
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا لَـك اللَـه من جَفا قَد طالا
وَمَــدى مــا حبــاك إِلّا مَطـالا
وَهَــوى بالحَشــا يَـروح وَيَغـدو
أَورث القَلــب مــذعراه خبـالا
صــحت بـالقَوم فاِسـتَدار وولـى
مـذ درى أَنَّنـي أَردت الخَيـالا
لَيــتَ شـِعري وَهَـل لليـت غنـاء
إِن نـــدبت الرســـوم وَالأَطلالا
يــا شــَمالاً سـريت دمـت بَليلاً
كُــن يَمينــاً لشــيّق وَشــمالا
إِنَّمــا أَنـتَ مـن عتـاق سـَليما
ن كَريمـــاً فَلا تَشـــكى الكَلالا
لَــو تواسـي فَـتى حَليـف شـجون
تخــذ العيـن بـالنحول مَجـالا
وَتــــؤدي رســــالة لأنــــاس
قَــد وَصـلنا فقطّعـوا الأَوصـالا
كنــت وَفيـت لَـو فعلـت ذمامـا
وَتعـــاليت شـــيمة وَفعـــالا
سـر بـدارا مـن الجَـزائِر صبحا
لا تـــواني الغــدو وَالآصــالا
عـــج بحيجيـــة وَوادي خَميــس
وَتحاوزهمـــا وَجــز عمّمــالا
وَتعـــل إِذا تَلاقـــى عَلا جـــر
جـــره إِلــى أَن تمــس الهِلالا
ثـم جـل في قرى البَرابِر حيناً
آل جــالوت ســاكني الأجبــالا
وَبمجانــــــة تـــــأن قَليلاً
كَــي تلاقـي المقـارن الاقيـالا
وَلـــدي أَهــل مغــرس وَســطيف
حــطّ عنـك مـن العَنـا أَثقـالا
وَلتخــلّ الحجــاز عنـك يَمينـاً
غيـــر وان مســتقبلاً اقــدالا
ثــم هـب عَلـى اللَطيـم عَقيمـاً
عاصــِفاً ذاريــاً لــه فتــالا
وَتيــامن عَلــى مَنــازِل تيفـا
ش وَهـــز الفَــوارِس الأَبطــالا
آل حنّـــاش الكِـــرام جــواراً
سـاحبين الرمـاح لـدناً طـوالا
لا تبـالي بـأن تَكـون عَلى الكا
ف رَخـــاء وَعارِضـــاً هطـــالا
أَشــعلت حادثــاته لــي نـاراً
بالحشاشــات وَالحَشــا إِشـعالا
يَــوم حلّــت بــه عَـزائِم قَـوم
صــوحت مــن قلــوبهم آمــالاً
واجـرر الذَيل بالأَباطِح في الدج
لــة إِن جزتهــا وَكُـن مختـالا
ثـــم لا يوســـعن نَســيمك إِلّا
أَن يجـــر ببـــاحه أَذيـــالا
دونــك البـاطِن المُضـاف لنصـر
وَالعريشــين وَالربــا وَالتلالا
وَمــن النهــر فلتضـمخ بـروداً
كَـــي تنيــل الأَكــارِم الإِبلالا
قــاطني تــونس لهــم فلتحــيّ
وَلتكــــــــــبر وَلازِم الإِجلالا
وَتلطـــف وَبـــث بثــة محــزو
ن تمنّـــى لـــديهم الإَقبــالا
مـا دروا أَنَّهُـم ثـووا بِفـؤادي
لـــن يــزال بينهــم جــوالا
معهــدي للشــباب وَهُــوَ مشـيب
لَــن يــراع وَمـا وَعـى تضـلالا
هَـل إِلـى أَن تَـزور منـه مَقاما
ت خفافـــاً تؤمّهـــا وَثِقــالا
رب لَيـــل قطعتـــه بـــذراها
لَــن يَطــول وَليلـه قـد طـالا
بظبــــاء وآنســــات غَـــوان
لَـم يُـدرن سـوى اللَمـى جريالا
زاهِــرات مــن الـدمى حاليـات
بعقـــود مـــن البهــا تتلالا
نافِثــات عَــزائِم السـحر حـور
قَـد حللـن مـن الوقـار عقـالا
لابِســـات مـــن العَفــاق رداء
زادهــــن صـــباحةً وَجمـــالا
بالثغور الصباح وَالطَرَر الليلا
ء جلبـــن الإِهــداء وَالإِضــلالا
وَمحيـــا إِن شـــمته وَقَوامــاً
شـــمت بَـــدراً وَذابِلاً عســّالا
ويـك يـا حـظ هَل لحرفك من فتح
تَــرى أَن تكــون حَرفـاً ممـالي
مـــا علـــيّ لربنــا نفحــات
زلزلَــت مــا رأيتــه زلـزالا
فَعَســـاها تفيـــدنا حركـــات
جَــر إِدبارهــا لَنــا إِقبـالا
يـا أُهَيـل الحمـى سَلَوتم وَقَلبي
كـــل يَــوم همــومه تَتَــوالى
قَــد سـكنتم جَوانشـحاً وَظُلوعـاً
أَقســمت لا تضــكون فيكـم ملالا
لاعـــدمتم وَلا عـــداكم عهــاد
رافِلا فـــي ســـمائه زجـــالا
أبو عبد الله محمد بن محمد بن القاضي المعروف بالشاعر التونسي.ولد بباجة خلال العقد الثاني من القرن الثاني عشر، تعلم بالكتاب في مسقط رأسه وتحت رعاية جده الذي كان قاضياً للمدينة، ثم التحق بجامع الزيتونة في تونس العاصمة لمواصلة الدراسة، واشتغل بعد التخرج مدرساً بالجامع الأعظم، سماه الأمير حسين بن علي تركي قاضياً للمحلة، ثم مربياً لأبنائه، ولازم الأمير في حله وترحاله وفر معه إلى القيروان سنة 1148هـ، ثم التجأ إلى قسنطينة ثم الجزائر، وعاد إلى تونس سنة 1169هـ عندما تمكن محمد الرشيد من استرجاع عرش والدهما، ثم انقطع في داره للعبادة والتأليف، حج سنة 1180 هـ، وزار مصر والشام، توفي بنواحي الشام.أهم آثاره: (ديوان شعر)، و(شرح قصيدة تحريك السواكن)، و(رسالة في العروض)، و(رسائل ومنظومات في الفقه والمنطق والقراءات).