
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا طَيـرُ غَـرَّدت وَبـي مـا بيه
أَوّاهُ لَــو تَــدري صــَباباتيه
ذَكّرتنــي صــَفوَ حَيـاتي الَّـتي
كــانَت كَمِـرآة السـَما صـافيه
ذَكَّرتَنـــي والهفـــي عيشـــَةً
راضـــِيَةً فــي جنّــةٍ عــاليه
ذَكَّرتَنــي عَهــد حَــبيبٍ دَنــا
مِنّـــي وكــانَت دارُه نــائيه
رُحمــاكَ يـا طَيـرُ فَأَمسـك وَلا
تَسـأَل إِذاً عَـن حـالَتي مـاهيه
يا طَيرُ ما في العَيش إِلّا العَنا
فَـاِرجَع إلـى أَيّامـك الخـاليه
أَدنـى إلـى الراحة عيشُ الصِبا
لَــو دامَ وَالنَفـسُ بـهِ راضـيه
مَـن لـي بِيَـومٍ منهُ لو عاد لي
بِســـاعَةٍ تمــرُّ بــي ثــانيه
هَيهـات يَصفو العَيش بَعد الصِبا
إِنّ الصـــَبا هَنيهــة صــافيه
مــا مِثلُهـا مـرَّ بِمِثلـي سـِوى
طيــفٍ سـَرى فـي مُقلَـةٍ سـاهيَه
يـا طَيـرُ مـا الشَأن بِعيشٍ مَضى
وَمـا يَكـون الشـَأن فـي الآتِيَه
أَمـا تَـرى الـدُنيا بِأَدوارِهـا
رِوايَـــةً تَحتـــاج لِلراويــه
وَالــدَهر قَـد أَحكـم تَمثيلِهـا
فَهَـــل وَعتهـــا أُذُنٌ واعِيَــه
الكـــلّ فيهـــا آخِـــذٌ دورَه
مــاضٍ بِــهِ فــي همَّـةٍ ماضـِيَه
فَخُــذ بِهــا دَوراً حلا التُقــى
وَاِمـضِ خَفيـفَ الحـاذِ لِلتـالِيَه
وَقَـــل إِذا بُلّغتَهـــا آمنــاً
الحَمــدُ لِلَّــهِ عَلـى العـافِيه
يـا طَيـرُ إِنّـي في الدُنا موثقٌ
لِحِكمَــــةٍ ظـــاهِرَةٍ خـــافِيَه
قَـد هيـضَ يـا طَيـرُ جناحي فَهل
تَنهَــضُ بــي فـي همَّـةٍ عـالِيَه
طِـر بـي إلـى دار حَبيـبي وَفُز
فـي طيبَـةٍ بِالرَوضـَةِ السـامِيَه
وَقُـل لِمَـن فيهـا أَمانـاً فَقَـد
أَتَيــتُ بِالمُذنِبَــة الخــاطِيَه
تَبكي بُكا الثَكلى لِما اِنتابَها
بِـالبين لا تُلفـى سـِوى بـاكِيَه
فَمـن لهـا غَيـر الحَـبيب الّذي
أَفضـــالُه وافِـــرَةٌ وافِيَـــه
يجــبر كَســر الصـَبّ إِذ جـاءَه
وَقـد هَـوى يَخشـى مـن الهاوِيَه
يَقــول رُحمــاكَ شـَفيع الـوَرى
اِشـفَع بِنَفـسٍ فـي الوَرى عاتِيَه
ذلّــت وَكـانَت قَبـل فـي عِزِّهـا
آمِــرَةً بَيــن الــوَرى نـاهِيَه
وَأَصـبَحَت فـي غُربَـة فـي الدُنا
وَهــيَ بِهــا عالِمَــةٌ دارِيَــه
تَجَــرَّدَت منهــا وَمــن أَهلِهـا
وَلَـم تَكُـن يَومـاً لَهـا داعِيَـه
فَهـل تَـرى تَقبلهـا فـي الحمى
إِذا اِرتَمَـت مِمّـا بِهـا شـاكِيَه
عَلَيــكَ وَالصـَحب وَأَهـلِ العَبـا
خَيــرُ صــَلاةٍ قَـد نَمـت زاكيـه
مــا غَــرَّد الطَيــرُ وَنـاجيتُهُ
غَـرَّدتَ يـا طَيـرُ وَبـي مـا بيه
عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد بن عبد القادر الرافعي.وهو أول من لقب بهذا اللقب وإليه تنسب الرافعية في مصر والشام.قاضي اديب وشاعر ومفتي متصوف نشأ وترعرع في طرابلس الشام ودرس تفسير القرآن بين يدي الشيخ محمد عبده في مصر حاول إنشاء جريدة باسم باب النصر بحلب سنة 1906 فلم ينجح ، عمل محامياً بدمشق سنة 1913م ثم سجنه العثمانيون سنة 1916 بتهمة العمل ضد السلطنة والتعاون مع الجمعية الثورية العربيةوصفه الشيخ عبد الكريم عويضة الطرابلسي بقوله : مجد الأدب الروحي في دنيا العرب تقريظاً لكتابه مناجاة الحبيب.انتخب في عام 1948 مفتياً لطرابلس وتوجه عمامة الفتوى السيد الحاج عبد الله الغندور.له: مناجاة الحبيب، أساليب العرب في الشعر والرسائل والخطب، الغضبة المضرية في القضية العربية.