
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شـمس الحميـا تجلت في يد الساقي
فشــع ضــوء ســناها بيـن آفـاق
ســترتها بفمـي كـي لا تنـم بنـا
فــأججت شــعلة مـا بيـن آمـاقي
تشـدو أباريقهـا بالسـكب مفصـحة
بشـرى السـليم فهذي رقية الراقي
خــذها كــواكب أكـواب ويشـفعها
مـا يحتسي الطرف من أقداح أحداق
تسـعى إليـك بهـا خـودٌ مراشـفها
أهنـا وأعـذب ممـا في يد الساقي
مـا شـاك عقـرب صـدغيها مقبلهـا
إلا ومــن ريقهــا يرقـى بـدرياق
مسـودة الجعـد لـولا ضـوء غرتهـا
لمـا هـدتني إليهـا نـار أشواقي
يهــدي إليــك بمرآهـا ومسـمعها
جمــال يوسـف فـي ألحـان إسـحاق
هيفـاء لـولا كـثيب مـن روادفهـا
فــر النطاقــان مـن نـزع وإقلاق
مـا هبـت الريح إلا استمسكت بيدي
تـربٍ لهـا واعتراهـا فضـل إشفاق
قـالت خـذي بيدي فالريح قد خفقت
تهـــدني بنســـيم هـــب خفــاق
جـال الوشـاح بكشـحيها متى نهضت
تسـعى إليـك وضـاق الحجل بالساق
لا تلبـس الوشـي إلا كـي يزان بها
كمـا يـزان سـواد الكحـل بالماق
تزيـد حسـناً إذا مـا زدتها نظراً
كـالروض غـب رفيـف القطـر مهراق
تلـك الـتي تركـت جسمي لها حرضا
وحرضـت كـي تـذيب القلـب أشواقي
واسـتجمع واثقـات الحسن فاجتمعت
لهـا المـودة مـن قلـبي وأعلاقـي
رقــت محاسـنها حـتى لـو اتخـذت
عرشـاً بنـاظرتي لـم تـدر آمـاقي
وبـت أسـقي وبـاتت وهـي سـاقيتي
نحسو الكؤوس ونسقي الأرض بالباقي
فـي مربـع نسـجت أيدي الربيع له
مطــارف الزهـر مـن رنـد وطبـاق
تشـدو العنـادل فـي أرجائه طربا
والغصــن يسـحب فيـه ذيـل أوراق
كأنمـا النرجـس الغـض الجنـي به
نــواظر خلقــت مـن غيـر أحـداق
والنهــر مطــرد والزهـر منعكـس
والنــاي مـا بيـن تقييـد وإطلاق
فـي غلمـة كبـدور التـم أوجههـا
قـد أشـرقت في الدياجي أي إشراق
شـم الأنـوف شـأى الجـوزا محلهـم
سـروا إلـى المجـد في نص وإعناق
أنسـاً بعـرس حسـين بـدر هـالتهم
محـالف السـعد فـي عهـد وميثـاق
ذاك الـذي بسـقت بالمجـد نبعتـه
وأصـــــــبحت ذات أوراق وأرواق
والطيـب العـرق مـا أحلـى خلائقه
فـي فرعهـا نبـأ عـن طيـب أعراق
هـن بـه الحسـن الزاكي فذاك فتى
فـاق الكـرام فأضـحى بـدر أفـاق
فـتى زهـا الـروض أخذاً من طلاقته
والمـزن مـن سـيبه تهمـي بغيداق
رأى مسـميه فصـل الحسـن فيه فقل
فـي حسـن خلـق نمـا في حسن أخلاق
الفاضـل الحبر من راق الحبور به
لا بــل تجــدد فيــه بعــد إخلاق
هـذي المكـارم فاشأ من شأوت بها
فإنهــا ســلم للعــارج الراقـي
فيـا خليلـي والمثنـي المقل يرى
إن لا تحــاط معــاليكم بــإغراق
تملــي معاليكمــا فصـلاً فـأكتبه
حــتى عجــزت وأقلامــي وأوراقـي
فهاكماهــا قـوافي تتحفـان بهـا
أعـددتها صـلتي فـي يـوم إنفاقي
يعنـو زيـاد وبشـر و الوليد لها
والأعشــيان وعمـرو وابـن إسـحاق
ودمتمــا فرقــدي عـز بـأفق علا
يفنـى الزمـان وسامي مجدكم باقي
محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي.شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً.وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.