
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وعفـراء ود الظـبي يحكـي التفاتها
وأنـى يحـاكي الظـبي لفتـة جيـدها
لعينيـك تبـدو الشـمس من ضوء خدها
كمـا أنهـا يبـدو الدجى من جعودها
ألمــت بنـا والليـل مرضـى نجـومه
كأجفــان عينيهــا وقلــب حسـودها
فطارحتهــا عتبــاً رقيقـاً كـأدمعي
غــداة افترقنـا أو جمـان عقودهـا
وذكرتهــا مـا كـان منهـا فـأطرقت
علــى خجــل مــن هجرهـا وصـدودها
وقـامت كمثـل الغصـن رنحـه الصـبا
تطــوف بمثـل النـار عنـد وقودهـا
فبتنــا ولـم نشـرب معتقـة الطلـى
نشــاوي حميــا ثغرهــا وخــدودها
ونحـن بحيـث السـحب ينهمـل دمعهـا
علــى روضــة يفــتر ثغـر ورودهـا
إذا اضطرم البرق اللموع بذي الغضا
ذكـرت بـذاك الشـعب ماضـي عهودهـا
وبلـــت جفـــوني مطرفــي بــأدمع
تصــان علـى غيـر الهـوى بجمودهـا
ولكــن أعادتهــا علينــا لييلــةٌ
بـدا مشـرقاً فـي الأفـق نجم سعودها
تـــزف بهــا مــن عصــبة مضــرية
مهــاة كـأن الظـبي يعطـو بجيـدها
تهـادى كعـود البان مالت به الصبا
وهيهـات ليـن البـان من لين عودها
لأكـــرم مـــولى ينتمـــي لأكــارم
غطارفـــة شــم المعــاطس صــيدها
فـتى فاق أهل الفضل في حلبة العلى
ففـاق الـورى مـن شـيخها ووليـدها
فهــن بـه مـن عصـبة المجـد غلمـة
علـى الشـهب قـد أربت برغم حسودها
لقــد شــيدت للمجـد أبيـات سـؤدد
يطـاول سـامي المجـد سـامي عمودها
بهـم تـدفع الجلـى إذا نزلـت بمـن
علــى الأرض مـن أحرارهـا وعبيـدها
بهــم شــرعت للنــاس ســنة أحمـد
كمـا اتضـحت سـبل الهـدى بجـدودها
وهـم قلـدوا الـدين الحنيف جواهراً
يفــوق نظــام الـدر نظـم عقودهـا
لقــد ورثـوا عـن خيـر جـد ووالـد
منــاقب لا أســتطيع حصــر عديـدها
لئن فخـروا يوماً ترى المجد والعلى
لهـم والأيـادي الـبيض بعـض شهودها
إذا جئتهـم تلقـى علـى بـاب دارهم
ملـوك الـورى والـدهر بعـض وفودها
فللنـاس عـن وكـف السـحاب لهم عنى
مـتى شـح عـاش الناس من فيض جودها
فلا برحــوا نهــب الثنــاء لمـادح
وأبحــر جــود ســاغ عـذب ورودهـا
محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي.شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً.وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.