
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أريــجُ مَجــدٍ مـنَ الرَيّـانِ حَيّانـا
أَهـدى لَنـا نَشـرُهُ رَوحـاً وَرَيحانـا
اِســـمٌ حكـــاهُ مُســَمّاهُ وَطــابَقَه
فَكَـم شـَفى مِـن أُوامِ العُدمِ عَشطانا
فِـدىً لـهُ القَلعَـةُ الزَهرا وَساكِنُها
وَالغوطَتــانِ وَمَلهــى شـَعبِ بَوّانـا
تَنـاوَحَت فيـهِ أَرواحُ النَـدى فَسـَرَت
حَتّـى لَكـادَت تُعيـدُ الشـيبَ شـُبّانا
وَالجــودُ وَالبَـاسُ مـا حَلّا بِمَنزِلَـةٍ
إِلّا أَشـادا لهـا فـي المَجدِ بُنيانا
قَـد شـَرَّف اللَـهُ أَرضـا أَنتَ ساكِنُها
وَفــاخَرَت بِحَصــاها الغَـضِّ عِقيانـا
بَحــرٌ تَبَعَّــقَ فــي أَرجـائِهِ كَرمـاً
يَعلـو الرَوابـيَ لا نَقعـاً وَغُـدرانا
وَضـــَيغَمٌ عَبَثَــت بِالأُســدِ عاثيَــةً
كَفّــاهُ حَتّـى لَخِلنـا الأُسـدَ حُملانـا
لَــولا أَواصــِرُ يَرعاهــا وَيَحفَظُهـا
لَكـانَ غَيـرُ الـذي بِـالأَمسِ قد كانا
لأَنَّــهُ مــن أُنــاسٍ مِــن ســَجِيَّتِهِم
مَحــوُ الصــَغائِرِ إِجمـالاً وَإِحسـانا
لكِــن لهُــم فَتكـاتٌ عِنـدَ غَضـبَتِهِم
تَشـجي العَـدُوَّ وَتُخلـي مِنـهُ أَوطانا
يـاِبنَ الأُلـى طَـوَّقَ الأَعنـاقَ فَضـلُهُمُ
فَقَرَّطــوا لَهــمُ بِالمَــدحِ آذانــا
سـَمَوتَ لِلمَجـدِ إِذ كُنـتَ الخَليـقَ بهِ
حَتّــى لَأَرغَمــتَ آناقــاً وَأَذقانــا
وَلَيـسَ سـارٍ إِلـى نَيـلِ العَلاءِ كَمَـن
أَضـحى بِنَـومِ المُنى وَالعَجزِ وَسنانا
يَحســـَبونَ العُلا تُجنــى أَزاهِرُهــا
بِغَيــرِ سـَيفٍ وَبَـذلِ المـالِ مَجّانـا
وَالنـاسُ قَـد فـاوَتَت أَقـدارَهُم هِمَمٌ
وَقـد أَقـامَت عَلـى مـا قُلتُ بُرهانا
كَمــا بِهِمَّتِـكَ العُليـا بَنَيـتَ بِهـا
لِلمَجــدِ وَالفَضـلِ أَعلامـاً وَأَركانـا
قالوا هُوَ النَدبُ عَبدُ اللَهِ قُلتُ لَهُم
لَـو كـانَ عِنـدَ سـِواكُم عُـدَّ سُلطانا
فَـاَدعوا لـهُ بِالبَقا تَبقى سَعادَتُكُم
إِذ كـانَ روحـاً وَكانَ الغَيرُ جُثمانا
لاتُخرِجـــوهُ بِكـــرهٍ عَــن ســَجِيَّتِهِ
فَـاللَيثُ لا يَعـرِفُ البُقيـاءَ غَضبانا
إِنّــي أَقـولُ وَخيـرُ القَـولِ أَصـدَقُهُ
وَلَيـسَ مَـن قـالَ صِدقاً مِثلَ مَن مانا
لَقَـد حَبـا اللَـهُ أَرضاً كانَ مالِكَها
مِنــهُ بِغَيــثٍ يَسـُحُّ الجـودَ هَتّانـا
يُســيمُ مُــثريهَمُ فيــهِ وَمُقتِرَهُــم
لَـم يَخـشَ مِـن غَيـرِهِ ظُلماً وَعُدوانا
فَيـا لهـا نِعمَـةً مـا كـانَ أَكبَرَها
فَهَـل تُصـادِفُ مِنّـا اليَـومَ شـُكرانا
إِن لَــم تُفَــدِّكَ مِنّـا أَنفُـسٌ كَرُمَـت
فَقَـد جَحَـدناكَ مـا أَولَيـتَ كُفرانـا
أَقَمــتَ لِلمَجــدِ أَســواقاً مُعَطَّلَــةً
تُعَــدُّ قَبلَـكَ شـَيئاً بـانَ إِذ كانـا
كُنّــا سـَمِعنا فـي الغـابِرينَ فَمُـذ
أَتَيـتَ كـانَت بُعَيـدَ الـوَهمِ أَعيانا
لَـو صـَوَّرَ اللَـهُ شَخصـاً مِـن مَكارِمِهِ
صــُوِّرتَ مِــن كَــرَمِ الأَخلاقِ إِنسـانا
لَمّــا مَــدَحتُكَ قـالَ النـاسُ كُلُّهُـمُ
الآنَ مَــدحُكَ بِالمَمــدوحِ قَـد زانـا
فَــاللَهُ يُبقيـكَ مَحروسـاً وَمُغتَبِطـاً
آلاً وَحـــــالا وَأَولادا وَإِخوانــــا
ثُـمَّ الصـَلاةُ عَلـى مَـن كـانَ مَبعَثُـهُ
لَنــا ســَعادَةَ دُنيانــا وَأُخرانـا
وَآلـــهِ الغُــرِّ وَالأَصــحابِ كُلِّهِــمُ
مـا قَطَّـعَ اللَيـلَ تَسـبيحاً وَقُرآنـاً
محمد بن عبد الله بن عثيمين.شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم)، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض)، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي.وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين)، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.