
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَـم كَتَمـتُ الأَهـلَ وَالجـارا
مـا بِقَلـبي مِـن هَـوىً جارا
وَأَبحــتُ الخِــلَّ حُــرَّ دَمـي
مُـذكِياً فـي مُهجَـتي النارا
وَطَـــوَيتُ الســـِرَّ أَحفَظُــهُ
فــي فُــؤادٍ ضــَمَّ أَسـرارا
وَســـَلَوتُ الأَهــلَ مُغتَرِبــاً
أَســتَلِذُّ البُعــدَ أَطــوارا
وَطَلَبــتُ الوَصــلَ فَاِعتَصـَمَت
وَاِنثَنَــت صــَدّاً وَإِدبــارا
فَاِسـتَعَدتُ النَـوحَ مِـن شَجَني
وَرَضــيتُ الســهدَ إِجبــارا
مَلَكَـــت وَجــدي صــَبابَتُها
فَنَظَمــتُ الوَجــدَ أَشــعارا
طالَمــا ناجَيتُهــا ســَحَراً
بَعــدَ طَــيِّ اللَيـلِ سـُمَّارا
وَتَمَنَّيـــتُ الكَــرى طَلَبــاً
أَن يَـزورَ الطَيـفُ لـي دَارا
فَتَنــالُ النَفــسُ بُغيَتَهــا
وَتبُـــثُّ الطَيــفَ أَوطــارا
ســـَحَرَتني ظَبيَـــةٌ عَقَــدَت
عَسـجَداً فـي الجيـدِ تَقصارا
جيـدُها البَلّـورُ بَيـنَ يَـدي
شـَفَّ حَتّـى المـاءَ ما واراى
مـا حَكَتهـا الشَمسُ وَقتَ ضُحىً
إِن أَرَتــكَ الـوَجهَ دينـارا
فَلَهــا مِــن دَلِّهــا خَفَــرٌ
أَرســَلَت لِلســاقِ أَعــذارا
وَجنَتَاهــا أَضــنَتا كَبِــدي
فـي الهَوى وَالعَقلُ قَد حارا
وَســِهامُ اللَحـظِ كَـم قَطَعَـت
مِــن فُـؤادِ الصـَبِّ أَوتـارا
مُنيَــتي فــي عَينِهـا حَـوَرٌ
أَخجَلَــت بِالحُســنِ أَقمـارا
مُنيَـــتي أَزرَت بِجارَتِهـــا
فـي السـَما نـوراً وَإِكبارا
تَضــحَكُ الـدُنيا إِذا ضـَحِكَت
بَعــدَ قَطـفِ الخِـلِّ أَزهـارا
وَتُريــكَ اللُؤلُــؤَ اِنسـَجَمَت
ضـــاحِكاتٌ مِنــهُ إِبــدارا
بَــرَزَ النَهــدانِ وَاِكتَعَبـا
وَاِنبَــرَت هَيفــاءَ مِعطـارا
تَلبَـسُ الخـاتَمَ فـي خَصـرِها
وَتُريـــكَ الــرِدفُ زُنّــارا
حَمَّلَــت ســاقَينِ مـا خَطَـرَت
كَفَلاً قَـــد فــاقَ قِنطــارا
صــارَ رَجراجــاً إِذا طَفَـرَت
يَســتَفِزُّ النــاسَ أَنظــارا
مِصــرُ هَــذي مُهجَـتي فَمُـري
فــي يَـدَيكِ الأَمـرُ إِصـدارا
قَـد رَضـَعتُ الحُـبَّ فـي صِغَري
فَجَـرى فـي الجِسـمِ أَنهـارا
وَقَطَعــتُ العَهـدَ مُنـذُ صـِباً
أَنَّنــي أَســتَعذِبُ النــارا
هـا بَنـوكِ الغُـرُّ قَد نَهَضوا
فَـاِرفَعي فَوقَ الرُبى الشارا
وَاِبتَنــي مَجـداً عَلـى سـَلَفٍ
ذِكــرُهُ فَـوقَ السـَما سـارا
وَاِسـتَعيدي الخَطـوَ فـي حَذَرٍ
وَاِدفَعـي عَـن شـَعبِكَ العارا
وَاِسـتَعيدي ما الجدودُ بنَوا
أسُّ الاســــتقلال أحجـــارا
واسـتقلِّي فـي الشـُؤونِ وَلا
تَــترُكي البُنيـانَ مُنهـارا
وَاِغزِلـي ثُـمَّ اِنسـِجي شـَرَفاً
مِـن حَريـرِ القُطـنِ أَشـوارا
وَاِقصــِدي مِـن مَطعَـمٍ وَكِسـاً
هَيلُمانـــاً هَــزَّ أَمصــارا
أَودِعيــهِ بَنــكَ مِصـرَ هَـوىً
إِذ يَجيــءُ الرِبـحُ مِـدارار
وَيَصــونُ البَنـكُ مـا جَمَعـتُ
راحَتــاكِ القِـرشَ وَالبـارا
وَيَعُــمُّ الخَيــرُ كُــلَّ فَـتىً
وَيَـــدورُ المــالُ ســَيّارا
يا بَني الوادي قِفوا وَثِبوا
إِنَّ نَجـمَ الجَهـلِ قَـد غـارا
هــاكُموا جِلبـابَ مِصـرَ بِـهِ
يَفخَــرُ المِصــرِيُّ إِكبــارا
شــَجِّعوا الصـُنّاعَ فـي عَمَـلٍ
ثُـــمَّ زُرّاعـــاً وَتُجّـــارا
فَالأَيــادي العــامِلاتُ لَهـا
كُــلُّ مــا تَرجـوهُ إيسـارا
يـا أَخـي عـاوِن أَخـاكَ وَكُن
لِلحِمــى تَختــارُ أَنصــارا
مِــن يَــدي ثُـمَّ عَلـى يَـدِهِ
تَجتَنــي الأَوطــانُ أَثمـارا
وَيُقيـــمُ العَــدلُ رايَتَــهُ
بَـل وَتَغـدو النـاسُ أَحرارا
حماد بن علي الباصوني.شاعر أديب مصري عمل مدرساً للغة العربية بمدارس وزارة المعارف العمومية في مصر نحو سنة ( 1928 - 1931 ) قال علي بك الجارم: فيه نشاط وميل للمناقشة وهو حريص على أن يكون الأداء سليماً وقد زرته في السنة الثاني الثانوية في درسي المطالعة والتطبيق فوجدت الطريقة حسنة .وقال أبوالفتح الفقي بك المفتش بالمدارس الاميرية: الشيخ حماد مدرس كفء نشيط جداً وعبارته صحيحة.له ديوان وحي الشعور والوجدان.