
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَـكَ اللَـه سـل عَـن جيرة يمموا سلعا
دويـــن زرود فالأَبـــارق فالجرعــا
مَطايـــاهم دهـــم الظَلام وَخيمـــوا
بطـاح الحَنايـا فـالرَواهب فالجزعـا
أُودعهـــم تَوديـــع قــالٍ لــبينهم
فَيرسـل طرفـي اثرهـم إِذ سـروا دمعا
وَكَــم لَيلــة سـامرت فيهـا نجومهـا
إِلى أَن رأيت الصبح بزّ الدجى الدرعا
وولــت نجـوم الشـرق تنحـو مغاربـا
فنــدت نُجــوم الغــرب آفلـة كنعـا
كــأن الــدُجى مِـن آل حامـدٍ كَتيبـة
أَثــارَت بهـم سـامٌ بإِصـباحها نقعـا
أَخـــال نُجومــاً بــالمجرة ربربــا
عطاشــاً أَرادَت مِــن مَناهِلهـا كرهـا
وَضــاءَ محيــا المشـتري فـي فَضـائه
وَدافَـــع مــن اســعاده زُحلاً دفعــا
كــأن ســَنا المَريــخ شــعلة قـابِس
يَحـوط الـدُجى بالسَيف واحتمل النطعا
وَفــارَقَت الشــعرى اليَمـاني أَختهـا
فاغمصـــها دمـــع تنبعـــه نبعــا
كــأن السـماك الرامِـح الرمـح هـزّه
عَلـى أَعـزَل فارتـاع واِجتنَب اللسمعا
كـأن طـائِر النسـرين قَـد خافَ بازياً
مـن الصـبح فـازدادت جـوانحه شـرعا
كــأن أَخــاه الواقِـع اِنضـم نـازِلا
حـذارَ الرَدى فاِختار من رايه الوقعا
كــأن الســهى فــي زيّـه ذو صـَبابة
كســته نحـولا كـاد مـن فرطـه ينعـي
كــأن الثريــا ناهــد جـال كأسـها
فَلَــم تـألُ حطـاً للنـدامى وَلا رفعـا
كـــأن لهـــذي شـــمعه دبرانهـــا
ســرى خلفهــا عبــداً تحملـه شـمعا
وَعــادَ عَلــى العيّــوق غيــض مـبرح
فاِضــحى رَقيبـاً فاتِحـاً لحظـه يَرعـى
كــأن ســهيلاً أَوتـر القـوس واِنبَـرى
عَلــى شــرف عــال مطـلٍّ عَلـى صـَنعا
وَتَحســَب نَعشــاً قَــد تَــوى وَبنـاته
حَيــاري بـذاذا ههنـا وضـهنا صـَرعى
كــأن قطبهــا وَالفرقــدين كليهمـا
نَـديمان للوضـاح قَـد أَمِنـا الصـدعا
أبو عبد الله محمد بن محمد بن القاضي المعروف بالشاعر التونسي.ولد بباجة خلال العقد الثاني من القرن الثاني عشر، تعلم بالكتاب في مسقط رأسه وتحت رعاية جده الذي كان قاضياً للمدينة، ثم التحق بجامع الزيتونة في تونس العاصمة لمواصلة الدراسة، واشتغل بعد التخرج مدرساً بالجامع الأعظم، سماه الأمير حسين بن علي تركي قاضياً للمحلة، ثم مربياً لأبنائه، ولازم الأمير في حله وترحاله وفر معه إلى القيروان سنة 1148هـ، ثم التجأ إلى قسنطينة ثم الجزائر، وعاد إلى تونس سنة 1169هـ عندما تمكن محمد الرشيد من استرجاع عرش والدهما، ثم انقطع في داره للعبادة والتأليف، حج سنة 1180 هـ، وزار مصر والشام، توفي بنواحي الشام.أهم آثاره: (ديوان شعر)، و(شرح قصيدة تحريك السواكن)، و(رسالة في العروض)، و(رسائل ومنظومات في الفقه والمنطق والقراءات).