
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا معيـر الغصـن قـد أهيفـا
ومعيــر الريــم مرضـى الحـدق
هـل إلـى وصـلك مـن بعد الجفا
بلغـــة تنعــش بــاقي رمقــي
همــت فــي حبـك والحـب هيـام
فلــى اللــوم ولا لــوم عليـك
وتعاصــيت علـى داعـي الغـرام
فـوقعت اليـوم طوعـاً فـي يديك
كلمــا رمــت أعاصـيك الزمـام
جــذبتني ســورة الحــب إليـك
وإذا جـــال فـــؤادي وقفـــا
حـــول مغنــاك فلــم ينطلــق
وعلــى نــادي هــواك اعتكفـا
فغـــدا مـــأمنه فـــي فــرق
أنت يا ذا الدل والحسن البديع
لـــي بــث لــك لــو تســمعه
بنـت على جنبي وقد كنت الضجيع
فنبـــا بعـــدك بــي مضــجعه
قـد وصـلت الحبل في ألفي شفيع
وبلا ذنــــب بــــدا تقطعـــه
إن مــن راع فــؤادي بالجفــا
كلــف القلــب بمــا لـم يطـق
آه مــن ذي قــوة قــد ضــعفا
بـالهوى ليـت الهـوى لـم يخلق
بــت مــن حبـك ذا طـرف قريـح
محرقــي وجــدي ودمعـي غـامري
خضــل الأردان ذا قلــب جريــح
أتحـــرى كـــل بــرق حــاجري
مـا لقـي القيسان قيس بن ذريح
مــا ألاقيــه وقيــس العـامري
لا ولا عـــروة فيمـــا ســـلفا
بعـض مـا لاقيـت فـي الحـب لقي
ليــت ديــن الحـب لمـا خلفـا
لــم تقــم بيعتــه فـي عنقـي
أصــبحت روحـي فـي مثـل الخلال
مــذ تلاشــى الجسـم فـي علتـه
وأنـا أصـبحت عـن شخصـي مثـال
بــارزاً للنــاس فــي صــورته
مـن رآنـي خـالني طيـف الخيال
واعــتراه الشــك فــي يقظتـه
أثــر النلـم علـى صـم الصـفا
تركـــت مقلتـــه مــن رمقــي
لســت ألحـاه علـى مـا أتلفـا
إنمـــا أشــكره فيمــا بقــي
خلــق الرحمــن جسـمي والضـني
نـاظري والـدمع قلـبي والجيـب
مقلـتي والسـهد روحـي والعنـا
أضـلعي والوجـد لـبي واللهيـب
ســبعة فــي ســبعة قـد قرنـا
إن هــذا لهـو الخلـق العجيـب
وعلـى الوفـق جـرى مـا اختلفا
دأبهــا جــارٍ بهــذا النســق
حســبي اللَــه حســيباً وكفــى
مــن تباريــح أهــاجت حرقــي
فــأمط ليــل القـذال المرسـل
علــه ينشـق عـن صـبح الجـبين
إن فــي حاجبــك المقـرون لـي
صـبوةً مـا لـي فيهـا مـن قرين
تلـــك قــوس لســهام المقــل
عرضـت مـن فـوق عـود الياسمين
لـــم يكــن قلــبي إلا هــدفاً
لمراميهـــــا وراء الحــــدق
خطفــت قلــبي لهــا فانخطفـا
بســهام مــا اتقاهــا متقــي
أبهــرت الشــمس لمــا بزغــت
وعـــدت خافقـــة مـــن وجــل
ورأت نـــورك أســـنى فلغـــت
وغـــدت محمـــرة مـــن خجــل
لســت أدري وعســاها انصــبغت
بخـــدود لـــك أدمــت مقلــي
خلـت أن الـورد منهـا انقطفـا
أو ســقتها مقلــتي مــن علـق
فهـي لـولا مـا عليهـا انـذرفا
مــن دمــوعي لــذعتها حرقــي
مــن دعــا وجهـك شمسـاً إنمـا
أنصــف الشــمس ومــا أنصــفه
قـل لمـن سـاواه في بدر السما
يســأل العاشــق مــن أتلفــه
فلقــد أنكرنــي أهلــي ومــا
أنكرونـــي قبـــل أن أعرفــه
أنكــروا منــي جســماً مـدنفا
ومبيــــتي ذا وســـاد قلـــق
ودموعــــاً تتهـــامى ذرفـــا
أخضــلت ردنــي وأذكــت حرقـي
يـا رشـاً مـا فـي هواه من سرف
لا ولا فــي حبـه نخشـى العـذاب
صــيغ فــي قــالب حسـن وتـرف
بعـد مـا أفـرغ مـن تـبر مذاب
مــا رآه الطــرف إلا واغــترف
مـن جنـى وجنتـه مـاء الشـباب
فنشـــا أغيــد غضــاً مترفــا
بــأبي مــن ناشــئ ذي قرطــق
فارســي الغنــج تركـي القفـا
بــابلي اللحــظ حلـو المنطـق
فاسـقني كاسـاً وخـذ كاساً إليك
فلذيـــذ العيــش أن نشــتركا
وإذا جــدت بهــا مــن شـفتيك
فاســقينها وخــذ الأولـى لكـا
أو فحســبي خمــرة مـن نـاظرك
أذهبــت نســكي وأضـحت منسـكا
وانهــب الـوقت ودع مـا سـلفا
واغتنــم صــفوك قبــل الرنـق
إن صـفا العيـش فمـا كـان صفا
أو تلاقينـــا فقــد لا نلتقــي
زان صــدغ الآس خــد الجلنــار
فيـك يـا مصـبي عيـون النرجـس
أي لــونين اخضــرار واحمـرار
وشـــعا فيـــك وثغــرٍ ألعــس
فريــــاحين فـــورد فعقـــار
جمعــت ألوانهــا فــي مجلــس
قــل لمـن أصـبح فيهـا مـدنفا
وغــدا مــن وجــدها فــي أرق
قــم ونــل مـا شـئته مرتشـفا
وتـــروح أن تشـــا وانتشـــق
خضـبت مـن راشـح الخمـر يـداك
عنـدمٌ فـي الكـاس أم فيهـا دم
أم حكـــت خـــدك مـــرآة طلاك
فغــــدت حمرتهــــا ترتســـم
وألــذ الخمــر لكــن كلمــاك
مـــا رأت عيـــن ولا ذاق فــم
عربــد الإبريــق لمـا ارتشـفا
نهلـــةً منـــه فلمـــا يفــق
لا تكـــذبه إذا مـــا حلفـــا
إنــه قــد ذاق مــا لـم يـذق
قمــر فــي فــرع غصــن طلعـا
فاجتـل إن شـئت أو شـئت اعتصر
بشـــتيت برقـــه مــد لمعــا
بشــر المغـرم بالعـذب الخصـر
مــن طلاً فيهــا غليلــي نقعـا
لــم تدنســها أكــف المعتصـر
لا ولا القــس ســقاها إلا سـقفا
لا ولا أمـــت بنـــي المصــطلق
هــذه لا مــا دعوهــا قرقفــا
منيـــة المصـــطبح المغتبــق
أيـن لا أيـن سـرت تلـك الحدوج
تـترامى العيـش فيهـا بالسـرى
أيـن أقمـار خلـت منها البروج
ودراريهــــن حلــــي وبـــرى
ولقـد جـاز بها الحادي اللجوج
بيــن تيمــاء إلـى أم الفـرى
أم أرى للركــب نهجــاً مقتفـى
يبلــغ الثــاوي إلـى المنطـق
سـعد مـا قلـبي وترحال الفريق
لســت بالقــائف مقتــص الأثـر
فأعـد مـن غزلـي النظم الرقيق
وغنــائي عنــد رنــات الـوتر
وبممشـــوق إذا مــا انعطفــا
ســاقط الحلــيَ ســقوط الـورق
وهــب الأحــداق خصــراً مخطفـا
عقـــدت فيــه نطــاق الحــدق
شــق ديبــاجه خــديه الجمـال
مـذ بـدتا المخضـر مـن عارضها
ســنة دبـت بهـا رجـل النمـال
لا يقــوم العــذر مــن لافظهـا
لا ومـا فـي وجنـتيه مـن صـقال
إذ تمشــي النمـل فـي داحضـها
قـم نهنـي الباسـم العبـاس في
فــرح اليميــن ويمــن الفـرح
وانظــم الشــهب قــواف لتفـي
للتهـــاني حقهـــا والمـــدح
لســت أدري مــا جـرى بـالنجف
أوى قــد نــال جزيــل المنـح
أم زليخــا مصــر زارت يوسـفا
فســــبت أرجـــاءه بـــالعبق
بوركــا مــن نيريــن ائتلفـا
بتـــداني أفـــق مـــن أفــق
أيهــا الراكــب فتلاء الـذراع
رشـق الصـبح بهـا نـزع الـثرى
كالرشــا أجفـل والصـعب أطـاع
والحيــا أغــدق والسـيل جـرى
عــج إذا جـزت ثنيـات الـوداع
وتجـــاوزت إلـــى أم القــرى
وأنخهــا بيــن جمــع والصـفا
وأثيلات الغـــــض والأبـــــرق
ثــم هــن الغــر آل المصـطفى
بـــأبي فضـــل وفــرعٍ مــورق
واتـل مـن معنى الهنا كل بديع
لتهــاني الحــبر عبـد الحسـن
مـن أيـاديه لهـا حسـن الصنيع
أصـــبح حليــة جيــد الزمــن
وســـجاياه كأزهــار الربيــع
ســقيت مــن جــوده فــي هتـن
ذاك لـو منـه السـحاب اغترفـا
لرمــى السـيل السـما بـالغرق
تحســب التــبر لــديه خزفــا
فهـــو مطــروح لــه بــالطرق
حـــرس اللَـــه ســماء رفعــت
أنــت والمهـدي فيهـا فرقـدان
وبهـــا شـــمس علاكــم طلعــت
بسـنا لـم يحـظ فيـه المشرقان
بكمــا غــر المعـالي اجتمعـت
فـروت عنهـا المعـاني والبيان
كلمــا ســجلت فيهــا أحرفــاً
لا تفــي بــالبعض والكـل بقـي
وإذا ســـودت فيهــا الصــحفا
أزهــرت مبيضــة فــي الــورق
يـا أبـا الفضـل أب يقفـو أبا
فهـــم كـــل أشـــم المعطــس
حــائزاً يـوم السـباق القصـبا
بمجـــاري كـــل صــعب أشــوس
قـد حبـاك اللَـه أسـنى ما حبا
كــرم النفــس وطيــب المغـرس
شـــرفاً ناهيــك فيــه شــرفا
لاح كالشــمس انجلــت فـي أفـق
قـد كسـاك الفخـر برداً قد ضفا
فاعقــد الشــهب بــه وانتطـق
لــم يجـاروك بأشـواط الفخـار
حســد يرنــون بـالطرف الحنـق
لــم يـدانوك ولا شـأو الغبـار
أيــن للثـاوي لحـاق المنطلـق
أيـن مـن أتعبـه الجهـد فخـار
مــن مــولٍ كـالوميض المؤتلـق
قعــد العجــز بـه لـو انصـفا
نــاهض مــن نســله فــي ربـق
أو هــل يطمــع يمشــي أحنفـا
مســـتقل بالحضـــيض الأزلـــق
عرقـــت فاطمـــةٌ قيــه ومــن
عرقـــت فاطمـــة فيــه نجــب
فــاخرن مـن شـئت شـاماً ويمـن
عجمــاً إن شــئت أو شـئت عـرب
عــرف اللَــه بهــم مـن عرفـا
وبهــم نــال التقـى كـل تقـي
أوضــحوا للخلـق نهجـاً مقتفـي
وطريقــاً هــو أهــدى الطــرق
يــا أبـا الفضـل الـذي رشـحه
لنـواميس العلـى جيـد الزمـان
هــاك مــن شــعري مــا وشـحه
نظـم أوصـافك ولا نظـم الجمـان
لـــو دعـــاه يـــذبل رنحــه
مـا يعيـه مـن معـانيه الحسان
أي وعينيــك ومــن قــد حلفـا
يســوي عينيــك لــي لـم أثـق
لــم أقــل مـا قلـت إلا شـغفا
بـــدلاً مـــن خدعــة أو ملــق
محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي.شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً.وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.