
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســـَلام عَلـــى وادي الأراك ســـَلام
فَقَــد كــانَ لـي عَهـد بِـهِ وَذمـام
شــَربت بِــهِ مـاء الحَيـاة مروقـاً
وَواصــلت بَــدر الحـي وَهـوَ تَمـام
وَرب غَريـــر بـــت ألثــم ثَغــره
وَمــا فــض عَنــهُ قَبـل ذاكَ لثـام
والهــو بســحر وَهـوَ غنـج نَـواظر
وَارنــو ســَقيط الــدر وَهــوَ كَلام
وَانـثر مِـن دَمعـي عُقـوداً فَتنثَنـي
عَلــى صــَفحات الـوَجه وَهـيَ نِظـام
فَيَلحَظنــي مِــن طَرفـه وَهـوَ نـاعس
وَيتحفنــي بِالغصــن وَهــوَ قــوام
وَيلثمنـــي وَرداً بجنـــة وَجنـــة
عَلَيهـا مِـن اللَحـظ المَريـض حسـام
وَقـامَ يعـاطيني مِـن الثَغـر خمـرة
عَلَيهــا مِـن المسـك النَـدي ختـام
يرنحــه ريــع الشــَباب فَيلتَــوي
وَلَيـــسَ بِــهِ لا وَالعــذيب مــدام
ألام عَلـــى حُــبي لــبيض ســَوالف
بِهــا خــط مِــن صـَدغ الملاحـة لام
أَبيـت وَجفنـي لَيـسَ يَعرف ما الكَرى
وَمَــن غــازل الغُـزلان كَيـفَ يَنـام
يعللنـــا مـــر النَســيم عشــية
وَنَســمع صــَوت الطــل وَهـو سـِجام
وَننشــق مِــن رَوض الحجـاز وَشـعبه
أَريجـاً يحـاكي المسـك وَهـوَ بشـام
وَرب حمـــام نــاح شــَجواً لإلفــه
فَهـــاجَت صــَبابات لَنــا وَغَــرام
أَلـم يَـدر أَنـي مِنـهُ أَقـوى صَبابة
وَأَن فراقـــي مـــن أحــب حمــام
كَــأن لَيالينــا بِــهِ وَمـض بـارق
وَعَيشــاً مَــع الظَـبي الأَغـن مَنـام
وَلَـو دامَـت اللـذات عشـنا بِغبطـة
مِــن الــدَهر لَكـن مـا لهـن دَوام
هُنــاك عَهـدت العَيـش صـاف غَـديره
نعــم وَحَريمــي فــي ذراه حَــرام
حمتــه بِأَشــفار الصــَوارم غلمـة
لَهـم عِـن سـوى حفـظ الـذمار فطام
حَمـوا بِالأَنـابيب الطـوال كَواعبـاً
عَلَيهــن مِــن نسـج الوَشـيج خِيـام
سـَقى اللَـه بِالوَسـمي داراً برامـة
وَمَرتــع غيــد فيــه لَيــسَ تـرام
وَحَيـا الحَيـا ريـم الحجـاز فَـإِنَّه
لَــهُ فــي فُــؤادي حرقــة وَضـرام
لَقَـد خـص بَيـنَ الناس بِالحُسن وَحده
كَمــا خـص بِالشـَأو الرَفيـع همـام
علـي المَعـالي كامِل القدرِ قد علا
مَحلا ســـمي الاســـم لَيــسَ يســام
هُوَ البَحر علماً بَل هُوَ البَحر نائِلاً
كَـــأَن يَـــديه لِلأَنـــام غمـــام
وَنيـــر أفضـــال فَأَمــا عُلــومه
فَغيـــث وَأَمـــا ذهنـــه فَحســام
وَصـبح عُلـوم أَقلـع الجَهـل عِنـدها
أَيَبقــى مَــع الصـُبح المُضـيء ظَلام
وَلَيــث جـدال أفحـم الخصـم وَحـده
وَإن كــثرت يَــوم الجِــدال خصـام
حمـى حَـوزة الإِسـلام إِذ كـانَ شـَيخه
فَقصـــر عَنـــهُ غـــارب وَســـنام
بِـهِ انتَظَـم الشـَرع الشـَريف وَحكمه
وَلَــولاه لَــم يَظهــر عَلَيـه نِظـام
ينــور مِــن آرائه الــبيض خطبـة
إِذا مـــا علتــه غيــرة وَقتــام
فَطــابق بالبُرهــان أَقــوم حجــة
بِهــا ســلم الحَـق المُـبين يُقـام
فَــراحَ وَحــزب الماتريــدي غـالب
وَجَيـــش الإِمــام الأَشــعري لهــام
وَوَلـت جُيـوش الجـبر كِسـرى هَزيمـة
وَتعـــدو وَفــي أَعنــاقهن ســِهام
وَغـارت عُيـون الرفـض مِن نار بَأسه
وَقَــد عميــت أَبصــارهم وَتَعـاموا
وَأَصــبَح وَجــه الاعــتزال مُضــرَجاً
لأَســـيافه فـــي صــَفحتيه زحــام
وَكَــم طفــر النِظـام أَقبَـح طفـرة
وَكــانَ لَــهُ عِنــدَ اللقـاء هيـام
وَقَـد نَـص بِـالمَفهوم مَنطـوق فَضـله
بِـــأَن ثَنـــاه للقُلـــوب زمــام
جَـواهر فَضـل يعشـق النَـثر نَظمهـا
فَيَحلـــو نثــار عِنــدها وَنِظــام
وَأطلــق تَقييــد المديــح كَمـاله
فَقصـــــر لَفــــظ دونــــه وَكَلام
فَيـا أَيُّهـا الطـود الَّذي طَأطأت لَهُ
هِضـــاب عَلَيهـــا ســادة وَكِــرام
تَسـنمت مِـن ظهـر الشـَريعة مَركبـاً
لَــهُ فَــوق كُــل الشـامِخات سـَنام
لَـكَ الرتبة العَلياء وَالحشمة الَّتي
لَهــا الــدَهر عَبـد وَالزَمـان غُلام
بِحَقــك قــف وَاسـمع نِظـام قَصـيدة
فَواصــــلها إِلا عَليــــك حَـــرام
أَتَتـك عَلـى نَـأي الـدِيار وَبَعـدها
لِيطفــى بِهــا مِــن راحَتيـك أوام
وَتشــرح أَحــوالي لَــدَيك فَــإِنَّني
بليـــت بِـــأَهوال علـــي تقــام
وَقَــد ضـامَني دَهـري بِأَضـيق عِيشـه
وَمَــن كُنــت مَــولاه فَلَيــسَ يُضـام
أقـل عَـثرَتي وَارفـع بِجاهـك رُتبَتي
وَأخصــب ربــاعي حَيـث أَنـت غمـام
لأقضــي حُقوقــاً لِلعُلــوم كَــثيرة
فَأَغـــدو وَمــا مِنهــا علــي ملام
فَلا بَرحــت أَقمــار مَجــدك تَرتَقـي
إِلـــى فلــك الأَفلاك وَهــيَ تَمــام
مَـدى الـدَهر ما شادَ شَدا وَهوَ قائل
ســـَلام عَلـــى وادي الأَراك ســـَلام
حسين بن علي بن حسن بن محمد بن فارس العشاري البغدادي الشافعي نجم الدين أبو عبد الله.يعود أصله إلى العشارة وهي بلدة تقع على ضفة نهر الخابور وكانت تابعة في العهد العثماني إلى لواء دير الزور، ولد وتعلم ببغداد، وفي تاريخ ولادته خلاف إذ وجد رسالة كتبها باسم والي بغداد إلى الشريف مسعود بن سعيد بن زيد المتوفى سنة 1165ه وهي بالتالي تناقض التاريخ الذي ذكره المرادي أنه ولد سنة 1150ه.وكان من أساتذته الشيخ جمال الدين عبد الله ابن حسين السويدي البغدادي المتوفى سنة 1174 ه وولده الشيخ عبد الرحمن السويدي المتوفى سنة 1200ه وكان خطه جميلاً نسخ به كثيراً من الكتب.له: (حاشية على شرح الحضرمية لابن حجر الهيتمي)، (حاشية على جمع الجوامع في أصول الفقه)، (رسالة في مباحث الإمامة)، (ديوان الشعر).