
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زَمانــك كلــه سـعد مجـدد
وَإِقبــال وَإِســعاد يعــدد
أَدر راحـاً يَـرى صـاف براح
عَلــى نهــر ملاحفـه تجعَّـد
وَرَوض ذي غَلائِل مســــــبلات
أَزاهــره تنظــم أَو تبـدد
جَلا آســاً وَنســريناً وَوَرداً
وَلحـظ النرجـس الآسـي مسهد
وَكلــل مفــرق الأَدواح دراً
عَرائسـها مـن التَشبيب مُيّد
وَغنـى الطَير في فَنن حسيناً
يـردده حَكـى نَغمـات معبـد
وظَـبي يَنثَنـي كالغصـن لَكِن
ثَقيل الردف مَهما قامَ يقعد
مَـدامي وَالحباب إِذا أُديرَت
لَــواحظه وَمبسـمه المـبرَّد
رَشـا أَحوى له في الخد خال
مجوسـي غَـدا للنـار يعبـد
يَطـوف بـوردتي خـديه صرفاً
وَإِن مزجـت يطوف بها كعسجد
وَلام العاذِلون عَلى التَصابي
بِعــارض أَهيـف لمـا تـزرد
وَعَـن روض تلـوح بـه ظبـاء
مراتعهـا خَمـائِل من زبرجد
صـبوت نعـم لِـرَوضٍ ذي علوم
مـآثره مَـدى الـدنيا تخلد
همــام لــوذعي ذو كَمــال
أَما سند المَكارِم عنه يسند
تَسـامى عَـن قَريـن في خصال
مؤثلــة لهـا ينحـط فرقـد
لـه كلـمٌ تَفـوق الدر حسنا
وَطيّبهـا أَراه إِلَيـهِ يصـعد
وَلا عجـب لـه ان كـانَ بَحراً
أَلســت تَــرى لآليـه تنضـد
وان نسـب الشَميم الى عرار
فَعاريَـةٌ غـدا وَإِلَيـهِ يردد
أَمـاليه الفَرائد وَالدراري
فَيغبـط قاليا فيها المبرد
أَطيّـب طبـت نَفسـاً إِن شوقي
إِلـى لقيـاك لَيـسَ له محدد
كَفـى قطر الجَزائِر منه فخر
نطاق الفَضل عنك وَمنك يعقد
وَفـي أَوصـافك الانشاء يَحلو
وَفـي أَفضالك الخير المؤكد
بعـدت جَفـا وَلات زَمـان بعدٌ
فَـإِن الـوَقت يَقضي بالتَجدد
فَـديتك لا تغـب عنـا طَويلاً
وَواصـل من هواه إِلَيك يحمد
اليـك خَريـدة وافتـك بكراً
بـوجه ابيـض وَخمـار اسـود
تقبـل موطىء الرجلين شكراً
وَبعــد قَضـائه لِلّـه تسـجد
أبو عبد الله محمد بن محمد بن القاضي المعروف بالشاعر التونسي.ولد بباجة خلال العقد الثاني من القرن الثاني عشر، تعلم بالكتاب في مسقط رأسه وتحت رعاية جده الذي كان قاضياً للمدينة، ثم التحق بجامع الزيتونة في تونس العاصمة لمواصلة الدراسة، واشتغل بعد التخرج مدرساً بالجامع الأعظم، سماه الأمير حسين بن علي تركي قاضياً للمحلة، ثم مربياً لأبنائه، ولازم الأمير في حله وترحاله وفر معه إلى القيروان سنة 1148هـ، ثم التجأ إلى قسنطينة ثم الجزائر، وعاد إلى تونس سنة 1169هـ عندما تمكن محمد الرشيد من استرجاع عرش والدهما، ثم انقطع في داره للعبادة والتأليف، حج سنة 1180 هـ، وزار مصر والشام، توفي بنواحي الشام.أهم آثاره: (ديوان شعر)، و(شرح قصيدة تحريك السواكن)، و(رسالة في العروض)، و(رسائل ومنظومات في الفقه والمنطق والقراءات).