
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بحقـك يـا لَيالي الأُنسِ عودي
فـان الـدهر ماطل في وعودي
يُمـانع فـي مـبرزة النهـود
وَمعشــوق تفقــه فـي صـدود
وَجـادَلَني فَـأَكثَر مِـن جِدالي
أَيـا إِلف الغَرام عليك أُملي
حَـديثي فـاِجمَعي أَمَلي وَشَملي
فحــبي شــأنه تبّـي وتبلـي
وَأَوجـب باِجتِهـاد منـه قَتلي
وَفي شَرع الهَوى لَم يرع حالي
فَقُلــتُ لَـهُ أَيُقتَـل مسـتهام
وَقتـل الصـبّ حَرَّمَـهُ الغَـرامُ
فــرقّ وَكــادَ يعطفـه الكَلام
وَقـال الوَصـل يـا هَذا حَرام
أَلَـم يَنـهَ النَبي عَن الوِصال
أَمـا إِنّـي غـزال ذو احورار
وان الظَـبي يعـرف بالقفـار
وَلا فـي اللَيل يمكنني مزاري
فقلـت نعـم وَلَكِـن صِل نَهاري
فـان النهي عَن وَصل اللَيالي
فـديتك هَكَـذا كـان اِستماعي
وَحفظــي للروايــة واطلاعـي
وأَبــدَيت الخصـوص بمسـتَطاع
أَجــاب بـأن مـذهبه يراعـي
عمـوم اللَفظ في فهم المَقال
وَقـالَ أَرى حـديثك مسـتطابا
وَلَكِـن في التَحامل لن تجابا
فَلَيـسَ بِمـا رويت لَنا صَواباً
فَـأَفحَمَني وَلَـم أَردُد جَوابـا
وَعلــل مــدعاه وَلَـم يبـال
ولمـا لَـم يفـدني كـل سمعي
وَلا أَغنــت روايـاتي وَجَمعـي
وَإِرسـالي حَـديثاً خمـر دمعي
فســلمت الأدلــة دون منــع
وَلـم تمكـن معارضـة الغَزال
أبو عبد الله محمد بن محمد بن القاضي المعروف بالشاعر التونسي.ولد بباجة خلال العقد الثاني من القرن الثاني عشر، تعلم بالكتاب في مسقط رأسه وتحت رعاية جده الذي كان قاضياً للمدينة، ثم التحق بجامع الزيتونة في تونس العاصمة لمواصلة الدراسة، واشتغل بعد التخرج مدرساً بالجامع الأعظم، سماه الأمير حسين بن علي تركي قاضياً للمحلة، ثم مربياً لأبنائه، ولازم الأمير في حله وترحاله وفر معه إلى القيروان سنة 1148هـ، ثم التجأ إلى قسنطينة ثم الجزائر، وعاد إلى تونس سنة 1169هـ عندما تمكن محمد الرشيد من استرجاع عرش والدهما، ثم انقطع في داره للعبادة والتأليف، حج سنة 1180 هـ، وزار مصر والشام، توفي بنواحي الشام.أهم آثاره: (ديوان شعر)، و(شرح قصيدة تحريك السواكن)، و(رسالة في العروض)، و(رسائل ومنظومات في الفقه والمنطق والقراءات).