
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هلهلـت بالبشـر ورقاء الهنا
فاكتسـي الأفـق بـرود الجـذل
فـي ربـوع زانها وشي الربيع
فاستقام الأيك والطلح الضريع
ولألبـان الحيـا البـان رضيع
إذ سـقاه النـوء منـه مزنـا
قــد تــوالت بضــروع حفــل
ولقـد هـزت بـه الريـح مهود
إذ غـدت تحضـن أطفال الورود
تنجتهـا السـحب من بطن زرود
وغــدت تـدرج فـوق المنحنـى
رافلاتٍ فـــي حلــىً أو حلــل
ينــثر الطـل علـى أعناقهـا
لؤلـؤاً تلـويه فـي أطواقهـا
وغـدا النرجـس مـن أحـداقها
محـدقاً بالغصـن يصبي الغصنا
بعيـــون ســـاهيات المقــل
وغــدت تنفــح فـي وفـرة آس
مذ رنا الغصن لها اهتز وماس
وغــدت تلبســه أسـنى لبـاس
سندسـي النسـج أعيـا اليمنا
فهـو فـي غـزل كمعنـى الغزل
كلمـا انشـق بـه خـد الشقيق
تـرك النرجـس ذا طـرف أريـق
إذ غدا بينهما العهد الوثيق
أشـهد الرنـد عليـه السوسنا
فوشــت فيــه أكــف الشـمأل
سعد يا سعد اغتنم هذي الفرص
فـي ربـوع عمهـا البشـر وخص
غنـت الورقـاء والغصـن رقـص
أو ليـس الرقـص يحلو بالغنا
والغنـا حـظ النزيـف الثمـل
فاسـقني واشـرب سـلافاً صرخدا
فـي لجيـن الكأس ذابت عسجدا
نضــح المــاء بهـا فاتقـدا
واغتـدى كالنار مشبوب السنا
فهــو بــرد بلهيــب مشــعل
كـم خشـينا رصـداً مـذ سـعرت
وســترنا شمســها لـو سـترت
وهـي فـي أفواهنـا مـذ كورت
حيـث الأفـواه فيهـا الأعينـا
فغــدت شــعلتها فـي المقـل
للبراعـــات رآهــا مســتهل
راهـب الـدير فصـلى وابتهـل
فاســقنيها ويــك علاً ونهــل
وعليــه عـن فـي أحلـى غنـا
شــيقاً فــي شـعرك المرتجـل
غننــي باســم عسـيقي غننـي
وعــن المســك شــذاه عنعـن
عـن عـرار عـن كبـا عن سوسن
ودع الألقــاب منــه والكنـى
طيـب أنفـاس الصـبا والشمال
غننـي باسـم الـذي لـذ اسمه
حربــه حربــي وسـلمي سـلمه
جســمه روحــي وروحـي جسـمه
أنـا مـن أهوى ومن أهوى أنا
صــح هـذا فـي الزمـان الأول
فبنفســـي وبمجـــرى نفســي
مــن بـه مزقـت ثـوب الغلـس
بزفيـــر كلهيـــب القبـــس
مـذ ورى أورى الظلام الأدكنـا
فبــه إشــراق ليــل أليــل
قـد تعاهـدنا على أن لا أبوح
فملأن لـي باسـمه كأس الصبوح
فهـي راح وهـي روحٌ وهـي روح
وهي من داء الضنى برء الضنى
وهــو يشــفي كـل داء معضـل
كتـم الصـب اسمه السامي وما
بـاح فـي سـر الهوى مذ كتما
لــم يكـن ذلـك خوفـاً إنمـا
حســد القلـب عليـه الألسـنا
فطــواه تحــت كنــز مقفــل
رشــا ذكــر الهــوى يرقصـه
يقنـــص الأســـد ولا تقنصــه
لـم يكـد ينكـي الثرى أخمصه
وهــو يرتـج نقـاً تحـت قنـا
مـاج مـن أردافـه فـي جـدول
مـذ روت ألحـاظه سـكر السلاف
صـح عنـدي مـا روت وهي ضعاف
فبهــا دون الطلا رفـع الخلاف
وعــن الظلمـاء لمـا عنعنـا
صــدق النــاس بشــعر مرسـل
ســعد دع قلـبي فيمـن عشـقه
فتصـــابيه عـــرى متســـقه
فــبروق الســعد ذي مـؤتلقه
بالتهــاني فلنهــن الحسـنا
فالتهـاني اليـوم أقصى أملي
إن فــرد المجـد لمـا زوجـا
عـاد شـكل المجـد فيه منتجا
فاتحـاً للبشـر بابـاً مرتجـا
بعلــى يزهــو ســناءً وسـنى
فتســـامى للســماك الأعــزل
حســن فيــه المعـالي تزهـر
وهـو إذ يسـمو لـديه البصـر
وردة بــل مزنــة بــل قمـر
مجتلـىً أو مجتـدىً أو مجتنـى
قـد غـدا للمجتـدي والمجتلي
فـابق مـا عشـت بـأنس وسرور
وترنـح بيـن أبـراد الحبـور
وطلا الأفـراح بالنـادي تـدور
فـابق مـا أبقى الإله الأزمنا
رغــدةً مــن عيشـك المقتبـل
ذاك مـن هاشـم في أعلى مقام
يفخــر النـاس بآبـاء كـرام
وشــأى فضــلهم فضـل الأنـام
جــده مـن قـاب قوسـين دنـا
إن هــذا حســن وابــن علـي
محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي.شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً.وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.