
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَســدَت يَـدُ اللَـهِ إِلـى الإِنسـانِ
مــا عَمَّــهُ مِــن صــَيِّبِ الإِحسـانِ
وَمِـنَ الفَضائِلِ ما اِستَقادَت نُهيَتي
وَســَمَت بِــأَخيلَتي وَصـِدقِ بَيـاني
وَتَمَلَّكَــت حِســّي وَمـالَت بِـالهَوى
وَتَجــاذَبَت ســَرَعاً جَريـرَ عِنـاني
فَجـرَى عَلـى القرطاسِ شُهدُ يَراعَتي
وَحَنَــت عَلَيــهِ أَضـالِعي وَجَنـاني
وَنَزَعـتُ مِـن قَلـبي غَرانيقَ الدُنى
وَمَلَأتُـــهُ بِالحَمـــدِ وَالشــُكرانِ
وَالنَفـسُ تَرجـو وُدَّهـا مِـن مُخلِـصٍ
لِلَـــهِ فـــي الإِســـرار وَالإِعلانِ
ناجَيتُهــا وَالبَـدرُ يُشـبِهُ صـَفحَةً
فَــوقَ المِيـاهِ شـَديدَةَ اللَّمَعـانِ
فِضــِيَّةً نُثِــرَت عَلــى حافاتِهــا
مـا ماثَـلَ الـدينارَ حَـولَ جُمـانِ
عَبَثَـت بِهـا الأَمـواجُ حَتّـى خِلتُها
بَيــنَ اليَـدَينِ سـَريعَةَ الخَفَقـانِ
تِلـكَ الطَبيعَـةُ قَـد طَبَـت آياتُها
عَينــي وَسـَمعي وَالنُهـى وَلِسـاني
فَتَعَظَّمَـت فيهـا العِنايَـةُ سـَرمَداً
إِذ أَبــدَعَتها زينَــةَ العُمــرانِ
وَتَصـَوَّرَت فيهـا الأَمـاني وَالمُنـى
مِــن سـَلوَةِ المَحـزونِ وَالوَلهـانِ
فيهـا الأَديـبُ يَرى العَزاءَ لِنَفسِهِ
مِمّــا أَلَــمَّ بِهــا مِـنَ الأَشـجانِ
وَدَهـى الفُـؤادَ عَلـى جَلادَةِ صـَبرِهِ
مِــن مُنكِــرٍ أَو جاهِــلٍ وَجَبــانِ
لا يَرعَـــوي إِن جِئتَــهُ بِعَجيبَــةٍ
تَعتَـــزُّ بِالإِنجيـــلِ وَالفُرقــانِ
وَذَوو الخَلاعَــةِ يَنعَمـونَ بِلَهـوِهِم
فَـوقَ الرُبـى وَعَلـى صـَدى الأَلحانِ
أَمّــا الحَصـيفُ فَعِـزُّهُ فـي خَلـوَةٍ
أَو فــي اِجتِمــاعٍ راقَ بِـالإِخوانِ
أَو فـي تَأَمُّـلِ مـا حَـوَتهُ جَوانِـحٌ
مِــن مُعجِــزٍ أَعيــا لَـهُ الثَقَلانِ
أَو فـي السـَمَواتِ العُلا مِـن رَوعَةٍ
جَلّــت عَــنِ التَكييـفِ وَالتبيـانِ
أَو فـي ضـِياءِ البَـدرِ يَسطَعُ نورُهُ
يَكســو الرِيــاضَ جَلائِلَ الأَلــوانِ
أَو في النَباتِ وَما اِحتَواهُ نضارَةً
وَالطَــلُّ أَلمــاسٌ عَلــى الأَغصـانِ
تِلـكَ المَنـاظِرُ جـاذَبَتني صـَبوَتي
فَطَرِبــتُ حَتّــى صــِرتُ كَالنَشـوانِ
فَكَــأَنَّني فـي عـالَمٍ غَيـرِ الَّـذي
جَحَــدَ الإِلَــهَ وَهــامَ بِـالنُكرانِ
أَو أَنَّنــي فــي جَنَّــةٍ رُوّادُهــا
إِلفــانِ مِــن حـورٍ وَمِـن وِلـدانِ
وَجَلائِلُ النَعمــاءِ غــالَت مُهجَـتي
وَتَجَلَّلَـــت بِبَقِيَّـــةِ الوِجـــدانِ
وَلِـذا رَأَيـتُ هَنـاءَتي فـي وَحدَتي
بَيــنَ الحُقــولِ مُقَلِّبـاً إِنسـاني
فيمــا أَعَــدَّ اللَــهُ مِــن آلائِهِ
لِلعــامِلينَ عَلــى مَـدى الأَزمـانِ
وَعَلـى رَجـا الأَنهـارِ أَسكُنُ لِلهَوى
فَيُــثيرُ نــارَ صـَبابَتي إِسـكاني
وَتَكَســُّرُ الأَمــواجِ يَنثُـرُ لُؤلُـؤاً
مُتَجَمِّعــاً فــي الــراحِ وَالأَردانِ
وَنَســـيمُها يَهفــو عَلَــيَّ مُحَمَّلاً
بِهَــوى المُحِـبِّ كَنَفحَـةِ الرَيحـانِ
قَــد مَـرَّ يَنشـُرُ صـَفحَةً أَخفَيتُهـا
دَهــري عَــنِ الأَهليـنَ وَالجيـرانِ
فيهـا يَـرى كَيـفَ المَـوَدَّةَ صُنتُها
وَحَفِظتُهــا مِــن خَلَّــةِ الهِجـرانِ
وَرَفَعتُهــا عَمّــا يَشـينُ صـَفاءَها
مِــن ريبَـةِ الوَسـواسِ وَالبُهتـانِ
قـالَ العَـواذِلُ قَـد بَعَثَـت نَجِيَّـةً
تَـــدنو مِـــنَ الحُســّادِ وَالخِلّانِ
لامــوا عَلَــيَّ فَريــدَةً جَلَّيتُهــا
تَختــالُ بَيــنَ خَــرائِدٍ وَغَــوانِ
حُفَّــت بِتِــربٍ مِــن لِــداتٍ نُهَّـدٍ
يَخطِــرنَ فـي ثَـوبٍ جَليـلِ الشـانِ
وَغَلائِلٍ مِصـــرِيَّةٍ تَزهـــو بِهـــا
بَيــنَ الكَـواعِبِ مُعصـِراتُ زَمـاني
قَـــد فُصـــِّلت أَســطارُها بِقَلائِدٍ
وَتَرَصـــَّعَت بِالـــدُرِّ وَالعُقيــانِ
مِـن كُـلِّ مَعنـىً طـارِفٍ قَـد سـُقتُهُ
وَتَليــدِ مَبنــىً هَــذَّبَتهُ بَنـاني
حماد بن علي الباصوني.شاعر أديب مصري عمل مدرساً للغة العربية بمدارس وزارة المعارف العمومية في مصر نحو سنة ( 1928 - 1931 ) قال علي بك الجارم: فيه نشاط وميل للمناقشة وهو حريص على أن يكون الأداء سليماً وقد زرته في السنة الثاني الثانوية في درسي المطالعة والتطبيق فوجدت الطريقة حسنة .وقال أبوالفتح الفقي بك المفتش بالمدارس الاميرية: الشيخ حماد مدرس كفء نشيط جداً وعبارته صحيحة.له ديوان وحي الشعور والوجدان.