
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِرَغـمِ المَعـالي فـارَق الدَسـتَ صاحِبُه
وَثُلَّــت عُـروشُ المَجـدِ وِانهـدَّ جـانِبُه
وَأَضــحَت بَنـو الآمـالِ سـُهماً وُجوهُهـا
تُقَلِّـــبُ طَرفــاً خاشــِعاً ذلَّ حــاجِبُه
تَقـولُ إِلـى مَـن نَطلُـبُ العُـرفَ بَعدَما
عَلـى قاسـِمِ المَعـروفِ بُنيَـت نَصـائِبُه
مَضــى كافِـلُ الأَيتـامِ فـي كُـلِّ شـَتوَةٍ
وَمَــوئِلُ مَــن ضــاقَت عَليـهِ مَـذاهِبُه
أَقـــولُ لِنـــاعيهِ إِلَـــيَّ مُجاوِبــاً
بِفيـكَ الثَـرى لَـم تَدرِ مَن أَنتَ نادِبُه
نَعَيــتَ امــرَأً لِلبِـرِّ وَالـدينِ سـَعيُهُ
وَلِلجــودِ وَالمَعـروفِ مـا هـوَ كاسـِبُه
فَيـا قاسـِمُ المَعـروفُ لِلبَـاسِ وَالنَدى
وَلِلخَصــمِ مُســتَطّاً عَلـى مَـن يُطـالِبُه
وَيـا قاسـِمُ المَعـروفُ لِلطّـارِقِ الـذي
مِـنَ الـزادِ قـد أَصـبَحنَ صُفراً حقائِبُه
وَيـا قاسـِمُ المَعـروفُ لِلمُلتَجـي الذي
تَحامــاهُ مِـن عِظـمِ الجِنايَـةِ صـاحِبُه
وَلِلمُرهَــقِ المَكــروبِ يُفــرِخُ رَوعُــهُ
إِذا أَســـلَمَتهُ لِلخُطـــوبِ أَقـــارِبُه
وَلِلجَحفَــلِ الجَــرّارِ يَهــدي رَعيلُــهُ
إِلـــى كُــلِّ جَبّــارٍ أَبِــيٍّ يُشــاغِبُه
هــوَ المــانِعُ الخصـمَ الأَلَـدَّ مَرامَـهُ
وَإن رامَ مِنــهُ مُعضــِلاً فَهــوَ سـالِبُه
فَقُـــل لِلجِيــادِ المُشــمَعِلّاتِ لاحَهــا
تَجـــاوُزُ غيطـــانِ الفَلا وَسَباســـِبُه
عَلــى قاســِمٍ فَــاِبكي طَــويلاً فَـإنَّهُ
فَتـاك إِذا مـا اِستَخشـَنَ اسـَرجَ راكِبُه
إِذا مـا رَمـى المَرمـى البَعيدَ ذَرَعنَهُ
بـــهِ ناجِيــاتٌ زامَلَتهــا شــَوازِبُه
جَحافِــلُ ســَهَّلنَ الرَوابــي فَأَصــبَحَت
سَباســـِبَ مِمّــا بَعثَرَتهــا كَتــائِبُه
إِذ نُشـــــِرَت أَعلامُهُــــنَّ تحــــدَّبَت
بِأَرجائِهــا صــيدُ المُلــوكِ تُراقِبُـه
فَمــا مَشــرِقٌ إِلّا لــهُ فيــهِ وَقعَــةٌ
وَلا مَغــــرِبٌ إِلّا أَرَنَّــــت نَـــوادِبُه
أَقــولُ لِقَلــبي حيـنَ جَـدَّ بـهِ الأَسـى
وَلِلجَفـــنِ لمّـــا قَرَّحتــهُ ســَواكِبُه
تَعَـــزَّ بمـــا عَزَّيــتَ غَيــركَ إِنَّــهُ
طَويـلُ أَسـىً مَـن أُودِعَ اللَحـدَ غـائِبُه
هـوَ الـدَهرُ يَسـتَدعي الفَنـاءَ بَقـاؤُهُ
وَتَستَصــغِرُ الخَطــبَ العَظيـمَ مَصـائِبُه
لــهُ عَــثرَةٌ بِــالمَرءِ لا يَســتَقيلُها
إِذا مــا أُنيخَــت لِلرَحيــلِ رَكـائِبِهُ
اَبـاحَ حِمـى كِسـرى بـنِ ساسـانَ صـَرفُهُ
فَلــم تَسـتَطِع عَنـهُ الـدِفاعَ مَرازِبُـه
وَكَـــرَّ عَلــى أَبنــاءِ جَفنَــةَ كَــرَّةً
ســَقاهُم بهـا كَأسـاً ذُعافـاً مَشـارِبُه
وَأَعظَـــمُ مـــن هــذا وَذاكَ مُصــيبَةٌ
قَضـى النَحـبَ فيهـا المُصطَفى وَأَقارِبه
هــمُ الأُسـوَةُ العُظمـى لمَـن ذاقَ غُصـَّةً
مـن الـدَهرِ أو مـن أَجرَضـَتهُ نَـوائِبُه
بَنـي قاسـمِ إن كـان أَودَعتُـمُ الثَـرى
أَبــاً طَـرَّزَت بُـردَ المَعـالي مَنـاقِبُه
فَخَلّوا الهُوَينَي وَاِجعَلوا الرَأيَ واحداً
فَيَخشـــاكُمُ نـــائي البِلادِ وَصــاقِبُه
وَأَلقــوا مَقاليــدَ الأُمــورِ لِماجــدٍ
أَخــي ثِقَــةٍ قــد أَحكَمَتــهُ تَجـارِبُه
بَعيـدِ المَـدى لا يُـدركُ النَبـثُ غَـورَهُ
أَبــيٍّ علــى الأَعــداءِ محـضٍ ضـَرائِبه
أَبـــا حمــدٍ لــولاكَ كــان مُصــابهُ
علــى النــاس لَيلاً لا تَجلّـى غيـاهِبُه
ســَقى اللَـهُ قَـبراً ضـمَّ أَعظـمَ قاسـمٍ
مــن العَفــوِ شــُؤبوبٌ رَواءٌ سـَحائِبُه
وَثــنِّ إلهــي بِالصــَلاةِ علــى الـذي
ســمَت فـي مَقامـاتِ الكمـالِ مَراتِبُـه
كَــذا الآلِ وَالأَصـحابِ مـا نـاحَ طـائِرٌ
بِأَفنـــانِ دوحٍ تَســـتَميلُ ذَوائِبُـــه
محمد بن عبد الله بن عثيمين.شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم)، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض)، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي.وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين)، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.