
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَعـــزَّ وَأَنّــى وَالمُصــابُ جَليــلُ
فَخــلِّ الــدُموعَ الجامِـدات تَسـيلُ
رُزِئنا زِمامَ الفَضلِ وَالدينِ وَالتُقى
نَعـم نَجلـهُ المَيمـونُ منـه بَـديل
بُــدورُ عُلا هــذا هــوى لِمَغيبــهِ
وَذا فــي سـَماءِ المَكرُمـات يَجـولُ
فَيـا لـكَ بـدراً أَطلعَ الشَمس بَعدهُ
وَثَجّـــاجَ مُــزنٍ أَعقَبَتــه ســُيولُ
دعـا عابِـدَ الرَحمـنِ لِلفَـوزِ رَبَّـهُ
وَجَنّـــاتُ عَـــدنٍ ظِلُّهُـــنَّ ظَليــلُ
مَضـى طـاهرُ الأَخلاقِ وَالشـِيَمِ الـتي
بِجِســمِ العَــوالي غُــرَّةٌ وَحجــولُ
مَضـى كافِـلُ الأَيتـامِ فـي كُلِّ شَتوَةٍ
إِذا عَـــمَّ أَقطــارَ البِلادِ مُحــولُ
مَضى هَضبَةُ الدُنيا التي يَلتَجي بِها
طَريـــدُ جِنايــاتٍ جفــاهُ قَبيــلُ
تُرجَّــعُ فيــهِ المَكرُمـاتُ حَنينَهـا
كَمــا رَدَّدَت رجــعَ الحَنيـنِ عَجـولُ
فَلا ذُخـرَ بعـد اليوم لِلدَّمعِ والأَسى
وَإ كــانَ لا يُشــفى بِــذاكَ غَليـلُ
فَلِلَّــه كــم عَيــنٌ تَحلَّـبَ دمعُهـا
وَكــم زَفـرَةٌ إِثـرِ البُكـا وَعَويـل
فَلـو كـان يُفدى بِالنُفوسِ وَلو غَلَت
فَـــداهُ هُمـــامٌ أَشــوسٌ وَنَبيــل
وَلَـو كـانَ مِـن خَصـمٍ تَنَمَّـرَ دونـهُ
رِجــالٌ بِأَيــديهِم قَنــاً وَنُصــولُ
إِذا ما اِعتَلوا قُبَّ الأَياطلِ لم يَكُن
لهُــم أَوبَــةٌ أَو يُســتَباح قَتيـلُ
وَلكــن قضــاءٌ مُـبرَمٌ يَسـتَوي بـه
مَليــكٌ عَزيـزٌ فـي الـوَرى وَذَليـلُ
نُؤَمِّــلُ فـي الـدُنيا بَقـاءً وَصـحَّةً
وَهــذا مُحــالٌ لَــو صـَحَونَ عُقـولُ
وَفـي سـَيِّدِ الكَـونَينِ لِلنّـاسِ أُسوَةٌ
مُصــابٌ بــه كــلُّ الأَنــامِ ثُكـولُ
هـوَ المَرءُ في الدُنيا غَريبٌ مُسافِرٌ
وَلا بُــدَّ مـن بَعـدِ الرَحيـلِ نُـزولُ
سـَقى جـدثاً وارى المَكارِمَ وَالعُلى
مِـنَ العَفـوِ رَجّـاسُ السـَحابِ هَمـولُ
مُلِــثٌّ إِذا مــا راثَ حَنَّـت عِشـارُهُ
وَحـــلَّ عُـــراهُ أَزيَـــبٌ وَقَبــولُ
إِمـامَ الهُـدى صـَبراً عَـزاءً وَحسبَةً
فَعاقِبَــةُ الصــَبرِ الجَميـلِ جَميـلُ
فَـإِن يَـكُ طَودُ الفَضلِ زَعزَعَهُ الردى
وَأَضــحى لـهُ تَحـتَ الرِجـامِ مَقيـلُ
فَفيــكَ وَلا نَعـدَمكَ مـن كـلِّ فـائِتٍ
لنـــا خلـــفٌ لِلمُعضــِلاتُ حمــولُ
فَـأَنتَ الذي مهَّدت ذا المُلكَ بعدَما
تَلاشــى وَجُثَّــت مــن قُـواهُ أُصـول
وَعـادَت بـكَ الأَيّـامُ غَضـّاً شـَبابُها
وَقــد مســَّها بعــدَ الغَـيِّ قُحـول
وَمـا مـاتَ مـن كُنتَ الخَليفَةَ بعدهُ
لـــه بــكَ عمــرٌ آخــرٌ ســَيَطولُ
وَلَـولاكَ اَقفَـرنَ المَعـالي وَلم يَكُن
لهـا بَعـدهُ فـي الغـابِرينَ سـَبيلُ
فَلا زِلــتَ فــي عِـزٍّ أَنيـقٍ مُسـَلَّماً
وَغـالَ الـذي يَبغـي الرَدى لكَ غولُ
وَأَزكــى صــَلاةِ اللــهِ ثُـمَّ سـَلامهِ
يَــدومانِ مـا سـاقَ الغُـدُوَّ أَصـيلُ
عَلـى سـَيِّدِ السـاداتِ نَفسـي فِداؤُهُ
إِمــامٌ إِلـى طُـرقِ النَجـاةِ دَليـلُ
محمد بن عبد الله بن عثيمين.شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم)، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض)، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي.وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين)، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.