
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَإِيّــاكَ وَالــدُنيا الدينَــةِ أَنَّهـا
هِـيَ السـِحرُ فـي تَخييلِـهِ وَاِنتِـرائِهِ
مَتـــاعُ غَــرورٍ لا يَــدومُ ســُرورُها
وَأَضـــغاثُ حُلـــمٍ خــادِعٍ بِهَبــائِهِ
فَمَـن أَكرَمـتُ يَومـاً أَهـانَت لَـهُ غَدا
وَمَــن أَضــحَكَت قَــد أَذِنَـت بِبُكـائِهِ
وَمَـن تُسـقِهِ كاسـاً مِـنَ الشـَهدِ غَدوَةً
تَجرَعُــهُ كَــأسَ الــرَدى فـي مَسـائِهِ
وَمَـن تَكسـِرُ تاجَ المُلكِ تَنزَعُهُ عاجِلاً
بِأَيـدي المَنايـا أَو بِأَيـدي عَـدائِهِ
إِلّا أَنَّهـا لِلمَـرءِ مِـن أَكبَـرِ العِـدى
وَيَحســَبُها المَغــرورُ مِـن أَصـدِقائِهِ
فَلِـــذا نَهــا مَســمومَةٌ وَوُعودُهــا
سـَرابٌ فَمـا الظـامي يَـرى مِن عَنائِهِ
وَكَـم فـي كِتـابِ اللَـهِ مِن ذِكرِ ذَمِّها
وَكَــم ذَمَّهـا الأَخيـارُ مِـن أَصـفِيائِهِ
فَــدونَكَ آيــاتُ الكِتـابِ تَجِـد بِهـا
مِـنَ العِلـمِ مـا يَجلـو الصَدا بِجَلائِهِ
وَمَـن يَكُـم جَمـعُ المـالِ مَبلـغُ عِلمِهِ
فَمـــا قَلبُــهُ إِلّا مَريضــاً بِــدائِهِ
وَمَـن لَـم يَـذَرها زاهِـداً فـي حَياتِهِ
ســَتِزهَد فيــهِ النـاسُ بَعـدَ فَنـائِهِ
فَتَـــترُكُ يَومـــاً صــَريعاً بِقَــبرِهِ
رَهينــاً أَســيراً أَيســاً مِـن وَرائِهِ
وَتَنســاهُ أَهلــوهُ المَغَــدّى لِـدَنِّهِم
وَتَكســوهُ ثَــوابَ الرُخـصِ بَعـدَ غَلائِهِ
وَيَنتَهِــب الــوُرّاثُ أَمــوالُهُ الَّـتي
عَلــى جَمعِهــا قاسـي عَظيـمَ شـَقائِهِ
وَتُســـكِنُهُ بَعــدَ الشــَواهِقِ حَفــرَةً
تَضــيقُ بِــهِ بَعــدِ اِتِّســاعِ فَضـائِهِ
يُقيــمُ بِهـا طـولَ الزَمـانِ وَمالشـهِ
أَنيــسٌ ســِوى رودٌ سـَعى فـي حَشـائِهِ
فَواهــا لَهـا مِـن غُربَـةٍ ثُـمَّ كَربَـةٍ
وَمِــن تُربَــةٍ تَحــوي الفَـتى لِبَلائِهِ
وَمِـن بَعـدِ ذا يَـومِ الحِسـابُ هُـوَ لَهُ
فَيَجــزي بِـهِ الإِنسـانِ أَوفـى جَـزائِهِ
وَلا تَنـسَ ذِكـرَ المَـوتِ فَـالمَوتُ غائِبٌ
وَلا بُــدَّ يَومــاً لِلفَـتى مِـن لِقـائِهِ
قَضـى اللَهُ مَولانا عَلى الخَلقِ بِالفَنا
وَلا بُــدَّ فيهِــم مِــن نُفـوذِ قَضـائِهِ
وَإِيّــاكَ وَالآمــالُ فَــالعُمرُ يَنقَضـي
وَأَســـبابِها مَمـــدودَةٌ مِــن وَرائِهِ
وَحــافِظ عَلــى ديـنِ الهُـدى فَلَعَلَّـهُ
يَكـونُ خِتـامَ العُمـرِ عِنـدَ اِنتِهـائِهِ
فَــدونُكَ مِنّــي فَاِســتَمِعها نَصــيحَةٌ
تَضــارَعَ لَــونُ التِـبرِ حـالُ صـَفائِهِ
مُبَــرَّأَةٌ مِــن كُــلِّ غِــشٍّ لا نَهــائِمُ
بَــدَت مِــن مَـودِّ صـادِقٍ فـي إِخـائِهِ
أُصــَلّي عَلــى طــولِ الزَمـانِ مُحَمَّـدٍ
وَأَصــــحابِهِ وَالآلُ أَهـــلُ كِســـائِهِ
وَاِتباعُهُم في الديرِ ما اِهتَزَّ بالرُبى
رِيـــاضَ ســـَقاها طَلَّهــا بِنَــدائِهِ
وَمــا غَــرَّدَت قَمَرِيَّــةٌ فــي حَديقَـةٍ
فَجـــا وَبِهــا وَرَقٌ بِصــَوتِ غِنــائِهِ
أحمد بن علي بن حسين بن مشرف الوهيبي التميمي.فقيه مالكي، كثير النظم، سلفي العقيدة، من أهل الأحساء بنجد تعلم ودرّس وتوفي فيها، ولي قضاءها مدة.له منظومات في التوحيد، ومدائح جمعت في (ديوان ابن مشرف- ط).