
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حبـذا مـن طـالع عصـر الشباب
لاث لـي مـن دونـه الشيب نقاب
ذهبـــت أيـــامه أي ذهـــاب
بعـت منهـا بـاللجين الـذهبا
والقنـا اللـدن بمعـوج القسي
بيعــةً مـا أربحـت مـن كسـبا
بعــد أن عــاد بكفــي مفلـس
يـا خليلـي علـى تلـك القباب
عرجـاً بـي نقتفـي خـط الشباب
إن فيهـا مـن بني الفرس كعاب
حلفـــت أن تســترق العربــا
حيــن ســامت مهرهـا بـالأنفس
وارتضـــينا رقهــا واعجبــا
يرتضـي بـالرق مـن لـم يـدنس
كســرويات علـى ديـن المجـوس
حاكمتنـا فسـبت منـا النفـوس
طالعتنــا فحســبناها شــموس
فارتقبنــا نحوهــا مرتقبــا
فـــإذا نحــن بــواد مشــمس
نلتظــي مــن دونــه ملتهبـا
دونـه النـار الـتي لـم تمسس
يـا بنفسـي مـن ظبيات الكناس
ظبيـة مـال بعطفيهـا النعـاس
خالسـتها النظـر العين اختلاس
إذ تـــراءت فتلقـــت غضــبا
غيــرة مــن نظــر المختلــس
قلـت بالكعبـة أن أدنو الخبا
منــك قـالت لا وبيـت المقـدس
غــردي عــاذرةً ذات الجنــاح
مـا علـى مـن شـفه الحب جناح
إن مـن دينـي أن نهـوى الملاح
ســـنة لا أختشـــيها مــذهبا
ديــن مـن قـد كـان بالأنـدلس
بعــث اللَـه العليـم الكتبـا
قبــل أن يبعــث روح القــدس
فسـل الفرقـان عمـا قـد حكـى
مــن هــوى يوسـف لمـا ملكـا
وســلن آدم ممــن قــد بكــى
حينمـا عـن وجـه حـوا احتجبا
إذ يقاســي حيــرة الملتمــس
أيهــا المظهــر منــي عجبـاً
تحسـب الماضـي قـديماً قد نسي
أو فسـل مـدين فيهـا مـن ولج
واصـطفى الوصـل علـى سبع حجج
وعلـى مـن تحسـب الصـرح لجـج
بعـد مـا قـد ملكـت قـوم سبا
إذ أتـــت ذات قيـــاد ســلس
سـل سـليمان بهـا كـم قد صبا
لا هيـــاً عــن جنــه والأنــس
فـبروحي مـن بهـا لسـت أبـوح
أبـدا مـا دام فـي جنـبي روح
أبـذل الـدمع بهـا وهـو سفوح
وأروض القلـــب أن يضـــطربا
لا يحـــس الســر مــن يحســس
علــق القلــب هواهـا أشـيبا
فهــو مــن علقتهـا فـي يـأس
أجتـدي الغيـث وقد عز المغيث
لجـوى يـا سـلم بـالقلب يعيث
فحـديثي فيـك ما أشقى الحديث
جــذوة شــبت فعــادت لهبــا
كشــــهاب بيــــدي مقتبـــس
فأنــا مـن فـوق أعلام الربـى
علـــم الخنســـاء للمغلتــس
أعجبــت عــز بأشــواق كـثير
وبــثين مــن جميــل ليســير
أنـا يـا سـلم وإن كنت الأخير
قـد ركبـت اليوم ما لن يركبا
مصــعب الهجــر بشــوق أهيـس
ورجــائي دون مــا قـد طلبـا
ولئن كـــانت جموحــاً فرســي
قادهــا حبـك مرخـاة الزمـام
ليـس يثنيهـا عـن الحب الجام
لا وعيــش لـك فـي دار السـلام
ألبسـت نعمـاه أكنـاف الربـى
مــن ريــاض حلــة لـم تلبـس
برقــت تصــقلها كــف الصـبا
فهــي مــن اسـتبرق أو سـندس
هـي ممـا غزلـت أيـدي الرباب
نســجتها فـوق كرسـي الشـعاب
الحمــت مــاء وســدته تـراب
ثــم حــاكته تبــاهي قعضـبا
إذ أتـت حسـا بمـا لـم يحـدس
أتنجــت مــن ذا وهـذا عجبـا
مـن عقيـم الشـكل شكل النرجس
نشــرت للبشــر أعلام الفــرح
فـانطوى الأفـق لهـا قـوس قزح
وعليهـا مـوكب الريـح انسـرح
وتغشــاها الحيــا فانســكبا
مطربــاً يرنــو بلحــظ منكـس
قـــد تطــوى خجلاً فاحــدودبا
فهـو مـن فـرط انحناء كالقسي
لـو تـراه وهو في متن الغمام
خلـت أن الزهر في البيد سهام
إذ تخـال الأكـم الخضـر خيـام
والربيـع الحـزن فيهـا طنبـا
مؤذنــاً فـي يـوم حـرب أنحـس
حيـث طبـل الرعـد فيهـا ضربا
سـائقاً جيـش الغمـام المكـدس
زهـر مـا أدرعـت تلـك البطاح
والغصـون اشـتبكت فيهـا رماح
وجفـون الـبيض عن بيض الصفاح
صــافحت للــبرق سـيفاً فنبـا
حـــده عــن حــدة المحــترس
مــا بهــا فـل تفـل اليلبـا
لا تبــالي مــدرعاً مـن مـترس
أرحـب الـبرق وقـد شب التهاب
فـانطوى نـاراً بأحشاء السحاب
فــرزت فيهـا حواياهـا فـذاب
فهــو إذ ينهــل ذوبـاً صـببا
كفــــؤاد المســـتهام اليئس
غــالب الشـقوة كـان الأغلبـا
فتـــولى بشـــقاء الملبـــس
جحفــل يحســبه الطـرف منيـع
نمنمـت فـي جيشـه زهر الربيع
شــربت شــامته منـه النجيـع
وغـــدت تصــبغ كفــاً خضــبا
فيــه صــبغ الأرجـوان الأنفـس
ســقت القمــري كأسـاً مـذهبا
فتغنــــى بـــذهاب الأنفـــس
يـا بنفسـي وسـليماها الربوع
كـم حنينـاً بمحانيهـا الضلوع
إذ حمـت سـلم مريعـاً عن مروع
يجتلــي مغنــاه ورداً أطيبـا
ويقاســي منــه شـوك الملمـس
كــــم رعينــــاه مخصــــباً
وارتعينــا بالهشــيم اليبـس
كـم علـى وجدي على دار السلام
لا ميــن ســعد ومـن عـوفي لام
أنـا يـا سعد وإن طال السقام
لســت أبغـي بـالحمى منقلبـا
فـأطلق اللـوم بـه أو فـاحبس
لا ومــن يلقـي عليـك الكثبـا
إذ تنــاجي جنــدل المرتمــس
سل سمير الليل كم كان السمير
ليلـة طـال بها الليل القصير
بـات مرتاحـاً على جنب الغدير
مازجــاً بالجـد منـي اللعبـا
عــل أن أجفــانه لــم تنعـس
راعــه النجـم إذا مـا غربـا
فهــو يرميــه بلحــظ أشــوس
إن نسـلني علـم أخبار النجوم
فعلــى خبرتهــا جـم العلـوم
ســل أحـدثك أحـاديث الرجـوم
إنهــا يشـهد عـن عنهـا كبـا
نفســـات خلقــت مــن نفســي
لجــوىً كلمــت فيــه الشـهبا
فهــي ممــا أشـتكي فـي حـرس
قتـل العيـوق كـم كان الرقيب
رصــداً لليـل يخشـى أن يغيـب
مـا لنا للحشر في الوصل نصيب
إذ لـه الميـزان مهما انتصبا
دلــس الصــبح ومــاء الغلـس
لا جــزاك اللَــه عنـا كوكبـا
ولحـــاك اللَــه مــن مــدلس
فـي عهـود سـلفت حيـث الحمـى
كنــت أشــهدت عليـه الأنجمـا
أقــذف الــدمع عليهــن دمـا
مــن جفــون شـفها مـا ذهبـا
فهــي شـيئاً بعـده لـم تـؤنس
عنــدها ســيان مهمــا نسـبا
وضــح الصــبح وليـل الحنـدس
كـم لهـا قاسـيت عيـن الأرمـد
غــب يــوم غبــه لــم يحمـد
ليـت يـومي كـان فـي سعد غدي
إذ ســــقاني مـــا أطيبـــا
خمــرة الريــق بكــأسٍ ألعـس
فحمــى عــن مســه مـا ذهبـا
حيــن وافــى بشــفيع الغلـس
محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي.شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً.وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.