
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحمــد للَــه حمـداً ليـس منحصـراً
علـى أيـاديه مـا يخفـى ومـا ظهرا
ثــم الصـلاة وتسـليم المهيمـن مـا
هـب الصـبا فـادر الغـارض المطـرا
علـى الـذي شـاد بنيان الهدى فيما
وسـاد كـل الـورى فخراً وما افتخرا
نبينــا أحمــد الهــادي وعــترته
وصــحبه كــل مــن أوى ومـن نصـرا
لا ســيما علـم أصـل الـدين أن بـه
سـعادة العبـد والمنجـا إذا حشـرا
وأول الفــرض إيمـان الفـؤاد كـذا
نطـق اللسان بما في الذكر قد سطرا
إن الإلــــه لـــه واحـــدٌ صـــمدٌ
فلا إلــه ســوى مــن للأنــام بـرا
رب الســموات والأرضــين ليـس لنـا
رب ســواه تعــالى مـن لنـا فطـرا
وأنـــه موجــد الأشــياء أجمعهــا
بلا شـــــريك ولا عـــــونٍ ولا وزرا
وهــو المنــزه عـن ولـدٍ وصـاحبته
ووالــدٍ وعــن الأشــباه والنظــرا
لا يبلغــن كنـه وصـف اللَـه واصـفه
ولا يحيــط بــه علمـاً مـن افتكـرا
وأنـــه أول بـــاقي فليـــس لــه
بــدء ولا منتهـى سـبحان مـن قـدرا
حـــي عليـــم قــدير والكلام لــه
فــرد ســميع بصـير مـا أراد جـرى
وأن كرســيه والعــرش قــد وســعا
كــل الســموات والأرضـين إذ كـبرا
ولـم يـزل فـوق ذاك العـرش خالقنا
بــذاته فاسـئل الـوحيين والفطـرا
إن العلــو بــه الأخبـار قـد وردت
عـن الرسـول فتـابع مـن روى وقـرا
فـاللَه حقـاً على الملك احتوى وعلى
العرش استوى و عن التكييف كن حذرا
واللَـه بـالعلم فـي كـل الأماكن لا
يخفــاه شــيء ســميع شـاهد ويـرى
وإن أوصــــافه ليســـت بمحدثـــةٍ
كـذاك أسـماؤه الحسـنى لمـن ذكـرا
وإن تنزيلـــه القـــرآن أجمعـــه
كلامــه غيــر خلــق أعجـز البشـرا
وحــيٌ تكلــم مولنــا القـديم بـه
ولـم يـزل مـن صـفات اللَـه معتبرا
يتلـى ويحمـل حفظـاً في الصدور كما
بـالخط يثبتـه فـي الصـحف من زبرا
وأنَّ موســـى كليــم اللَــه كلمــه
إلهــه فــوق ذاك الطـور إذ حضـرا
فــاللَه أســمعه مــن غيـر واسـطةٍ
مــن وصــفه كلمــات تحتـوي عـبرا
حــتى إذا هــام سـكراً فـي محبتـه
قـال الكليـم إلهـي اسـئل النظـرا
إليــك قــال لــه الرحمـن موعظـةً
إنـى ترانـي ونـوري يـدهش البصـرا
فـانظر إلـى الطـوران يثبت مكانته
إذا أراي بعـض أنـواري فسـوف تـرا
حــتى إذا مـا تجلـى ذو الجلال لـه
تصـدع الطـور مـن خـوفً وما اصطبرا
وبالقضـــاء وبالأقـــدار أجمعهــا
إيماننــا واجـب شـرعاً كمـا ذكـرا
فكــل شــيء قضــاه اللَـه فـي أزلٍ
طـرّاً وفـي لـوحه المحفـوظ قد سطرا
وكــل مـا كـان مـن هـم ومـن فـرحٍ
ومــن ضـلالاٍ ومـن شـكران مـن شـكرا
فــإنه مــن قضــاء اللَــه قــدره
فلا تكــن أنـت ممـن ينكـر القـدرا
واللَـه خـالق أفعـال العبـاد ومـا
يجـري عليهـم فعن أمر الإله له جرا
ففــي يــديه مقـادير الأمـور وعـن
قضـائه كـل شـيء فـي الـورى صـدرا
فمــن هــدى فبمحــض الفضـل وفقـه
ومــن أضــل بعـدل منـه قـد كفـرا
فليــس فـي ملكـه شـيء يكـون سـوى
مـا شـاءه اللَـه نفعاً كان أو ضررا
ولـم تمـت قـط مـن نفـسٍ ومـا قتلت
مـن قبـل أكمالها الرزق الذي قدرا
وكــل روح رســول المــوت يقبضـها
بــإذن مــولاه إذ تسـتكمل العمـرا
وكــل مــن مــات مســئول مفتتــن
مــن حيــن يوضـع مقبـور ليختـبرا
وأن أروح أصـــحاب الســعادة فــي
جنــات عــدنٍ كطيـر يعلـق الشـجرا
لكنمــا الشــهداء أحيــاء سـارحة
مـن كـل مـا تشـتهي تجني بها ثمرا
وإن أرواح مـــن يشـــقى معـــذبه
حـتى تكـون مـع الجثمـان فـي سقرا
وإن نفخــــة إســـرافيل ثانيـــة
فـي الصـور حقـاً فيحيى كل من قبرا
كمــا بــدا خلقهــم ربـي يعيـدهم
سـبحان مـن أنشـأ الأرواح والصـورا
حــتى إذا مـا دعـى للجمـع صـارخه
وكــل ميـت مـن الأمـوات قـد نشـرا
قــال الإلــه قفـوهم للسـؤال لكـي
يقتــص مظلــومهم مــن لــه قهـرا
فيوقفـــون الـــوف مــن ســنينهم
والشـمس دانيـة والرشـح قـد كـثرا
وجــــاء ربــــك والأملاك قاطبـــة
لهــم صـفوف أحـاطت بـالورى زمـرا
وجيــء يومئيــذ بالنــار تسـحبها
خزانهــا فاهــالت كــل مـن نظـرا
لهــا زفيــر شــديد مــن تغيضـها
علـى العصـاة وترمـي نحـوهم شـررا
ويرســل اللَـه صـحف الخلـق حاويـة
أعمــالهم كــل شــيء جــل وصـغرا
فمــن تلقتــه بــاليمنى صــحيفته
فهـو السـعيد الذي بالفوز قد ظفرا
ومـن يكـن باليـد اليسـرى تناولها
دعــى ثبـوراً والنيـران قـد حشـرا
ووزن أعمــالهم حقّــاً فــإن ثقلـت
بــالخير فـاز وإن خفـف فقـد خـرا
وإن بالمثــل تجـزي السـيئات كمـا
يكـون فـي الحسـنات الضعف قد وفرا
وكــل ذنــبٍ ســوى الإشـراك يغفـره
ربـي لمـن شـا وليـس الشرك مغتفرا
وجنــة الخلــد لا تفنــى وسـاكنها
مخلـد ليـس يخشـى المـوت والكـبرا
أعــدها اللضـه داراً للخلـود لمـن
يخشــى الإلـه وللنعمـاء قـد شـكرا
وينظــرون إلــى وجــه الإلـه بهـا
كمـا يرى الناس شمس الظهر والقمرا
كــذلك النــار لا تفنــى وسـاكنها
أعــدها اللَــه مولنـا لمـن كفـرا
ولا يخلـــد فيهـــا مـــن يوحــده
ولـو بسـفك الـدم المعصوم قد فجرا
وكــم ينجــي إلهـي بالشـفاعة مـن
خيـر البريـة مـن غـاص بهـا سـجرا
وإن للمصـــطفى حوضـــاً مســـافته
مـا بيـن صـنعا وبصـري هكـذا ذكرا
أحلـى مـن العسـل الصـافي مـذاقته
وغـن كيـز أنـه مثـل النجـوم تـرى
ولــم يــرده ســوى أتبــاع سـنته
سـيماهم أن يـرى التحجيـل والغررا
وكــم ينحــى وينفــى كــل مبتـدع
عـن ورده ورجـال أحـد ثـوا الغيرا
وإن جســر أعلــى النيـران يعـبره
بســرعةٍ مـن لمنهـاج الهـدى عـبرا
وإن إيماننـــا شـــرعاً حقيقتـــه
قصــد وقــول وفعــل للــذي أمـرا
وإن معصــــية الرحمـــن تنقصـــه
كمــا يزيــد بطاعـات الـذي شـكرا
وإن طاعــة أولــي الأمــر واجبــة
مـن الهـداة نجـوم العلـم والأمـرا
إلا إذا أمـــروا يومـــاً بمعصــيةٍ
مـن المعاصـي فيلغـي أمرهـم هـدرا
وإن أفضـــل قـــرنٍ للـــذين رأوا
نبينــا وبهــم ديـن الهـدى نصـرا
أعنـــى صــاحبة رهبــان بليلهــم
وفـي النهـار لدى الهيجا ليوث شرى
وخيرهــم مــن ولــي منهـم خلافتـه
والسـبق فـي الفضل للصديق مع عمرا
والتــابعون بإحســانٍ لهــم وكـذا
أتبـاع أتبـاعهم ممـن قفـى الإثـرا
وواجــبٌ ذكــر كــل مــن صــحابته
بـالخير والكـف عـن ما بينهم شجرا
فلا تخــض فــي حـروب بينهـم وقعـت
عـن اجتهـاد وكـن إن خضـت معتـذرا
والاقتـداء بهـم فـي الـدين مفـترض
فاقتـد بهـم واتبـع الآثار والسوار
وتــرك مـا أحـدثوا لمحـدثون فكـم
ضــلالة تبعــت والــدين قـد هجـرا
إن الهـدى ما هدى الهادي إليه وما
بـه الكتـاب كتـاب اللَـه قـد أمرا
فلا مـراء ومـا فـي الـدين مـن جدلٍ
وهــل يجــادل الأكــل مــن كفــرا
فهــاك فــي مــذهب الأسـلاف قافيـة
نظمـاً بـديعاً وجيـز اللفـظ مختصرا
يحـوي مهمـات بـابٍ فـي العقيدة من
رسـالة ابـن أبـي زيـد الـذي شهرا
والحمـــد للَــه مولنــا ونســئله
غفـران مـا قـل مـن ذنـبٍ مـا كثرا
ثــم الصــلاة علـى مـن عـم بعثتـه
فانــذر الثقليــن الجـن والبشـرا
ودينـــه نســخ الأديــان أجمعهــا
وليـس ينسـخ مـا دام الصـفا وحـرا
محمــد خيــر كــل العــالمين بـه
ختـم النـبيين والرسـل الكرام جرا
وليــس مـن بعـده يـوحي إلـى أحـدٍ
ومــن أجــاز فحلــل قتلــه هـدرا
والآل والصـحب مـا نـاحت علـى فنـنٍ
ورقــا ومــا غــردت قمريـة سـحرا
أحمد بن علي بن حسين بن مشرف الوهيبي التميمي.فقيه مالكي، كثير النظم، سلفي العقيدة، من أهل الأحساء بنجد تعلم ودرّس وتوفي فيها، ولي قضاءها مدة.له منظومات في التوحيد، ومدائح جمعت في (ديوان ابن مشرف- ط).