
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تـابَ الزَمـان وَأَقبلت أَفراحه
وَنـأى العَناء وادبرت اتراحه
وَأَتـاكَ معتقـد الإِنابة تائِباً
وَتنكســـت آيــاته وَرمــاحه
واِنقـادَت الآمال دانية الجنى
وَسـقاك راحـاً مسـتطاباً راحه
ليـت أَتـى من بعد ليت كَأَنَّما
وَشـي الرَبيـع طـرازه وَوشاحه
رَعيـاً له من بعد يأس قَد أَتى
طـارَت باشـباح المنى أَرواحه
كـالرَوض لا يـزدان في أَندائه
حَتّــى يمــل مسـاؤه وَصـباحه
النرجـس الـذَهَبي مـن جاماته
وَالطـلّ قرقفـه الشـَهيُّ وَراحه
فـاِبتز جوهر زهره تاج المُنى
فـاِفتر من ثغر السرور أَقاحه
غنــت بلابلــه عَلـى إِقبـاله
فَتَمــايَلَت لغنائهـا أَدواحـه
فَكأَنَّمـا نـثر الـدَراهِم زهره
وَكأَنَّمـا ذوب اللَجيـن قراحـه
بشرى فَبُشرى ما يهم قَد اِنقَضى
وَقَــد اضـمحل غـدوه وَرواحـه
ناهيـك بشـر نشـره ملأ الفَضا
ضـاوي الجَـبين أغـره وَضـاحه
يَسـقي السرور مشعشعاً فَكأَنَّما
دارَت باحيـاء الحَشـا أَقداحه
فاِشرَب عَلى رغم العَواذِل قهوة
أَيــان عــزك لا يـذل جنـاحه
واخلـع عـذارك لا تعـي لملامة
كَــم هالـك أَودي بـه نصـّاحه
أبو عبد الله محمد بن محمد بن القاضي المعروف بالشاعر التونسي.ولد بباجة خلال العقد الثاني من القرن الثاني عشر، تعلم بالكتاب في مسقط رأسه وتحت رعاية جده الذي كان قاضياً للمدينة، ثم التحق بجامع الزيتونة في تونس العاصمة لمواصلة الدراسة، واشتغل بعد التخرج مدرساً بالجامع الأعظم، سماه الأمير حسين بن علي تركي قاضياً للمحلة، ثم مربياً لأبنائه، ولازم الأمير في حله وترحاله وفر معه إلى القيروان سنة 1148هـ، ثم التجأ إلى قسنطينة ثم الجزائر، وعاد إلى تونس سنة 1169هـ عندما تمكن محمد الرشيد من استرجاع عرش والدهما، ثم انقطع في داره للعبادة والتأليف، حج سنة 1180 هـ، وزار مصر والشام، توفي بنواحي الشام.أهم آثاره: (ديوان شعر)، و(شرح قصيدة تحريك السواكن)، و(رسالة في العروض)، و(رسائل ومنظومات في الفقه والمنطق والقراءات).