
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَـدر الصـَحافة قَـدرَها فَسَما بِهِ
وَحَبـا إِلـى المرآة يا مَرحى بِهِ
أَهلاً بِجبــار الجُهـود يَطـل مَـن
غَــرف السـَماء مُلوّحـاً بِكتـابه
يَسـتَنزل الإِلهـام مِـن لَدن الَّذي
بَــرأ العصـاميين مِـن أَعتـابه
أَكبَـرت فيـكَ النبـل غَير مَوارب
أَبَـداً وَكُنـت أَخَـذَت مِـن أَسبابه
قَــدرت فيـكَ سـَعي القَـوي يَمـو
ج بِالـدُنيا وَيَأخذها لدرك طلابه
يَرفــض مــوار اليَــراع بِكفـه
وَيَفيــض زخـار النُهـى بِرحـابه
قلــم كَصــَعدة ذي يَــد فَياضـة
بِالرُمـح أَفعَـل مِـن شَبا قرضابه
أَفضـى إِلـى المرآة أَو أَفضَت بِهِ
للمكــبرين عَلاه مِــن أَترابــه
أَدب تَفجــر فــي حَواشـي نَفسـه
يَجتّـــر مَــن آذيــه وَعبــابه
يـا ممـتري أَدب الحَياة وَمُجتَلي
صـُور الشـَباب اليَوم في أَقطابه
وَطـئ الخُمـول النـابِهين وَهدمت
ذكـرى يـدثرها البَلـى بِحجـابه
فتقــص ناظرتيــك وَاِســتنفرهم
مِـن ضـجعة المَنسـي بَيـنَ قِبابه
وَاِسـتَنجَدَ الأَدَب الرَفيـع وَعَـذبه
عَـوذت مِـن ذام الخُمـول وَعـابه
قُـل للشـَباب وَحـيِّ فيـهِ نَشـاطه
الأَدَبــي وَاِسـتَنهض قِـوى كِتـابه
مِـن كُـل مُزدَهـر اليَـراع مُثَقَـف
نــامي المـدارك عَبقَـري نـابه
صُونوا مِن العَبث القَريض وَحطموا
مهرافــة الأَقلام بَيــنَ رِحــابه
وَأنصح إِلى بَعض الشَباب وَقُل لَهُم
عَنــي وَبَينَهُــم كَــثير مَشـابه
لَكـن وَددت لَـو أَن بَعـض مَعـارف
شـَيدت فَقـامَ بِها عَلى أَشرئبابه
وَلَكُم جَدير أَن تَعود مَعالم الفُص
حــى لِغائلــة الـرَدى وَخَرابـه
فَتَعَلمـوا سـحر البَيان يَلن لَكُم
ما اِعتاصَ مِن رتج القَريض وَبابه
وَتَرسـموا آثـار مُدرجـة الهُـدى
وَالعلـم فـي أَدَب وَفـي أَضـرابه
فـي الشـَرق تَنطلق القَرائح فَجة
وَالشــَرق مُنقَلـب عَلـى أَعقـابه
وَتَظَـل تَهـرف بِـالقَريض وَما بِها
سـمة الأَديـب الحَـر فـي أَصحابه
ملـئ الثَـرى أَدَباً فَما مِن ناشء
فـي الأَرض لَـم يَسجد عَلى مِحرابه
غَـزَت الصـَبابة كُـل قَلب فَاِعتَلى
فِنَـن القَريـض وَصـاحَ بَينَ هِضابه
كُــل تَفرعــه الهَــوى وَأَصـابه
سـَهم العُيـون النَجل مِن أَحبابه
لا تَعبثــوا بِقداســة الآداب أَو
لا تسـخَروا بِالشـَرق فـي آدابـه
وَالشـَرق مَفخرة القُرون وَقَد مَضَت
حقــب تُلاحــق فـي ذَرى أَحقـابه
يُفصـحنَ عَـن مَجـد القَديم وَخَصبه
وَبَيـنَ عَـن ثَمـر النُهـى وَلبابه
فـي ذمـة الفُصـحى وَفي أَبنائِها
ارث العُروبـة عـائِذاً مِمـا بِـهِ
أحمد التجاني بن يوسف بن بشير بن الإمام جزري الكتيابي.شاعر، متصوف من السودان ولد في أم درمان 1910م لقب بالتجاني تيمناً بشيخ المتصوفة الإمام التيجاني، حفظ القرآن والتحق بالمعهد العلمي في أم درمان ودرس الأدب والفلسفة والتصوف.عاش فترة قصيرة إلا أنه لفت الأنظار، فاهتمت به الصحف والمجلات وخاصة مجلة (أبولو).صدر له ديوان واحد بعد وفاته وهو (إشراقة) الذي يعد نموذجا للشعر الرومانسي.عمل صحفياً وساهم في تحرير صحيفة (ملتقى النهرين)، ومجلتي (أم درمان، والفجر).توفي بذات الصدد ودفن بمدينة أم درمان.