
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا صــاحِبي هَلا مَــررت بخنــدف
وَرَأَيــت قائِمَــة الغَـزال الأَهيـفِ
وَنَظــرت فـاترة الجُفـون لحاظهـا
يَسـطو بأسـمر فـي القُلـوب وَمُرهفِ
وتَميــد بــالألف القَـويم كَأَنَّهـا
غُصــن تَرَنــح بِالرِيــاح العصــفِ
فَـــإلام وَالخــد الأَســيل محجــب
بِظبــا الجُفـون وَوَرده لَـم يقطـفِ
وَعَلام تختطــف النفــوس عُيونهــا
بِمهنــد ماضــي النَواجـذ أحنفـي
عَربيــة تَسـقي الضـَجيع إِذا دَنَـت
بِمزرنــب مثــل الســلاف القرقـفِ
وَتَـرى شـَمائلها الشـمول مَحاسـِنا
أربـت لطافتهـا عَلى السحر الخَفي
تبــدي نِظــام حَـديثها لِنَـديمها
بِفَواصـــل بــرزت بِغَيــر تكلــفِ
لِلَّــه كَــم أَهــدت جمـان كلامهـا
لِمَســـامع المُتَشـــوق المتشــوفِ
لَـم أَنـس وَالأَيّـام تغـدر بِـالفَتى
حَسـدا وَمـا فـي الدَهر من خل يَفي
إِذ أنعمــت وَالطــل يَقطـر طرفـه
فــوق الحَـدائق كَالغَمـام الأَوطـفِ
طَـــوراً تَميـــس بِحلــة ذَهبيــة
مـن تحتهـا بـرز الجَمال اليوسفي
وَتجـر مـا بَيـن الرِيـاض وَنَورهـا
أَذيالهـــا بتغطـــرس وَتغطـــرفِ
وَتَميــل بِالقَـد الرَطيـب وَتَنثَنـي
طَــوراً لأَصــوات الحمــام الهتـفِ
يصــفر أحمرهــا لِصــَوت حليهــا
حــذراً علـي مِـن العَـدو المرجـفِ
فَفَرشــت خَـدي تَحـتَ مـوطئ نَعلِهـا
وَغَســَلت وَجهــي بِالـدموع الـذرفِ
وَلَثَمـت أخمصـها عَلـى رَغـم العِدى
بِفَــم بلثــم خــدودها لا يَكتفـي
وَبَثَثتهــا الشــَكوى وَمـا لاقيتـه
مِــن لَــوم لائِمَــة وَدهــر مجحـفِ
وَشـفيت فـي ذاكَ المَقـام جَوانِحـا
أَبَــداً حَــرارة نارِهـا لا تَنطفـي
فَســَطا علـي الـدَهر سـَطوة ظـالم
بتفـــــرق وَتعنــــف وَتعســــفِ
أَخلـى مِـن الخـل الألـوف مَنـازلي
فَغَــدَت مَرابعهــا كَقــاع صَفصــفِ
وَفَـررت مِـن رَيـب الزَمـان وَصـرفه
مُتَحصــِناً بِالســيد الـبر الخفـي
وَحَبَســت نَفســي أن تَسـير لِغَيـره
فَـإِذا اِنثَنَـت للغير قُلت لَها قِفي
ألقــي العصــا بِجنـابه وَببـابِه
وَتَمتعــــي بِعلـــومه وَتشـــرفي
الجهبـذ الحـبر الحَكيـم وَمَـن لَهُ
غــرر ضــِياء شُموســها لا يَختفـي
مَـولى أَنـافَ عَلـى السـماك مقامه
وَسـَما عَلـى قمـم النُجـوم الوقـفِ
من ضِئضِئ المَجد الرَفيع وَمَعدن الش
شـَرف المَنيـع وَنخبة البَيت الصَفي
وســلالة الشــرفا وَبضــعة حَيَـدر
مَـردي الكَتـائب بِالسِنان المشرفي
بَيـت النُبـوة وَالسـيادة وَالتُقـى
مِـن قَبلهـم بَيـنَ الـوَرى لَم يُعرَفِ
لَــم يخلـق الرَحمـن مثـل نَـبيهم
وَكمُصـطفاهم فـي الـوَرى لَـم يصطفِ
فَهـمُ هُـمُ تـاج الـوَرى وَهم العُرى
فاعــذر أخــي إِذا تَشـا أَو عَنِّـفِ
كَـم روحـة لَـك يـا أَميـن وَغـدوة
برحـــــابهم وَتلاوة بِالمصــــحفِ
تَــأتي بدحيــة تــارة متشــبهاً
وَبوافـد الأعـراب وَالجلـف الجَفـي
تَخشــى العَـواقب قَبلـه فَأمنتهـا
إِذ كــانَ رَحمـة كُـل مَرحـوم كفـي
يــا ســَيداً يعــزي لِبَيـت مُحمـد
لَــم أحــص مــدحكم بِـأَلف مصـنفِ
إِن قُلـت جـدي خَيـر من وطئ الثَرى
قـالَ الوُجـود صَدقت يا نَجل الوَفي
أَو قُلــت أُمــي خَيـر كُـل كَريمـة
قـالَ ابـن حَنبـل قَـد صَدقت فلا تفِ
أَو قُلـت آبائي القَوانت في الدُجى
أَهـل المَكـارم وَالحجـا لَـم تسرفِ
مــا وَرثــوه دراهمــا مَعــدودة
بَــل وَرثــوه مَعارفـاً لَـم تعـرفِ
فَتَـراه قَـد كـرع العُلـوم وَبَثهـا
فــي كُــل ناحيــة تَليـه وَمَوقـفِ
يجلـي الشـُكوك إِذ تَفـاقم أَمرهـا
بِـــذكائِهِ المتوقـــد المتلقــفِ
وَلَكــم تخــرج فيــهِ كُــل مهـذب
وَمـــذرب مثــل الســنان مثقــفِ
وَســجية فــي العــالمين ســخية
آمالهـــا نجــزت بِغَيــر تســوفِ
وَشـــَهامة مَعهــودة مِــن هاشــم
وَحميـــة مَوروثـــة عَــن خنــدفِ
وَبَلاغــــة وَبَراعــــة وَنَجابـــة
وَصـــَلابة فــي دينــه لا تَنتَفــي
بِجـواره يحمـي الضـَعيف إِذا عـدت
أَيـدي الزَمـان الجـائر المستضعفِ
فَيـــرد رَوعتـــه بِعــزم ثــاقب
وَيَحـــل عقــدته بِتَــدبير خَفــي
وَيَســـد خلتـــه براحــة محســن
فـاقَت عَلـى هطـل الزَمـان الأَوكـفِ
وَإِذا رَأى الأَيتــام فــي عَرصـاتِه
أحنــي حُنــو الوالــد المُتعطـفِ
لَـــو أنصــفَت أَيــامه لتلثمــت
أَقـــدامه لَكنهـــا لَــم تنصــفِ
وَاللَــه لَـم أَسـتوفِ بَعـض مَـديحه
لَكِنَّنـــي كَالجـــالب المُســتطرفِ
هَل كَيفَ أحصي النَجم أَو قطر النَدى
بِمحــابري وَصــَحائِفي أَو أحرفــي
فَلَــو اشــتغلت بِوَصــفِهِ وَمَـديحه
يَفنـى الزَمـان وَفيـهِ ما لَم يوصفِ
لَكننـــي عَـــودت طَبعــي وَصــفه
حَتّـــى يَكــون محصــبي وَمعرفــي
فَــإِذا وَقفــت بِبــابِهِ متشــرفا
وصــرفت عَــن أَبـوابه لَـم أصـرفِ
هَـل كَيـف أصـرف عَـن حمـاه وَإنَّني
بَيــن المَجــرة وَالثُريـا مَـوقفي
يـا نَجـل فَخـري أَنتَ فَخري فاستمع
منظومـــة صــدرت بِغَيــر تكلــفِ
وَرَدت عَلَيـك وَإنَّهـا ابنـة يَومِهـا
نســجت كَثَــوب بِالنَســيم مرفـرفِ
نَزَلـت فَعبـد اللَـه مهبـط وَحيهـا
بكــراً وَطَـوق سـجافها لَـم يكشـفِ
فـاحفظ جناهـا مِـن ذرابـة كاشـح
وَاحــرس حِماهـا مِـن سـِهام معنـفِ
لا زلــت مســقط كُــل نـوء مغـدق
أَبَــداً وَتُــدعى بــالأعز الأَشــرفِ
حسين بن علي بن حسن بن محمد بن فارس العشاري البغدادي الشافعي نجم الدين أبو عبد الله.يعود أصله إلى العشارة وهي بلدة تقع على ضفة نهر الخابور وكانت تابعة في العهد العثماني إلى لواء دير الزور، ولد وتعلم ببغداد، وفي تاريخ ولادته خلاف إذ وجد رسالة كتبها باسم والي بغداد إلى الشريف مسعود بن سعيد بن زيد المتوفى سنة 1165ه وهي بالتالي تناقض التاريخ الذي ذكره المرادي أنه ولد سنة 1150ه.وكان من أساتذته الشيخ جمال الدين عبد الله ابن حسين السويدي البغدادي المتوفى سنة 1174 ه وولده الشيخ عبد الرحمن السويدي المتوفى سنة 1200ه وكان خطه جميلاً نسخ به كثيراً من الكتب.له: (حاشية على شرح الحضرمية لابن حجر الهيتمي)، (حاشية على جمع الجوامع في أصول الفقه)، (رسالة في مباحث الإمامة)، (ديوان الشعر).