
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـئمت قنـاة الـدهر منك طعانها
فلـو اسـتطعت إذن نزعـت سنانها
ألقيـت سـلمك للنـوائب عـن يـد
جـذاء قـد قطـع الزمـان بنانها
إن كنـت أخشـن ملمسـاً فلطالمـا
عــرك الزمــان عريكـة فألانهـا
خفــض عليـك فلسـت واجـد حيلـة
تكفيـك مـن نـوب القضا حدثانها
ومهــون بلــوى المنيــة أنهـا
بلــوى يعــم طروقهـا حيوانهـا
فلـو أن هـذا المـوت يفجع أسرة
ويعـف عـن أخـرى فيرعـى شـانها
مـا اسـتل من حرم الكرام خبيئة
حجبـت فمـا شـهد الحمام مكانها
كيف اهتدى نظر الحمام الى التي
قـد حفهـا سـتر الكمـال وصانها
إن غيبــت بـالقفر فـي ملحـودة
فـالغيث كـان شـهودها وعيانهـا
أو راعهـا شـخص الـردى فلطالما
كــانت أظلتــه تــروع جنانهـا
قطعـت بنيـل الخيـر مـدة عمرها
وطـوت بمنشـور التقـى أزمانهـا
فليهنهــــــا أن مقامهــــــا
فلقـد أتـت لمـا أتتـه جنانهـا
وضــريحها قلـب الضـراح وإنمـا
دفنـوا ببوغـاء الـثرى أكفانها
وغـدت لها لها دار الإمامة دارة
وغــدت ملائكـة السـما جيرانهـا
يــا لا عـدت قدسـي تربـك ديمـة
ابكـت عليـك يـد الردى أجفانها
وردت مـن الرضـوان ألطـف نهلـة
فســقت ثــراك مديمــة هملانهـا
نجاجــةٌ تحكـي يـد ابنـك صـالح
تلـك الـتي جـذ الزمـان بنانها
الممتطــي للمجــد كــل طمــرةٍ
أبــداً تصــرف كفــه أرســانها
العليـم العلـم الـذي فخـرت به
أم الفخــار فشــيدت أركانهــا
مــن لا يجـاريه الكـرام بحلبـةٍ
فـأقول حـاز لدى السباق رهانها
وكفـى الأميـن مـن المفـاخر أنه
ألقـت إليـه المكرمـات عنانهـا
ولــه أيــادٍ جمــة لـم يسـتطع
قـس الفصـاحة في النشيد بيانها
فتعــز يــا لا ســاورتك مصـيبة
نشــرت بمطـوي الجـوى أشـجانها
وعليــك بالصـبر الجميـل فـإنه
خلـقٌ لنفسـك فـي الرزيـة زانها
وإليكهــا ممــن أحبــك حكمــة
زارت بـك الـزوراء يـا لقمانها
وأسـلم رغيـد العيـش بين عصابة
عقـد لهـا كـف العلـى تيجانهـا
دام الربيـع الغـض فـي أوطانها
ممــا تجــود بسـيبها أوطانهـا
قـد فلـت لمـا أرخـوا فليهنهـا
قـد شـاهدت وادي السـلام مكانها
محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي.شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً.وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.