
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَلَّغتَنــا يـا دَهـرُ بعـضَ الأَدَب
فَهَــل تَــرى نَبلُـغُ بَعـضَ الأَرَب
رَبَّيتَنــا إِذ كُنـت فـي نُصـحنا
فــي كــلّ جيــلٍ خَيـرَ أُمّ وَأَب
وَجِئتَنــا بِالواعِظــات الَّــتي
تَجلـو عـن المُرتـاب كلَّ الرِيَب
بَصـَّرتَنا بِالنـاس بَعـد العَمـى
فَاِســتُبدِلَت رَغبَتُنــا بِـالرهب
وَلَــم تَـدَعنا طـالِبينَ العُلـى
إِلّا وَســـَهَّلتَ عَلَينــا الطَلَــب
فَكــانَ تَــدريبُكَ عِلمــاً لَنـا
وَكـــانَ تَأديبُــكَ خيــرَ الأَدَب
فَشــكرُنا الفَضـلَ غَـدا واجِبـاً
فَاِقبَـل بِمَحـض الفَضل شُكراً وَجب
يـا دَهـرُ لا زِلـت محـلّ الرجـا
لِكُـــلّ راجٍ آخـــذٍ بِالســـَبَب
رُحمـاكَ هـل نُـدرِك مـا فاتَنـا
فَكَــم بَعيـدٍ كـانَ ثُـمَّ اِقتَـرَب
رُحمــاكَ هَــل يُقبِـلُ يَـومٌ بِـهِ
يُرجـى لَنـا إِقبالـك المُرتَقَـب
رُحمـاكَ هـل مـن راحَـةٍ تُرتجـى
بَعـد العَنا إِذ نال منّا التَعَب
وَهَـــل وِئامٌ وَاِتّفـــاقٌ فَقــد
قَصـّر منّـا العمـر طـول الشَغَب
وَهـل يَفيـضُ الخَيـر فـي أرضِنا
مـن بَعـد مـا غـاضَ وَمِنها نَضَب
وَهَـل يَـزولُ البُـؤسُ مِـن بَيننا
وَالبُــؤسُ مـن حَـظّ رِجـال الأَدَب
ظَنّـوا الغِنـى بِـالأَدب المُجتَنى
مَـع أَنَّـهُ فـي عَصـرِنا بِالـذَهَب
فَرزقهــم ضــاقَ وَمــن ضــيقِه
جَـرى ولكِـن مـن شـُقوقِ القَصـَب
يــا دَهــر مـا لِلإنقِلابِ الَّـذي
نَـرى بِـهِ العـالي هَوى وَاِنقَلَب
هَبَّــت هُبــوبَ الريــحِ خَفّاقَـةً
ثــائِرَة منــهُ تُــثيرُ النُـوَب
زَعزَعــت الشــاهِق مــن جـزره
وَأَصــبَحَ المخضـلُّ مِثـل الحَطَـب
فَاِربَـأ بِنـا يـا دَهر مُستَمسِكاً
وَاِسـتَبقنا يـا دَهر قبلَ العَطَب
اليَــومَ خَمــرٌ وَغَــداً أَمــرُهُ
أَمــرٌ عَجيـبٌ فيـه كـلّ العَجَـب
وَسـَل إلـه العَـرشِ لطفـاً بِنـا
فَقَـد كفانـا مـا بِنـا من كُرَب
كَـم ذا صـَبرنا وَحملنـا الأَسـى
لا نَشــتَكي مــن ظَمَـأ أَو سـَغَب
فَمــا لَنـا لِيَـوم سـِوى نَفحَـةٍ
لِلَّـــهِ تَأتينــا بِنَيــل الأَرَب
وَلَـن يُضـيعَ اللَـهُ أَجـرَ اِمـرئٍ
قَــد فَـوَّضَ الأَمـر لَـهُ وَاِحتَسـَب
يـا أَيُّهـا العام الجَديد الَّذي
أَظَــلَّ بِــالخَيرِ رِجـال العـرب
نَبِّههُـــم لِلحادِثـــاتِ الَّــتي
مَــرَّت بِهِـم مِمّـا وَراءَ السـُحُب
وَقُــل لَهُـم قَـولاً بَليغـاً عَسـى
تُفيـدُهُم إِذ قَـد تُفيـد الخُطَـب
وَاِضـرِب لَهُـم مِـن كـلّ شَيءٍ مَضى
أَمثِلَــةً مــن رَهبَــةٍ أَو رَغـب
قُــم واعِظــاً فيهِـم وَأَنـذِرهمُ
أَعـذرَ مـن أَنـذَر فـي مـا كتب
أَمـا تَـرى هـذا الـدخان الَّذي
منــدلِعٌ فيــهِ لســان اللَّهَـب
تَشــتَعِل الــدُنيا بِنيرانِهــا
كَأَنَّمــا يَـوم الحِسـابِ اِقتَـرَب
لا الشـَرق شـَرقٌ بَعد هذا وَلا ال
غــربُ وَكــلٌّ نجمــهُ قَـد غَـرَب
فَليَتَّقــوا النـار بِمـا تُتَّقـى
إِذ لَيسـَت النـار كَنـار الحَطَب
الحـرب نـارُ اللَهِ إذ يَغضَب ال
لـهُ وَتقـوى اللَـهُ تطفي الغَضَب
يـا أَيُّهـا العـامُ الَّذي يُرتَجى
لِلـدينِ وَالـدُنيا بِـأَقوى سـَبَب
أَما تَرى اليابانَ في شَرقِها ال
أقصـى كَنَجـم طـالَ مِنـهُ الذَنَب
تَصــَيَّدُ الأَرنَــبَ فــي حينِهــا
وَبَعــدَها تَـأتي لِصـَيد الـدبب
قَـد خافَهـا مـن لَـم يَخَـف رَبَّه
يَهـرُبُ لَـو كـانَ يطيـقُ الهَـرَب
وَالنــاسُ كَالأَغنـامِ فـي غَفلَـةٍ
وَغَفلَــةُ الإِنســانِ أَدهـى وَصـَب
لِلَّـهِ فـي الخَلـقِ شُؤون فَما ال
حكـم إِذا حُكـمُ القضـا قد غَلَب
وَلَـم تَكُـن تَنجـو فِلِسـطين مـن
شـَرّ الَّـذي قَـد دَقَّ فيها الطنَب
فَقُـل لِقَـومي العُـرب مَن يُنجِها
يُنـجِ بِفَضـل اللَـهِ كُـلَّ العَـرَب
نَبَّهتُــــم زُرق الأَفـــاعي فَلا
تَشــاغَلوا عَنهـا بِبَيـعٍ وَكَسـَب
مـا شـَمَّ ريـحَ الـدينِ كُلُّ اِمرئٍ
يَمشـي مَـعَ الأَعـداءِ جَنباً لِجَنب
يـا سـَيّد السـادات مـا حالُنا
هــذه وَكُــلٌّ يَســتَحِقّ العَتَــب
فَــاِنظُر إلينــا وَتَشـَفَّع بِنـا
فَربّنـــا الرحمــن لا شــكّ ربّ
كَــم كُربَــةٍ فَرَّجهــا عــاجِلاً
وَلـم يَـزَل يُرجـى لِكَشـف الكُرَب
وَحَســبُنا الحــبّ شـَفيعاً بِنـا
وَالمَـرءُ فـي أخراه مع من أَحب
رُحمــاكَ رُحمــاكَ أَجـب داعِيـاً
دعــاكَ مـن يَـدعُ كَريمـاً يُجَـب
عَلَيــكَ صـَلّى اللَـهُ مـا كـاتِبٌ
يَكتــب فـي حاجـاتِه مـا كتـب
وَالصــَحب وَالآلِ وَمــن يَنتَمــي
إلــى علاهــم بِصــَحيح النَسـَب
عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد بن عبد القادر الرافعي.وهو أول من لقب بهذا اللقب وإليه تنسب الرافعية في مصر والشام.قاضي اديب وشاعر ومفتي متصوف نشأ وترعرع في طرابلس الشام ودرس تفسير القرآن بين يدي الشيخ محمد عبده في مصر حاول إنشاء جريدة باسم باب النصر بحلب سنة 1906 فلم ينجح ، عمل محامياً بدمشق سنة 1913م ثم سجنه العثمانيون سنة 1916 بتهمة العمل ضد السلطنة والتعاون مع الجمعية الثورية العربيةوصفه الشيخ عبد الكريم عويضة الطرابلسي بقوله : مجد الأدب الروحي في دنيا العرب تقريظاً لكتابه مناجاة الحبيب.انتخب في عام 1948 مفتياً لطرابلس وتوجه عمامة الفتوى السيد الحاج عبد الله الغندور.له: مناجاة الحبيب، أساليب العرب في الشعر والرسائل والخطب، الغضبة المضرية في القضية العربية.