً
ولغَمْــرِ نوالِـكَ مُسـْتَبِقا
فسـَبَكْتُ التِّـبرَ لَها لُجُماً
وجعَلْــتُ أعنّتَهــا سـَرَقا
فأنِـلْ واحْمِـلْ وأعِدْ وأبِدْ
وأنْعَـمْ فـي ظلِّ حِمىً وبَقا
مــا لاحَ النّـورُ بمَشـْرِقِه
أو هـزّتْ ريـحُ غُصـْنٍ نَقـا