
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا سوادَ العين يا روح الجسد
يا ربيع القلب يا نعم السند
كنــت لــي قـرّة عيـنٍ وبهـا
هــام قلــبي لا بمـالٍ وولـد
فرمـى الـدهر بعينـي أسـهماً
مـذ نـأيتم لا أرى فيهـا أحد
أيــروق الطـرف شـيءٌ بعـدكم
لا وربّ الـبيت فـي هـزل وجـدّ
مــذ ترّحلتـم أذبتـم مهجـتي
ودمــوعي فائضــات مـن كمـد
فنـي الصـبر ولـم يفن الجوى
مـا أراه فانيـا حـتى الأبـد
وذوى مـا كـان رطبـاً يانعـاً
ووهـي العظـم ولم يبق الجلد
مــذ تـواريتم تـوارى فرحـي
مـا يسـر القلـب في أخذ ورد
فحيــاتي بعــدكم مـذ غبتـم
مـن مجـاز مرسـل عنـدي يعـد
طــال ليلـي يـا أحبّـاي ولا
يعلم الحال سوى الفرد الصمد
كـم أنـادي حيـن يبـدو صبحه
يـا سـعيدٌ هـل خيـالٌ لي يرُدّ
فــتردّ الــروح للجسـم ويـا
مصــطفى هـل مـن داء للكمـد
شــاقني حــبّ حســين شـاقني
مـا لحكم اللّه في القلب مردّ
هل يجود الدهر من بعد النوى
بـاقتراب يحيـى ميتاً لم يعد
فــإذا لــي تـمّ مـا أمّلتُـه
عـاد إنسـاني وروحـي للجسـد
يـا ذوي القربى قريباً من أب
أنتـم ذخـري وكنـزي والسـند
لـيّ كونـوا مثلما كان الأولي
سـلفوا لـي أهـل سـعيِ لا يُردّ
فـإذا مـا أقبلـت فلتبـذلوا
وإذا مـا أدبـرت فارضوا بودّ
وعليكـــم مــن ســلام طيــب
طيّــبٍ يـترى إلـى غيـر أمـد
يشـمل الأحبـابَ أنـي قد ثووا
كـل حـب لـي هـو الصنو الأود
عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى الحسني الجزائري.أمير، مجاهد، من العلماء الشعراء البسلاء. ولد في القيطنة (من قرى إيالة وهران بالجزائر) وتعلم في وهران. وحج مع أبيه سنة 1241هـ، فزار المدينة ودمشق وبغداد. ولما دخل الفرنسيس بلاد الجزائر (سنة 1246هـ-1843م) بايعه الجزائريون وولوه القيام بأمر الجهاد، فنهض بهم، وقاتل الفرنسيس خمسة عشر عاماً، ضرب في أثنائها نقوداً سماها (المحمدية) وأنشأ معامل للأسلحة والأدوات الحربية وملابس الجند، وكان في معاركه يتقدم جيشه ببسالة عجيبة. وأخباره مع الفرنسيين في احتلالهم الجزائر، كثيرة، لا مجال هنا لاستقصائها. ولما هادنهم سلطان المغرب الأقصى عبد الرحمن بن هشام، ضعف أمر عبد القادر، فاشترط شروطاً للاستسلام رضي بها الفرنسيون، واستسلم سنة 1263هـ (1847م) فنفوه إلى طولون، ومنها إلى أنبواز حيث أقام نيفاً وأربع سنين.وزاره نابليون الثالث فسرحه، مشترطاً أن لا يعود إلى الجزائر. ورتب له مبلغاً من المال يأخذه كل عام. فزار باريس والأستانة، واستقر في دمشق سنة 1271هـ، وتوفى فيها. من آثاره العلمية (ذكرى العاقل-ط) رسالة في العلوم والأخلاق، و(ديوان شعره-ط) و(المواقف-ط) ثلاثة أجزاء في التصوف.