
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـف بِالمَـدائن يمناهـا وَيُسراها
وَسـرح الطـرف أَدناهـا وَأَقصـاها
مَنـازل نَزَلـت غـر السـحاب بِهـا
وَوابـل الغَيـث وافاهـا فَحَياهـا
وَغـد كَساها الحَيا مِن نسجه حللاً
وَالـوَرد بِالحُسـن وَشـاها وَحَلاهـا
تَنـوع الحُسـن فـي أَرجائِها فَلذا
قُلوبنـا وَقُلـوب النـاس تَهواهـا
لَـم أَتـرك الدار لَولا حب ساكنها
وَلَـم أُفـارق حَـبيب القَلب لَولاها
فـانظر لقيصـومها قَـد مَد ساعده
وَآســها مـاد حَتّـى طـابَ رياهـا
وَالرند يَعبق في الأَقطار حينَ رَنت
كَتـائب الشـيح فاستغنى برؤياها
وَالنرجـس الغَض يَرنو نَحوَ نَرجسها
شــزراً فَيَضـرب أولاهـا بِأُخراهـا
وَالأَرض تَهـتز مِن حَيث الرَبيع فَلا
تَعجـب فَربـك بَعـدَ المَوت أَحياها
وَنَهــر دجلـة يَجـري فـي مَجرتـه
شـِعاره كـانَ بسـم اللَـه مجراها
وَالجَـو يضـحك إِعجابـاً بقدرة من
بناصـع الحسـن أنشـاها وَسـواها
فـروح القَلب في تلكَ المرابع إِن
أَطعــت نصـحي وَلا تجنـح لأشـقاها
وَمـرغ الخَـد وَالعَينيـن مُعتَمـداً
لقـبر سـلمان وَاترك عَنكَ سلماها
وَقـف عَلى ذَلك القَبر المُنير فَكَم
بِــهِ تَـوارَت عُلـوم جـل أَدناهـا
ضـَمت مِـن الجَوهر المَكنون أَحسنه
وَمِـن نجوم الهُدى وَالفَضل أَضواها
نـال السـَعادة وَالأَقطـار مُظلمـة
لَمـا تجـبر كلـب الفُـرس كسراها
رقـي معـالم ديـن لا انتهاء لَها
وَنـالَ مِـن صـَهوات العـز أَعلاهـا
حـدا بِـهِ الشوق حَتّى سار عَن وَطن
وَعَـن ديـار بِـأَرض الفُـرس خلاهـا
وَلَـم تَـزَل واردات السـعد تنقله
حَتّـى أَتـى بَلـد الهادي وَوافاها
وَفـازَ بالشـرف الأَعلـى وَقَد ظفرت
يَـداه بـالكنز سـقياها وَرعياها
أَزالَ عَنـهُ العَنا وَالرق وَاِنفرجت
عَنـهُ الشـَدائد وَانحلـت شَظاياها
وَفــي بَيضــة تـبر دينـه فَغَـدا
حـراً وَقَـد كـانَ يُدعى قَبل مَولاها
وَأَثمـر النَخـل فـي عـام فَلا عَجب
فـي كَف من سبحت في الكَف حصباها
وَكَـم لَـهُ غرر أربت عَلى غرر الن
نُجـوم فـاذكر فَـإِني لَستُ أَنساها
إِذ قـامَ في غَزوة الأَحزاب مُنتصباً
لملـة الحَـق نـور الدين يَرعاها
كَفـاه إِن قـال خَير المُرسلين لَه
سـلمان مِنـا فَخاراً بَل كَفى جاها
يـا سـَيداً عَلق القَلب المشوق بِه
حَتّــى عَلاه مِــن الأَشـواق أَعلاهـا
أنـوي إِليـك شخوصـاً وَالزَمان لَه
قَواطـع لَـم أطـق دَفعـاً لأَدناهـا
حَتّـى نَهضـت نُهـوض اللَيث مُنتهزاً
لفرصـة كـانَ فـي النادي ترجاها
وَجئت بابـك يـا كَهف العفاة مَتى
حَلـت بِنـاديه أَعطاهـا فَأَغناهـا
مُسـتمطراً بِـكَ مَنسـوباً إِليك كَما
نسـبت حَقـاً إِلى خَير الوَرى طاها
فاقبـل بحقـك تَقصـيري وَكُن سَندي
وَعــدتي لأمــور صــرت أَخشــاها
وَامـدد بِفضـلك أَطفـالي وَكُن لَهُم
ذُخـراً وَحصـناً بِـدنياها وَأخراها
وَقَـد سـَأَلتك يا كنز الفَقير وَلَم
أَدر لغيـرك يا مولى النَدى فاها
وَخـص رَبـك أَعلـى المُرسـلين عَلي
برحمـــة وَصــَلاة طــابَ رياهــا
وَآلـه الغـر وَالصحب الكِرام وَمَن
حَـدوا الحُـدود فَحدوا من تعداها
حسين بن علي بن حسن بن محمد بن فارس العشاري البغدادي الشافعي نجم الدين أبو عبد الله.يعود أصله إلى العشارة وهي بلدة تقع على ضفة نهر الخابور وكانت تابعة في العهد العثماني إلى لواء دير الزور، ولد وتعلم ببغداد، وفي تاريخ ولادته خلاف إذ وجد رسالة كتبها باسم والي بغداد إلى الشريف مسعود بن سعيد بن زيد المتوفى سنة 1165ه وهي بالتالي تناقض التاريخ الذي ذكره المرادي أنه ولد سنة 1150ه.وكان من أساتذته الشيخ جمال الدين عبد الله ابن حسين السويدي البغدادي المتوفى سنة 1174 ه وولده الشيخ عبد الرحمن السويدي المتوفى سنة 1200ه وكان خطه جميلاً نسخ به كثيراً من الكتب.له: (حاشية على شرح الحضرمية لابن حجر الهيتمي)، (حاشية على جمع الجوامع في أصول الفقه)، (رسالة في مباحث الإمامة)، (ديوان الشعر).