
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا أَيُّهـا العُشـّاقُ بِـاللَهِ سـارِعوا
لِصــَبِّ قَـد اشـتَدَّت عَلَيـهِ المَصـارِع
مُعَنّـى لِفَـرط الشـَوقِ في شِفَّة النَوى
عَـن الوَصـلِ اضحى وَهو بِالطيفِ قانِع
يَكـادُ زَفيـرُ الوُجـد يُصـلي فُـؤادَهُ
وَيحـرِق مِنـهُ الجِسـمُ لَـولا المَدامِعُ
وَمــا ذاكَ وَاللَــهُ خَفــوق بِقَلبِـهِ
وَلكِــن لَهيــب قَـد طَـوَتهُ الاضـالِعُ
فَقـالوا أَلا وارِ الهَـوى عَـن عَواذِل
وَلا تُـــرِ لِلحُســـّادِ انَّــكَ والِــع
فقُلـتُ لَهُـم وَالقَلـبُ قَد شَفَّهُ الضَنى
وَاصـبَح مـن فَـرط الجَـوى وَهو هانِع
أَلا كَيـفَ اخفـي الحُب وَالدَمعُ قدوشي
عَلَيـهِ فَاِضـحى وَهـو في الناسِ شائِع
وَكَيــفَ ســلوّي مـن محيـا جَمالِهـا
لَـهُ فـي سـَماءِ الحُسـنِ تَزهو مَطالِع
رَمـاني بِسـَهم الصـدِّ مِنهـا دَلالَهـا
يُمــانِعُني عَــن قُربِهــا وَيُــدافِعُ
وَانّـي لَـدى هَجـر صـَبَرت عَلى النَوى
وَما الصَبرُ في الهِجرانِ وَاللَهُ نافِع
فَمـا لـي سـِوى ذلـي لَـدَيها وَسيلَة
وَلا غَيـرُ جـاه المُصـطَفى قَـط شـافِع
وَزيــرُ جَليـل القَـدر بَيـت سـِيادَة
لَــهُ فـي ذَرى مَجـد تشـير الاِصـابِع
تَجَلَّـت رِيـاض العِـزِّ فـي عَصـرِهِ لَنا
فَراديـس جَنّـاتِ بِهـا الزَهـر يـانِع
وَأَضـحَت بِـهِ الاِوطـانُ عَـن زعم حاسِد
مَســارِح خَيــراتُ بِهـا الكُـل رائِع
عُلــومُ وَآدابُ بِمِصــر قَــد ازدَهَـت
وَحَسـبُكَ فـي الأَريـافِ تِلـكَ المَطابِع
وَخفـــف عَــن فَلاحِ مِصــر ضــَرائِباً
وَكـانَ قَـد اِشـتَدَّت عَلَيـهِ الوَقـائِعُ
تَـــولّى بِتَوفيــقِ العَزيــزِ وزارَة
فَراجَـت لِسـوقِ العَـدلِ فيهـا بَضائِع
بِـهِ تـاهَت الاِحكـامُ فَخَـرّا وَهَيمَنَـت
كَمـا اِفتَخَـرت بِالفَضلِ مِنهُ الشَرائِعُ
لَـدى الحُكـم لا يَخشـى المُلام وَإِنَّما
يُجــاهر فيــهِ وَهـو بِـالحَقِّ صـادِع
فَيـا مـن يَـرومُ اليَومَ إِدراكِ شَأوه
رُوَيــداً فَــذا لِلمُســتَحيلات رابِـع
خَـبير أَسـرارِ السِياسـَةِ فـي الوَرى
وَفـي كُـل فَـن طـائِل البـاع بـارِع
ذَكــيُّ النهــى فَطــن جلـيُّ بَصـيرَة
فَصــيح وَمــن ثَـدي البَلاغَـة راضـِع
لَــبيب محبـب ثـاقِب الفِكـر حـازِم
لَـهُ سـَيف رَأي فـي المَشـاكِل قـاطِع
وَقَلـب غَـدا يحكـي الجِبـال رَواسِخاً
اذا قيــلَ لِلهَيجــاءِ قـامَت مـامِع
تحلّــى بِجلبـابِ العفـاف وَبِـالتقى
وَقَـد زانَـهُ فـي العالَمين التَواضُع
فَلا زالَ فينــا شــَمسُ عَـدل وَحَـولُهُ
كَـــواكِب انجــال بِــدور طَوالِــع
أَلا أَيُّهـا الشـَهم الهمـام وَمن غَدَت
لَـهُ الأُسـدَ تَعنـوا وَهـيَ مِنهُ خَواشِع
تَحكُـم بِمـا قَـد شـِئت فَالسَعدُ خادِم
لَـدَيكَ شـَبيهُ العَبـد وَالـدَهرِ طائِع
وَهـاكَ مِـنَ العَبـدِ الشـَكورِ خَريـدَة
إِلَيـكَ سـعت وَالقَلـبُ بِالوَصـلِ طامِع
فَلا تَبتَغـــي بعلاً ســـِواكَ لأَنَّهـــا
رَأَتـكَ أِميـراً مـا لَـهُ مـن يضـارع
صــِفاتك فيهــا كَالشــموس بهيَّــة
عَلَيهـا مـن الحُسـنِ البَـديعِ بَراقِع
نعـم قَصَّرتَ في ذا المَديحِ عن الوَفا
وَلكِــن لَهــا اِسـباب عُـذر مَوانِـع
فَــإِن المَعـالي مِنـكَ جـل مَقامِهـا
فَاضــحت عَــن الادراكِ وَهـي شَواسـِع
فَــأَكرَم عَلَيهــا بِـالقَبول وَخَصـَّها
بَعَفــوِ فَبـاب العَفـو عِنـدَكَ واسـِع
وَحَسـبُكَ مِنهـا طـالِع السَعد قَد شَدا
يُناديـكَ فـي تاريخِهـا وَهـو سـاطِعُ
فَلا بَرِحَـت ذِكـراكَ يـا داعِـيَ العُلا
تَشــنف فـي الامجـادِ مِنهـا مَسـامِعُ
عبد الله فريج أفندي.أحد أدباء وشعراء مصر في العصر الحديث اتقن الشعر بعد أن بلغ الأربعين من عمره.أهدى أشعاره صاحب السعادة : ادريس بك راغبوقد قال في مطلع ديوانه مادحاً له :لإدريس رب الفضل تحدى الركائب وتطوى على بعد الديار السباسبُله أريج الازهار في محاسن الاشعار.