
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَهنيـكَ يـا عِصمَةَ الدُنيا مع الدينِ
قُــدومُ أَبنــائِكَ الغُـرِّ المَيـامينِ
بُـدورُ سـَعدٍ تَعـالَت فـي سـَما شـَرَفٍ
ذَلَّـــت لِعِزَّتِهِــم شــوسُ الســَلاطين
تُنـافِسُ الأَرضُ فيِهـم أَينَمـا نَزَلـوا
وَتَحسـُدُ الشـُهبُ فيهـم مَـوطى الطينِ
مَجــدٌ تَأَطَّــدَ مِــن عليـاكَ نَحـوهُمُ
فَطَــــرَّزوهُ بِمَوهــــوبٍ وَمَســـنونِ
فَيـا سـُعودَ بَني الدُنيا الذي شَرُفَت
بـه المَمالِـكُ مِـن زابٍ إِلـى الصينِ
شـَمسُ الخِلافَـةِ بَـل نـورُ البِلادِ وَمن
تَعنـــو لِعِزَّتــهِ شــُمُّ العَرانيــنِ
طَمّـاحُ عَـزمٍ إِلـى العَلياءِ لَو ذُكِرَت
فـي هامَةِ النَجمِ أَو في مَسرَحِ النونِ
وَصـنوهُ الشـَهمُ مَـن كـانَت مَحامِـدُهُ
بَيـنَ البَرِيَّـةِ تُتلـى فـي الدَواوين
لَيــثٌ تَصــَوَّرَ مِـن بَـأسٍ وَمـن كَـرَمٍ
وَمِـــن مُلــوكٍ مَطــاعيمٍ مَطــاعين
مُحمـــدٌ حُمِـــدَت أَخلاقُـــهُ وَعَلَــت
فـي المَجـدِ هِمَّتـهُ فَـوقَ السـِماكينِ
لَمّـا قَـدِمتُم أَقـامَ المَجـدُ رايَتَـهُ
وَالنـاسُ مـا بَيـنَ تَحميـدٍ وَتَـأمينِ
فَالحَمـدُ لِلَّـهِ هـذا الشـَملُ مُبلتئِمٌ
فـي دَوحَـةِ المَجـدِ فـي عِـزٍّ وَتَمكينِ
فَاِشرَب إِمامَ الهدى كَأسَ المُنى أَمناً
فـي خَفـضِ عَيـشٍ بِطـولِ العُمر مَوضونِ
مُمَتَّعــاً بِبَنيــكَ الشــُمِّ مُبتَهِجــاً
بِمـا أُتيـتَ قَريـرَ النَفـسِ وَالعيـنِ
فَــأَنتُمُ زينَــةُ الـدُنيا وَبَهجَتُهـا
وَأَنتُـــمُ غَــوثُ مَلهــوفٍ وَمِســكينِ
أَلبَســتُمُ النــاسَ نَعمـاءً مُضـاعَفَةً
أَمنــاً وَفَضــلاً جَـزيلاً غَيـرَ مَمنـونِ
أَحيَيتُـمُ سـُنَّةَ الهـادي الـتي دَرَسَت
بِمُحكَــمِ النَــصِّ مِــن آيٍ وَتَــبيينِ
وَمــن أَبـي فَبِحَـدِّ المَشـرَفِيِّ وَبِـال
ســُمرِ اللِــدانِ وَجُـردٍ كَالسـَراحينِ
حَتّــى اِسـتَنار مِـنَ الإِسـلامِ كَـوكَبهُ
وَأَصـبَحَ الكُفـرُ فـي أَطمـارِ مَحـزونِ
لَئِن تَــأَخَّرتُمُ وَقتــاً لَقــد سـَبَقَت
عَليـاكُمُ مـن مَضـى مِـن عَصـرِ مَأمون
فَلا بَرِحتُــم لهـذا الـدينِ مُعتَصـَماً
عَلـى مَـدى الـدَهرِ مِن حينٍ إِلى حين
يـا أَيُّهـا المَلِـكُ المَيمـونُ طائِرُهُ
وَاِبــنَ المُلــوكِ الأَجِلّاءِ الســَلاطينِ
لِلَّـــهِ فيــكَ عِنايــاتٌ ســَيُظهِرُها
يَعلــو بهـا لَـكَ حَـظٌّ غَيـرُ مَغبـونِ
يَعيـشُ فيهـا بَنـو الإِسـلامِ فـي رَغَدٍ
مِـنَ الزَمـانِ وَفـي أَمـنٍ وَفـي ليـن
وُفِّقــتَ وُفِّقــتَ إِذ وَلَّيــتَ عَهــدَهُمُ
سـعودَ أَهـلِ التُقـى نَحـسَ المُعادين
فَكَـم جَلا مِـن خُطـوبِ الـدَهرِ مُعتَكِراً
بِالمَشـــرَفِيِّ وَرَأيٍ غَيـــرِ مَــأفونِ
مَكــارِمٌ نَسـَخَت مـا حُكـي عَـن هَـرِمٍ
وَعــن بَرامِكَــةٍ فــي عَهـدِ هـارونِ
يـاِبنَ الـذي ملـكَ الـدُنيا بِعَزمَتِهِ
وَبِالمَواضــي وَأَعطــى كُــلَّ مَخـزونِ
لا زِلــتَ تَتلــوهُ مُســتَنّاً بِســُنَّتِهِ
بَأســاً وَجـوداً وَعـزّاً غَيـرَ مَخبـونِ
كَـذاكَ لِلـدّينِ وَالـدُنيا غِنـىً وَحمىً
تَرعـى بـكَ الأُسـد فيهـا كُنَّسَ العينِ
ثُـمَّ الصـَلاةُ عَلـى الهـادي وَشـيعَتِهِ
محمَّـدِ المُصـطَفى مِـن عُنصـُرِ الكـونِ
محمد بن عبد الله بن عثيمين.شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم)، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض)، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي.وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين)، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.