
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِلادي حُبُّهــا أَجــرى بَيـاني
وَهَـزَّ عَـواطِفي وَسـَبا جَنـاني
وَحَـثَّ يَراعَـتي وَسـَما بِفِكـري
وَأَيقَــظَ هِمَّـةً أَزجَـت حَنـاني
وَصـَيَّرَني وَلوعـاً مـا دَعـاني
وَفـائِي بِالخَمـائِلِ وَالمَغاني
وَقَـد مَلَـكَ الهَوى حِسّي وَوَجدي
فَعَـوَّدَني الجِهـادَ بِلا تَـواني
فَصـُغتُ لَهـا عَلى الإصباحِ دُرَّاً
قَلائِدَ لَـن تُتـاحَ لِمَـن عَداني
سـِواى لِـذاتِهِ يَسـعى وَيُكـدي
وَأُنكِرُ في الجِهادِ هَوىً دَعاني
تَرانـي كُلَّمـا اِهتاجَت شُجوني
عَوارِفُهـا تُعـاوِدُني الأَمـاني
فَأَلهَـجُ كُلَّمـا اِستَذكَرتُ مجداً
أَضـاعَتهُ الشـَبيبَةُ بِالأَغـاني
فَمِصــرُ كنانَـةُ اللَـهِ تَجَلّـى
عَلَيها اللَهُ بِالسَبعِ المَثاني
وَكُـلُّ مَـنِ اِستَباحَ الحَقَّ مِنها
رَمـاهُ الحَـقُّ فـي شَرِّ الهَوانِ
وَمـا بَرِحَـت دِيـاري زاهِـراتٍ
وَيُشـرِقُ فـي رُباها الفَرقَدانِ
وَقَـد طَـوَتِ المُعانِدَ لا تُبالي
بِمـا أَبدى المُعانِدُ مِن طِعانِ
وَأَفنـى مَجـدُها الأَجيـالَ حَتّى
أَقَـرَّ لَهـا الزَمـانُ بِصَولَجانِ
تُضيءُ لَها الشَريعَةُ في خُطاها
سـَبيلاً ضـَلَّ مَـدرَجَه المُعـاني
مَنـارَا حِكمَـةِ القُـرآنِ فيها
وَإِنجيــلِ البَشـائِرِ يَسـطَعانِ
هُمـا لِلنيـلِ مـا حَزَبَت أُمورٌ
وَلِلشــَعبِ المَـوادِعِ هادِيـانِ
عَـروسَ النيـلِ لا تَخطُب سِواها
وَكُـن بَـرّاً بِهـا في رَفعِ شانِ
حَباهـا اللَـهُ مِـن جَنّاتِ عَدنٍ
جَمـالاً ما لَهُ في الكَونِ ثاني
حَيـاتي أَن أَذودَ الحَيفَ عَنها
بِصــَدرٍ لا تُزَعزِعُـهُ الحَـواني
وَأَرتَشـِفُ الكُـؤوسَ عَلى هَواها
وَأَنهَــلُ لِلعُلا وِردَ المَجـاني
وَأَجتـازُ الصـِعابَ بِكُـلِّ صـَبرٍ
وَصـَرفُ الـدَهرِ لا يَلوي عِناني
وَإِن طَلَبَـت أَضـاحيَها فروحـي
وَأَبنـائي لَهـا فـي مِهرَجـانِ
مَكــانُ الحُـبِّ لِلأَوطـانِ مِنّـا
مَكـانُ الروحِ مِن نَبضِ الجَنانِ
شُخوصـُكَ يـا رُبوعي في ضُلوعي
لَهـا مِنّي الغَداةَ هَوىً شَجاني
نَـزُفُّ الـروحَ لَـو هابَت بِنَدبٍ
بِلادٌ أَشـــبَهَت رَوضَ الجِنــانِ
فإنّــا كَالأُسـودِ إِذا رَبَضـنا
لَنـا صـَبرٌ وَلَيـسَ نُقِـرُّ جاني
وَمـا زِلنـا نُقـاوِمُ كُـلَّ حَيفٍ
وَنَرعــى لِلصــَداقَةِ وِدَّ قـانِ
وَلَكِـنَّ الزَمـانَ أَبـى عَلَينـا
صـَفاءً قَـد يَدومُ عَلى الزَمانِ
وَأَصــلانا بِخَطــبٍ بَعـدَ خَطـبٍ
فَحَسـبُكَ يـا زَمانُ فَقَد كَفاني
إِذا مـا حانَ يَومُ الرَوعِ مِنّا
تَرانـا نَسـتَهينُ بِكُـلِّ فـاني
وَمـا بَعـدَ الشَدائِدِ غَيرُ يُسرٍ
يُقَـرِّبُ مِـن صـَديقٍ قَـد جَفاني
فَـإِنّي لَـن أُزَحـزَحَ عَـن بِلادي
وَإِن كـانَ الزَمـانُ بِهِ رَماني
فَمِصــرُ تُقَــدِّرُ الإِخلاصَ مِنّــا
وَنَحـنُ لِمِصـرَ ما بَقِيَت أَماني
حماد بن علي الباصوني.شاعر أديب مصري عمل مدرساً للغة العربية بمدارس وزارة المعارف العمومية في مصر نحو سنة ( 1928 - 1931 ) قال علي بك الجارم: فيه نشاط وميل للمناقشة وهو حريص على أن يكون الأداء سليماً وقد زرته في السنة الثاني الثانوية في درسي المطالعة والتطبيق فوجدت الطريقة حسنة .وقال أبوالفتح الفقي بك المفتش بالمدارس الاميرية: الشيخ حماد مدرس كفء نشيط جداً وعبارته صحيحة.له ديوان وحي الشعور والوجدان.