
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَهَلَّــلَ وَجــهُ الكَـونِ وَاِبتَسـَم السـَعدُ
وَعــادَ شـَبابُ الـدَهرِ وَاِنتَظَـم العِقـدُ
وَأَصـــبَحَتِ العَليــاءُ يَفتَــرُّ ثَغرُهــا
وَقـد كـانَ فيهـا عَـن جَميـع الوَرى صَدُّ
لَـوَت جيـدَها نَحـوَ الـذي كـانَ كَفؤَهـا
سـعودُ بنـي الـدنيا الـذي فِعلُـه جِـدُّ
رَأى فيــهِ ســُلطانُ المُلــوكِ وَفَخرُهـا
مَخايِــل مجــدٍ حيـنَ مـا ضـمَّهُ المَهـدُ
فَمــا زالَ يَنمــو وَالفَضــائِلُ تَرتَقـي
إِلـى أَن بـدا فـي فَضـلِهِ العلمُ الفردُ
نَجيــــبُ مَنـــاجيبٍ وَفـــرعُ أَئِمَّـــةٍ
هُــمُ القَـومُ لا عُـزلُ اليَـدَينِ وَلا نُكـدُ
حَـبيبٌ إِلَيـهِ الحِلـمُ وَالجـودُ وَالتُقـى
بَغيـضٌ إِلَيـهِ الجَـورُ وَالبُخـلُ وَالحِقـدُ
فَلَّمــا ســَمَت فيـهِ النَجابَـةُ وَاِرتَقـى
إِلــى غايَـةٍ مـا فَوقَهـا لِلفَـتى قَصـدُ
وَحــلَّ بِعَــرشِ المَجـدِ فـي شـَرخِ عُمـرِهِ
كَأَفعـــالِ آبـــاءٍ لــهُ وَهُــمُ مُــردُ
رَآهُ إِمــــامُ المُســــلِمينَ لِعَهـــدِهِ
كَفِيّـاً وَفيمـا قَـد رَأى الحَـزمُ وَالرُشدُ
فَـــوَلّاهُ عَهـــدَ المُســـلِمينَ رِعايَــةً
لِنُصــحِهِمُ فيمــا يَغيــبُ وَمــا يَبـدو
فرَضــيَ بَنــو الإِســلامِ ذاكَ وَبــايَعوا
وَقـالوا عَلَينـا الشـُكرُ لِلَّـهِ وَالحَمـدُ
فَقـــامَ بِأَعبـــاءِ الخِلافَـــةِ ماجِــدٌ
كَمــا فَعَلَــت آبــاؤُهُ قَبــلُ والجَــدُّ
مُلــوكٌ ســما ذا نحــوَ ذا فَتَوافَقـوا
عَلــى أَنَّ ذا كَــفٌّ وَهــذا لــهُ عَضــدُ
فَلِلَّــهِ يــا عَبـدَ العَزيـزِ بـن فَيصـَلٍ
مَـآثِرُ تَبقـى مـا بَقـي فـي الوَرى عَبدُ
وَهِمَّــةُ مِقــدامٍ إِذا هَــمَّ لــم يَكُــن
يُنَهنِهُـــهُ عَنهـــا وَعيـــدٌ وَلا وَعــدُ
نَصــَرتُم بِهــا الإِسـلامَ فـي كُـلِّ مَـوطِنٍ
وَسـُدتُم بِهـا أَهـلَ القُـرى وَالذي يَبدو
مَلَكتُــم بهـا مـا بَيـنَ بُصـرى وَأَبيَـنٍ
وَمَــدَّت لكُــم أَعناقَهـا مِصـرُ وَالهِنـدُ
فَلَـــم تَقبَلــوا إِلّا مَــواكِرَ مَجــدِكُم
وَفـي العَـربِ العَربـا لِمَـن سادَها مَجدُ
إِذا رُمتُـــمُ أَمــراً مَلَكتُــم زِمــامَهُ
وَإن تَقـدَحوا لَـم يَكـبُ يَومـاً لكُم زَندُ
فَكَيــفَ وَأَنتُـم عِصـمَةُ الـدينِ وَالـدُنى
وَســادَتهُم مِــن قَبـلِ هـذا وَمِـن بَعـدُ
أَقَمتُـم قَنـاةَ الـدينِ بِالسـُمرِ وَالظُبى
وَشـــوسٍ بِهِــم تَعــدو مُطَهَّمــةٌ جُــردُ
سـِراعٍ إِلـى الهَيجـا ثِقـالٍ إِذا الوَغى
تَكَعكَــعَ عــن حَوماتِهـا الأَسـدُ الـوَردُ
إِذا جاهِــلٌ أَغــراهُ مِــن ســوءِ حَظِّـهِ
بِـأَن سـَوف يُنجيـهِ مـعَ الهَـرَبِ البُعـدُ
رَمَــوهُ بِشـَهبَها يُعجِـزُ الطَيـرَ سـَيرُها
فَلَـــم يُنجِــهِ غَــورٌ وَلا جَبَــلٌ صــَلدُ
فَأَصـــبَحَ يَـــدو بِــالثُبورِ وَيَمتَنــي
لَـو اِن صـارَ كَالعَنقـاءِ أَو ضـَمَّهُ لَحـدُ
هُــمُ مـا هـمُ لا الـذَخلُ يُـدرِكُ عِنـدهُم
وَإِن طَلَبــــوهُ أَدرَكــــوهُ وَلا بُــــدُّ
وَكَـــم غُمَّـــةٍ قَــد فَرَّجوهــا بِهِمَّــةٍ
بِهـا قَبـلَ مَسـعاهُم عُيـونُ الهـدى رُمدُ
أَجـاروا عَلـى كِسـرى بـن ساسانَ ماضِياً
وَفــي الغــابِرينَ الآنَ لَيـسَ لهُـم نِـدُّ
هــمُ بَهجَــةُ الــدُنيا وَكَـوكَبُ سـَعدِها
وَهُـم خَيـرُ مَـن أُلقـي له الحلُّ وَالعقدُ
إِذا وَهَبـوا أَغنَـوا وَإَن قَـدِروا عَفَـوا
وَإِن حـارَبوا أَشـجَوا وَإِن عَقـدوا شَدّوا
عَطـــاءٌ وَلا مَـــنٌّ وَحُكـــمٌ وَلا هَـــوىً
وَفصـــلٌ وَلا هَـــزلٌ وَحِلـــمٌ وَلا حَــردُ
فَللّــهِ رَبّـي الحَمـدُ وَالشـُكرُ وَالثَنـا
عَلـــى نِعَــمٍ لا يُســتَطاعُ لهــا عَــدُّ
وَعُــذراً فَمــا مَــدحي بِقـاضٍ حُقـوقَكُم
عَلـــيَّ وَلا المِعشــارَ لكِنَّــهُ الجَهــدُ
وَلا تَعـدَمِ الـدُنيا بَقـاكُم عَلـى المَدى
وَلا زالَ مِــن إِحســانِكُم لِلــوَرى رِفـدُ
وَصــَلِّ إلــهَ العــالَمينَ علــى الـذي
لهُ الفَخرُ في الدُنيا وَفي الجَنَّةِ الخُلدُ
كَــذا الآلُ وَالأَصــحابُ مـا قـالَ مُنشـِدٌ
تَهَلَّــلَ وَجــهُ الكَـونِ وَاِبتَسـَم السـَعدُ
محمد بن عبد الله بن عثيمين.شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم)، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض)، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي.وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين)، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.