
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَيـلُ النُفـوسِ إِلى الجَديدِ تَرامى
وَالمَيـلُ يوشـِكُ أَن يَكـونَ غَرامـا
وَمَنــاظِرُ الـدُنيا تَهُـزُّ عَـواطِفي
وَتَزيــدُ نــارَ صـَبابَتي إِضـراما
وَتَطَـوَّراتُ الـدَهرِ تَلعَـبُ بِـالنُهى
حَيــثُ العُلا تَســتَنهِضُ الأَقوامــا
وَالنـاسُ تَعتَـبرُ الطَريـفَ تَقَـدُّماً
وَتَـرى الجُمودَ عَلى القَديمِ حَراما
تَـذَرُ القَـديمَ إِلى الجَديدِ تَوَسُّماً
لِلخَيـرِ فـي ظِـلِّ الجَديـدِ رُكامـا
وَالخَيـرُ فيمـا قَـد تَـراهُ هَناءَةً
وَالـرَأيُ يَخلُقُ في الفَتى الإقداما
وَالـــزِيُّ يُخبِرُنـــي لِأَوَّلِ نَظــرَةٍ
عَمّـا اِحتَـواهُ العَقـلُ مِنكَ نِظاما
وَلَقَـد بَلَـوتُ الحـالَتَينِ فَهـالَني
وَفــرُ الجَديـدِ دَراهِمـاً وَمَرامـا
مَـن لَـم يُجارِ الناسَ في أَهوائِهِم
أَقصــاهُ تَـأخيرُ الدَقيقَـةِ عَامـا
وَعَـداهُ سـَيفُ الـوَقتِ حَيـثُ مَضاؤُهُ
يَفــري الجُسـومَ نَسـيجَةً وَعِظامـا
وَيَرى النَدامَةَ لا تُفيدُ إِذا اِغتَدى
وَالفُرصــَةُ اِنقَلَبَـت عَلَيـهِ مَلامـا
لا تَســتَوي الحـالانِ إِذ وازاهُمـا
مَــن يُـدرِكُ التَمييـزَ وَالأَحكامـا
إِنَّ الَّـــذينَ تَغَيَّــرَت أَزيــاؤُهُم
وَاللَـهِ مـا قَـد غَيَّـروا الأَفهاما
لَكِــن هُروبــاً مِـن كَـثيرٍ مُرهِـقٍ
أَخلـى الجُيـوبَ وَأَوهَـنَ الأَجسـاما
وَالظـرفُ يَطلُـبُ ما اِستَطَعتَ ذَخيرَةً
تَلقــى بِهـا زَمَنـاً يَزيـدُ ظَلامـا
إِذ نَحـنُ فـي زَمَـنٍ يَضـيعُ بِهِ سُدىً
عِلـمُ العَليـمِ وَما اِحتَوى إِلهاما
وَيَطيـرُ مِـن هَـولِ المَصـائِبِ حَسرَةً
رُشــدُ الحَليـمِ وَيَقطَـعُ الأَرحامـا
فَنَـرى الأَديـبَ وَقَـد تَخَـرَّقَ جَيبُـهُ
لا يَســتَطيعُ القِـرشُ فيـهِ مُقامـا
مِمّـا أَهـابَ بِـهِ الكِسـاءُ كِياسـَةً
وَدَعــاهُ أَن يَســتَكملَ الهِنـداما
وَالعِلـمُ مِلـكٌ لِلجَميـعِ وَإِن بَدَوا
مُتَبـــايِنينَ مَلابِســـاً وَكَلامـــا
مـا زانَ قَـدرَ المَـرءِ مِثلُ بَيانِهِ
وَجَنــانِهِ مــا اِسـتَنطَقَ الأَقلامـا
لَـولا ضـِياءُ العِلمِ ما عَرَفَ الفَتى
مَعنـى الحَيـاةِ وَلا بَنـى الآطامـا
مِفتــاحُ مَكنــونِ الوُجـودِ وَسـِرِّهِ
وَصـَوانُ مـا ذَخَـرَ الغِنـى وَأَقاما
أَرَأَيـتَ كَيـفَ العِلمُ مُعجِزَةُ الوَرى
أَرَأَيــتَ كَيــفَ يُحَقِّــقُ الأَحلامــا
شـابَ الزَمـانُ وَمـا بَلَغتُ لُبانَتي
وَذَوى الشـَبابُ وَلَـم أَبُـلَّ أُوامـا
وَكَـأَنَّني فـي ذي الحَيـاةِ مُسـافِرٌ
أَطـوي الصَحاصـِحَ أَرقُـبُ اللُّوّامـا
أَسـَمِعتَ مـا قَـد نـابَني مِن جاحِدٍ
أَعَلِمـتَ مـا وَخَـزَ النُهـى إيلامـا
جُــرحُ الســُيوفِ مُحَقَّــقٌ إِبـراؤُهُ
لَكِــنَّ جُـرحَ اللَـومِ لَـن يَلتامـا
مَهمـا يَكُـن عِلـمُ الأَديـبِ وَفَضـلُهُ
فَالـدَهرُ يَرشـُقُهُ المُصـابَ سـِهاما
وَيُريــدُهُ قَســراً عَلــى أُحبولَـةٍ
ســَلَبَت مُنـاهُ وَأَورَدَتـهُ الزَّامـا
أَسـقي الشـُهّادَ كِنـانَتي وَتَسومُني
نُكـراً وَتـورِدُني الـوَزينَ حِمامـا
مـا كُـلُّ مَـن نـالَ السَعادَةَ نابِهٌ
فَبِغَيــرِ حــظٍّ لَـن تَنـالَ مَرامـا
قَســَمَ الحُظــوظَ مُقَسـِّمٌ فَأَصـابَني
هَـــمٌّ وَغَــمٌّ أَورَثــا الإِعــداما
قَلَــمُ البَليـغِ بِغَيـرِ حَـظٍّ كَسـرُهُ
أَولــى وَأَليَــقُ إِن تُـرِد إِعلامـا
حماد بن علي الباصوني.شاعر أديب مصري عمل مدرساً للغة العربية بمدارس وزارة المعارف العمومية في مصر نحو سنة ( 1928 - 1931 ) قال علي بك الجارم: فيه نشاط وميل للمناقشة وهو حريص على أن يكون الأداء سليماً وقد زرته في السنة الثاني الثانوية في درسي المطالعة والتطبيق فوجدت الطريقة حسنة .وقال أبوالفتح الفقي بك المفتش بالمدارس الاميرية: الشيخ حماد مدرس كفء نشيط جداً وعبارته صحيحة.له ديوان وحي الشعور والوجدان.