
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحمـــد للّــه تعظيمــا وإجلالا
ما أقبل اليسر بعد العسر إقبالا
ومـا أتـت نفحـاتُ المسـك ناسـخة
مــن المكـاره أنواعـاً وأشـكالا
وأشـكر اللّـه إذ لـم ينصرم أجلي
حـتى وصـلتُ بأهـل الـدين إيصالا
وامتـدّ عمري إلى أن نلت من سندي
خليفـــة اللّــه أفيــاء وأظلالا
فــاللّه أكرمنــي حقّـاً وأسـعدني
وحـــطّ عنـــي أوزاراً وأثقــالا
قـد طـال ما طمحت نفسي وما ظفرت
لكــنّ للوصــل أوقاتــا وآجـالا
اسـكن فـؤادي وقـرّ الآن فـي جسدي
فقـد وصـلت بحـزب اللّـه أحبـالا
هـذا المـرام الذي قد كنت تأمله
فطــب مــآلا بلقيـاه وطـب حـالا
وعـش هنئيـا فـأنت اليوم آمن من
حمـــام مكـــة إحرامــاً وإحلالا
فـأنت تحـت لـواء المجـد مغتبـطٌ
فـي حضـرة جمعـت فطبـا وأبـدالا
وتــه دلالا وهـزّ العطـف مـن طـرب
و غـنّ وارقـص وجـر الذيل مختالا
أمنــت مــن كـلّ مكـروه ومظلمـة
فبُـح بمـا شـئت تفصـيلا وإجمـالا
هـذا مقـام التهـاني قد حللت به
فـارتع ولا تخش بعد اليوم أنكالا
أبشـر بقـرب أميـر المؤمنين ومن
قـد أكمل اللّه فيه الدين إكمالا
عبـد المجيـد حـوى مجدا وعز على
وجـلّ قـدرا كمـا قـد عـمّ أنوالا
كهــف الخلافـة كافيهـا وكافلهـا
ومـا عهـدنا له في القرن أمثالا
يـا رب فاشـدد على الأعداء وطأته
واحــم حمــاه وزده منــك إجلالا
وأظهــرن حزبــه فــي كـل متّجـه
وســددن منــه أوقــالا وأفعـالا
وابسـط يـديه على الغبراء قاطبة
وذلّلــن كـل مـن فـي الأرض إذلالا
فالمسـلمون بـأرض الغـرب شاخصـةٌ
أبصــارهم نحـوه يرجـون إقبـالا
كـم سـاهر يرتجـى نومـا بطلعتـه
وحــائر يرتجــي للحـزن تسـهالا
فـرع الخلائف وابـن الأكرميـن ومن
شـدوا عـرى الدين أركانا وأطلالا
كـم أزمـة فرجـوا كـم غمة كشفوا
كـم فككـوا عن رقاب الخلق أغلالا
هـم رحمـة لبنـي الإيمـان قاطبـةً
هــم الوقايــة أسـواء وأهـوالا
أنصـار ديـن النبي من بعد غيبته
فـي نصـره بـذلوا نفسـا وأموالا
قـد خصـّهم ربهـم فـي خيـر منقبة
مــا خـصّ صـحبا بهـا قبلا ولا آلا
كـم حاول الصحب والآل الكرام لها
واللّـه يختـصّ مـن قد شاء أفضالا
مـا زال فـي كـل عصـر منهـم خلفٌ
يحمــي الشــريعة قـوّالا وفعّـالا
حـتى أتـى دهرنـا فـي خير منتخب
مــن آل عثمـان أملاكـاً وأقيـالا
قـد كنـت مضـمر خفـضٍ ثـم أكسبني
رفعـا وقـد عمنـي جـوداً وأفضالا
وبالاضــافة بعــد القطـع عرّفنـي
وحـــطّ عنّـــي تصـــغيراً وإعلالا
هــذا وحــق علاه كــم أزاح وكـم
أزال عنّـي بمحـض الفضـل أثقـالا
لا زال تخـــدمه نفســي وأمــدحه
مسـتغرق الـدهر أبكـاراً وآصـالا
أهـدي مـديحي وحمـدي ما حييت له
أفــادني أنعمــا جلّـت وإقبـالا
جـزاه عنّـي إلـه العـرش أفضل ما
جـزا بـه محسـنا يومـا ومفضـالا
عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى الحسني الجزائري.أمير، مجاهد، من العلماء الشعراء البسلاء. ولد في القيطنة (من قرى إيالة وهران بالجزائر) وتعلم في وهران. وحج مع أبيه سنة 1241هـ، فزار المدينة ودمشق وبغداد. ولما دخل الفرنسيس بلاد الجزائر (سنة 1246هـ-1843م) بايعه الجزائريون وولوه القيام بأمر الجهاد، فنهض بهم، وقاتل الفرنسيس خمسة عشر عاماً، ضرب في أثنائها نقوداً سماها (المحمدية) وأنشأ معامل للأسلحة والأدوات الحربية وملابس الجند، وكان في معاركه يتقدم جيشه ببسالة عجيبة. وأخباره مع الفرنسيين في احتلالهم الجزائر، كثيرة، لا مجال هنا لاستقصائها. ولما هادنهم سلطان المغرب الأقصى عبد الرحمن بن هشام، ضعف أمر عبد القادر، فاشترط شروطاً للاستسلام رضي بها الفرنسيون، واستسلم سنة 1263هـ (1847م) فنفوه إلى طولون، ومنها إلى أنبواز حيث أقام نيفاً وأربع سنين.وزاره نابليون الثالث فسرحه، مشترطاً أن لا يعود إلى الجزائر. ورتب له مبلغاً من المال يأخذه كل عام. فزار باريس والأستانة، واستقر في دمشق سنة 1271هـ، وتوفى فيها. من آثاره العلمية (ذكرى العاقل-ط) رسالة في العلوم والأخلاق، و(ديوان شعره-ط) و(المواقف-ط) ثلاثة أجزاء في التصوف.