
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيـا وَطَنـي وَقـاكَ اللَـهُ عابا
وَبَلَّغَــكَ المَقاصــِدَ وَالرِغابـا
وَشـادَ لَكَ القِبابَ عَلى الرَواسي
مِـنَ العَليـاءِ تَختَـرِقُ السَحابا
أَيـا وَطَنـي أُجِلُّـكَ فـي فُـؤادي
لِمـا لـكَ مِـن حُقـوقٍ لَن تُشابا
أَجِـنُّ لَـكَ الحَنيـنَ عَلـى وَفائي
وَأَمنَحُـكَ المُهى ما الخَطبُ نابا
أُقَــدِّمُ مـا تُهيـبُ بِـهِ حَيـاتي
وَلَـن أَنسـى عُهـودَكَ وَالصـِحابا
إِذا ما اليَأسُ قَد مَلَكَ الحَنايا
دَعَونـا ذا المَعـارِجِ فَاِستَجابا
فَجَنَّبَــكَ الإِلَــهُ هُــوانَ شــانٍ
وَأَرجَـعَ مَجـدَكَ الماضـي مُهابـا
وَنَوَّلَــكَ الحُقـوقَ فَصـُنتَ مَجـداً
وَرَوَّعَ خــاطِرَ الشــاني فَخابـا
وَطالَعَــكَ الهَنـاءُ فَنِلـتَ عِـزّاً
وَطُلـتَ الـدَهرَ فَخـراً وَاِجتِلابـا
وَكَـوَّنَ مِـن بَنيـكَ الغُـرِّ طَـوداً
تَخِـرُّ لَـهُ الجَبـابِرَةُ اِنسـِحابا
وَمَهَّـدَ فـي الفُـؤادِ مَكيـنَ حُـبٍّ
يُخــالِطُ أَعظُمــاً وَدَمـاً وَلابـا
أَيـا وَطَنـي أُحابيـكَ اِجتِهـادي
وَحَقِّـكَ مِـن وَفَـى في الحُبِّ حابى
أُقَــدِّمُ مُهجَـتي لَـكَ مـا حَييـتُ
أَزُفُّ بَنِــيَّ وَالمــالَ اِرتِغابـا
أَمـا قَـد كُنـتَ قِـدماً فـي عَلاءٍ
وَقـد كَـرَّ القَـديمُ لَـكَ الإِيابا
وَقَـد عَـزَّ الشـَبابُ بِكَ اِعتِزازاً
وَضـَحَّوا بِـالنَفيسِ لَـكَ اِقتِرابا
وَهَبّــوا لِلحَيـاةِ وَفـي هَواهـا
يَــرودونَ المَسـالِكَ وَالعُبابـا
وَفـي الحُرِيَّةِ اِقتَسَموا المَنايا
وَذاقـوا المُـرَّ ظُلماً وَاِغتِرابا
أُزامِـلُ فـي الحَياةِ أَسىً وَنُكراً
وَأَرتَـبُّ البَنيـنَ لَـكَ اِرتِبابـا
وَقَـد مَـدَّت لـي الخَمسـونَ باعاً
تُنــازِعُني شــَباباً مُســتَطابا
تُسـاجِلُني الهُمـومَ عَلـى عُهـودٍ
إِذا ســَرَّت يَكـونُ لِـيَ اِختِلابـا
مَصــائِبُ عَصــرِنا جَلَّـت مُصـاباً
فَأَعيَتنــا وَقَطَّعَــت الســِبابا
وَتَبَّـت مِـن نِيـاطِ القَلـبِ تَبّـاً
يُشيعُ الرُعبَ في الجِسمِ اِنسِكابا
وَلَـــولا هِمَّــةٌ شــَمّاءُ فينــا
لَمـزَّقَ جَهلُنـا الحَسـبَ اِرتِيابا
حَقيــقٌ مـا يُقـالُ بِـأَنَّ دَهـري
يُحـاكي الأُفعُـوانَ شـَباً وَنابـا
حَقيــقٌ إِنَّ دَهــري ذا اِفتِـراسِ
يُمَثِّــلُ صـَولَةَ الأَسـَدِ اِنتِشـابا
نَـرومُ الخُلـدَ في دارِ الدَنايا
وَنَقـرَأُ فـي صـَحائِفَنا اِنقِلابـا
أَقـولُ وَلَوعَـتي تُزجـي الأَمـاني
لَعَـلَّ اللـه يَهـدينا الصـَوابا
عَلــى الأَخلاقِ هَــذَّبنا شــَباباً
يَسـيرُ إِلـى الكَمالِ وَلَن يُعابا
أُقَــرِّبُ لِلبَنيـنَ الشـُهدَ قابـاً
وَأَرجـو أَن تُسـاغَ لَهُـم رُضـابا
هِـيَ النَفـعُ المُفيـدُ لِبُرءِ داءٍ
يَحِـزُّ العَقـلَ يَختَـرِمُ الشـَبابا
وَتِلـكَ نَصـائِحي قَـد قُمـتُ فيها
بِمـا رامَ الطَـبيبُ لَهُـم شَرابا
فَلِــمَ أَتــرُك لِفـائِدَةٍ مَنـاحي
وَلا لِلنُجــحِ فــي الإيلاجِ بابـا
إِذا مـا الجَهـلُ حَطَّ بِنا رِحالاً
وَأَنحـى فـي البِلادِ غَـدَت خَرابا
وَإِنْ نُصـْحُ الهُـداةِ لَنـا تَوانَى
تَحَــوَّلَتِ الطبـاعُ بِنـا ذِئابـا
فَيـا وَيـحَ البِلادِ لِمَـن تَغـافى
وَذي التُبَّانِ لَو مَلَكوا القِصابا
تَــراهُ كَشـَيهَمٍ جَحَـرَ الرَكايـا
وَأَوصـَدَ دونَـهُ الحُجُـبَ اِرتِعابا
يُـراعُ كَنِقنِـقِ الـدَوِّ اِرتِجافـاً
إِذا مـا الـرَوعُ أَصلاهُ التِهابا
وَعِنــدي أَنَّ ســارِبَةَ اللَيـالي
إِذا فَحَّــت تَكــونُ أَخَـفَّ نابـا
بَنـي الأَوطـانِ وَيَحكُمـو نُهوضـاً
إِلـى العَليـاءِ نَلتَمِسُ اِنتِسابا
فَيُملـي الحَـزمُ ما أَوحى يَراعي
عَلـى الـدُنيا وَإِن مُلِئَت صِعابا
وَنُرسـِلُ فَـوقَ زُهـرِ النَجمِ عَزماً
وَنَملِـكُ هامَـةَ الجَـوِّ اِغتِصـابا
وَنُعلـي النيلَ رَغمَ الدَهرِ مَجداً
وَنَحمــي مَــن بِسـُدَّتِنا أَهابـا
نَقـودُ وَلا نُقـادُ كَمـا الضَحايا
وَنَضــرِبُ بِالصـَقيلِ وَإِن تَنـابى
لَنـا أَريُ الجَنـى أَن لَو رَضينا
وَجَـرْضُ الصـابِ لَـو كُنّـا غِضابا
فَقِــدماً قَـد خَضـَبنا وَجـهَ أَرضٍ
وَأَخضـَعنا المَمالِـكَ وَالرِّقابـا
وَرَوَّينـا عَلـى الظَمَـأِ العَوالي
كَمــا أَعلامُنـا عَلَـتِ الهِضـابا
وَفـي الأَهـرامِ شـاهِدُنا عِيانـاً
وَمِصـرُ اليَـومَ أَجـدَرُ أَن تُهابا
يَـدِبُّ دَمُ الجَـدودِ بِنـا دَبيبـاً
فَمــا زِلنــا فَراعِنَــةً صـِلابا
عَزيــفُ الجِــنِّ يُشـبِهُنا بِحَـربٍ
وَأَنغــامُ الخليـعِ إِذا تَصـابى
قِيامـاً يـا بَنـي وَطَنـي قِياماً
لِتُحيـوا مـا مِـنَ الأَجلالِ غابـا
وَكونــوا لِلبِلادِ مَنــارَ عِلــمٍ
تُضـيءُ السـَهلَ تَختَـرِقُ النَقابا
وَنـاجوا النَفسَ لَو بَلَغَت مُناهاً
وَقولــوا لِلـوَرى قَـولاً صـَوابا
فَمـا تنمـو العُقـولُ بِغَيرِ زادٍ
وَلا تَسـمو البِلادُ بِنـا اِضطِّرابا
نُـــزَوِّدُ كُــلَّ يَــومٍ نَظــمَ دُرٍّ
شــَبيبَتَنا مِـنَ الأَدَبِ اللُبابـا
أَقــولُ شــَبيبَةً نَهَضـَت فَكـانَت
مِثــالَ بَــواتِرٍ خَـذَمَت شـعابا
لَعَــلَّ اللَــهَ يُنشـِئُنا جَديـداً
فَنُظهِـرَ لِلمَلا العَجَـبَ العُجابـا
وَنَخطــــوَ لِلعُلا خُطُــــواتِ آلٍ
وَحَسـبُ الفَخرِ أَن شِدنا القِبابا
وَنُســعِدَ قَومَنــا عَمَلاً وَقَــولاً
وَنُرســِلَ لِلسـَما ضـَوءاً شـِهابا
وَنَخطُــبَ فـي نَوادينـا ذِرابـاً
وَنَســلُكَ مَسـلَكاً فينـا مُجابـا
أَمــامي يـا بَنِـيَّ فَـإِنَّ قَـومي
رَأَوا رَأيـي وَحـانَ لَهُـم مَثابا
حَنانَيــــكِ بِلادي إِنَّ قَلــــبي
وَهَـى مِمّـا يُحِـسُّ بِـهِ اِكتِئابـا
فَـدامَ النيـلُ فيـكِ حَيـاةَ شَعبٍ
يُناضـِلُ دونَـه مـا الحَـقُّ غابا
أَيُحــرَمُ أَن يَكـونَ لَنـا تُـراثٌ
وَظَهـــرُ الأَرضِ مَملــوءٌ كِلابــا
نُعَلِّــل بِــالوُعودِ عَلـى شـِفارٍ
أَبــانَت مِـن حناجِرِنـا مُصـابا
وَيُهضــَمُ حَقُّنـا فـي كُـلِّ مَنحـىً
إِذا رَأَوا الجِهـادَ لَهـا رِكابا
وَفَــوقَ رُؤوســِنا ســِربٌ يَــدِفُّ
نَـذيرُ المَـوتِ إِن طاروا غضابا
فَـأَينَ مِـنَ الوَفـاءِ عُهـودُ قَومٍ
تُــرى حِـبراً عَلـى وَرَقٍ مُـذابا
يَسـيلُ الـدَمعُ مِـن عَينـيَّ سـَحّاً
بِعَــبرَةِ واكِـفٍ فَقَـدَ الشـَبابا
فَمـا سـيمَ القَطيـنُ كَمـا نُسامُ
وَلا بِيعـوا كَمـا اِبتَعنا ذَهابا
وَلا قاســـَت بِلادٌ مــا نُقاســي
وَلا طُـــرِدَت أَكابِرُهــا غِلابــا
فَعَيــبٌ أَن نُــذَلَّ وَقَـد عَرَفنـا
هَــوانَ النَفـسِ مَعجَـزَةً وَصـابا
خَبَرنــا كُــلَّ مُرتَخَــصٍ وَغــالٍ
فَمـا رُمنـا سِوى الحَقِّ اِنكِبابا
فَــإِنّي مـا رَأَيـتُ كَفَـوزِ سـاعٍ
وَلا مِثـلَ الشـُجاعِ طَوى اليَبابا
وَلا كَالشــَهمِ نــالَ عُلا وَجاهـاً
وَلا كَــالعِلمٍ بَلَّغنـا الرِغابـا
بَنِـيَّ لَقَـد رَأَيـتُ اليَـومَ فيكُم
رَجيـحَ العَقلِ مَن سامَى السَحابا
فَهِمّـوا وَاِفتَحـوا لِلعِلـمِ باباً
وَجولـوا جَولَـةَ تنهـي الكِتابا
فَيَخبُـثُ فـي المَنـاقِعِ عَذبُ ماءٍ
وَإِن ســَالَ الأُجــاجُ حَلا وَطابـا
وَدينـوا بالمَكـارِمِ مـا حَييتُم
تَـدينوا الدَهرَ لِلناسِ الرِقابا
وَوالــوا وَالــدَينِ بِخَيـرِ بِـرٍّ
لِتَلقَــوا مِـن مُهَـذِّبِكُم رِحابـا
فَمــا قَــولٌ إِذا طَلَبَــت رَؤومٌ
وَقَـد عـقَّ البَنونَ لَها اِرتِبابا
وَمِـن عَجَـبٍ تَلِـدنَ لَنـا عَجيبـاً
أَحـارَ اللُـبَّ وَاِنتَـزَعَ النِصابا
وَتُزلِــفُ لِلنُهـى أَلـفَ اِعتِبـارٍ
تَخيـسُ يَراعَـتي فيـهِ اِنصـِبابا
وَمـاذا أَبتَغـي وَالنيـلُ يُزجـي
نُفوسـاً تَرقُـبُ العَليا اِرتِقابا
بَلـى إِنَّ الزَمـانَ يَعـودُ فينـا
وَيَجبُـرُ مـا أَهاضَ وَما اِستَرابا
فَحَيِّ النيلَ يا اِبنَ النيلِ دَوماً
وَقَـــدِّم مُهجَـــةً لِأَبٍ أَهابـــا
وَضـِنَّ الـدَهرَ بِالـدِمَنِ العَوافي
عَلـى رَغـمِ الجَحـودِ وَإِن تَظابى
فَنِيلُـكَ قَـد أَشـاحَ إِلـى دِرَفـسٍ
تَجَلَّــلَ بِـالقُلوبِ هَـوىً سـِقابا
وَإِن كـانَ الزَمـانُ رَمـاهُ غَدراً
بِـأُحبولِ المَصـادِ فَقَـد أَنابـا
تَجــاوَبَ وَالنُفـوسَ صـَدىً دَوِيّـاً
تَخـالُ الجَـرْسَ كَالنايِ اِجتِذابا
وَرَفَّ عَلـى النُفـوسِ فَـدَتهُ نَفسي
وَأَهلِـيَ وَالبَنـونَ وَما اِستَطابا
حَيـــاةُ الأُمَّــةِ الأَخلاقُ فيهــا
فَـأحيوا خُلقَهـا تَنَـلِ السَحابا
حماد بن علي الباصوني.شاعر أديب مصري عمل مدرساً للغة العربية بمدارس وزارة المعارف العمومية في مصر نحو سنة ( 1928 - 1931 ) قال علي بك الجارم: فيه نشاط وميل للمناقشة وهو حريص على أن يكون الأداء سليماً وقد زرته في السنة الثاني الثانوية في درسي المطالعة والتطبيق فوجدت الطريقة حسنة .وقال أبوالفتح الفقي بك المفتش بالمدارس الاميرية: الشيخ حماد مدرس كفء نشيط جداً وعبارته صحيحة.له ديوان وحي الشعور والوجدان.