
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أتــرى الشـهب أضـاءت مطلعـا
أم تراهـا غـرر الغيـد الملاح
تركــت ليلــي نهـاراً أنصـعا
وجلـت رأد الضـحى قبل الصباح
جئن تيهــاً لا يبـالين الحـرس
كــل غيــداء كمشـبوب القبـس
قـال رائيهـا وقـد فـر الغلس
أعلــى الأبريــق بــرق لمعـا
أم بــدت سـافرة ذات الوشـاح
مـا أمـاطت عـن محيـاً برقعـا
فـي الـدجى إلا وخلت الصبح لاح
عــربٌ تختــال فــي أمراطهـا
تعقــد الزنـار مـن أوسـاطها
وتريــك الـبرق مـن أقراطهـا
كلمــا اهــتزت لصــب خضــعا
هــزه شــوق إليهـا وارتيـاح
وهــو لــو يعرفهــا لا درعـا
إنمـا للطعـن يهـززن الرمـاح
كظبـاء الخيـف لا تخشي القناص
يتســـرتن بمســـود العقــاص
جرحتنــي والجراحــات قصــاص
غيـر أن القـوس أعيـت منزعـا
ونبـالي بعـد لـم تنصـل قداح
جحفــل بالشــعر لمـا أدرعـا
خـانني الصـبر فـألقيت السلاح
لـــي فهـــن غـــزال ربــرب
ليــس لــي غيـر هـواه مـذهب
لا ولا عـــــن داره منقلــــب
فأنــا أتلــع مـا إن أتلعـا
وإذا أبطــح أوطنــت البطـاح
فلكــم أزمعــت لمــا أزمعـا
وأرحــت العيـس لمـا أن أراح
يتبـــالهن وقـــد يعرفننــي
وهــو فيهــن غضــيض الأعيــن
قلــت إذ يســألن عنـي أننـي
مـن إذا رمـت التسـالي ورعـا
نكصـت بـي للهوى الغيد الملاح
ووإذا مـا الـروع هـز الأروعا
فعفرنــي غابـة شـاكي السـلاح
قلـن لـي علـك يا بادي الشجن
ذلــك الصـب العراقـي الـوطن
مولــع القلـب بتسـآل الـدمن
لســت تنفــك تحيــي الأربعـا
ولكـم عجـب ضـحى فـي سفح ضاح
قلـت هـل تنكـرن صـباً مولعـا
بـذوات الأعيـن المرضى الصحاح
قلـن يـا أسـم امنحيه الغزلا
وصــليه فهـو مـن خيـر الملا
فــانثنت كـبراً وقـالت لا ولا
كــانلي ســر لــديه مودعــا
ضـمن الكتمـان فيـه ثـم بـاح
ولقــد شــبب بــي حـتى سـعى
بـي فـي سـر التصـابي لافتضاح
فتضـــاحكن لهـــا يخــدعنها
وإذا مــا اعتســفت أرجعنهـا
قلـت إذ أعيـت خصـاماً دعنهـا
فهــي والغيـران كـانت شـرعا
فـي تـدانيها وفي طول انتزاح
منعــت مـن وصـلها مـا منعـا
وأبـاحت مـن هواهـا مـا أباح
ثــم قــد ناشــدنها بالـذمم
وتلطفــــن بطيـــب الكلـــم
قلـن لـي الموعـد فـي ذي سلم
فــانتظر حارســها أن يهجعـا
ورعـاة الحـي أن تأتي المراح
وهزيـــع الليـــل ينهزعـــا
وتهيـج الـروض أنفـاس الرياح
فــأتت ترســل وحفـاً ذا غـدر
مـا حبـاً مـا سـحبته مـن أثر
وهــي نجـم بـل هلال بـل قمـر
بـل هـي الشـمس أضـاءت مطلعا
وبـدت والليـل منشـور الجناح
ولقــد بتنـا نريـب المضـجعا
بيننــا ســتر عفــاف ووشـاح
والربـى أخضـلها دمـع الرباب
فغــدت مخضــرة حمـر الهضـاب
حبـذا يـا حبـذا عصـر الشباب
كـان لـي فيـه هنـاً فانقطعـا
ببيـاض الشـيب لا بيـض الصفاح
ضـاق بـي مـن بعـده ما اتسعا
فلقـــد كــان شــفيعي للملاح
سـعد قـف بـالحي حـي مـن ثعل
بلـوى الرمليـن واتبعهـا رمل
واطلـب السـرب بنـاديهم وسـل
هـل لمـا قـد فـات أن يرتجعا
أم لبرجـاء التصـابي من براح
ودع الســرب وتلــك الأربعــا
فلقـد نلـت الأمـاني بـاقتراح
يـوم روح البشـر بالبشـر سرى
وانتحـت شـمس المعـالي حيدرا
وأتـت والربـع قـد كان الشرى
فتــولى النحــس لمــا سـجعا
فرحـاً فـي ألسن السعد الفصاح
قـد زهـا روض المنى بل أينعا
والسـرور افـتر والمنـدل فاح
حيــدر بشـرت أهـل الخـافقين
بســـعود لاقــتران النيريــن
فـأهني فيـك ذا الفضـل حسـين
مـن بـه سـمك المعالي ارتفعا
ودعـا النـاس إلى شرع السماح
ســالكاً للمجـد نهجـاً مهيعـا
يهتــدى فيـه بـأنوار الصـلاح
إمـــا العليــاء دارت لكــم
مــن أبيكــم أن أحـق الحكـم
فــإذا مــا خاصـموكم خصـموا
ولكــم برهــانه قــد ســطعا
وانجلــت حجتهــا والصـدق لاح
فـاذهبن فيهـا بصـدق المـدعي
ولـك السهم المعلى في القداح
والعلــى حــظ حســين وأخيـه
ذاك إسـماعيل والمولى النبيه
ذو السجايا الغر لا من تزدهيه
رفعــة الشــأن ولكــن سـطعا
بســنا بشــر ونيــلٍ مسـتماح
عــم مـن فيـض يـديه الأربعـا
وحكـى فـي سـيبها سيب البطاح
أيهــا الراكـب يجتـاب الظلام
رخـوة الصـدغين مرخاة الزمام
أنتجتها الحرف من فحل النعام
فــانتمت تعــزي لهـذين معـا
وأتــت ســابقةً ذات الجنــاح
تســبق الـبرق إذا مـا لمعـا
والريـاح الهـوج إن هبت رياح
يممـن مـن عامـلٍ أهـل الصـفا
وعــج العيــس وثرهــا وقفـا
ثــم هـن ذا المعـالي يوسـفا
مـن بـه شـمل الكمـال اجتمعا
وعلــى ســاحته الوفــد أراح
فــاز مــن أملــه وانتجعــا
طالبــاً فيـض نـداه بالنجـاح
فلـو أن الغيـث يمتـاح الندى
منــك أو أوليتــه منـك يـدا
لأســال الــبرق منــه عسـجدا
وأبـــى عارضـــه أن يــدمعا
بـــرذاذ دون ســكب أوســياح
وســقى الخضـراء حـتى تمرعـا
وتـرى الشـهب بهـا وهـي أقاح
هاكموهــا يــا بنــي فاطمـة
بــــأنوف للعـــدى راغمـــة
فهــي أحلـى مـن مهـا كاظمـة
اتخـــذت مربعكـــم مرتبعــا
وهـي تزهـو باختتـام وافتتاح
فأقبلوهــا لا تزالـوا أجمعـا
بهنـاً مـا أعقـب الليـل صباح
محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي.شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً.وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.