
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبى القلبُ أن ينسى المعاهد من بُرسا
وحـبي لهـا بيـن الجوانـح قـد أرسى
أكلّفـــه ســـلوانها وهـــو مغــرمٌ
فهيهـات أن يسـلو وهيهـات أن ينسـى
تباعــدت عنهــا ويـح قلـبي بعـدها
وخلّفتهـا والقلـب خلفـي بهـا أمسـي
بلادٌ لهــا فضــلٌ علــى كــلّ بلــدة
سـوى مـن يشـد الزائرون لها الحلسا
فمــا جازهــا فضــلٌ ولا حـل دونهـا
ســواها نجــومٌ وهـي أحسـبها شمسـا
علـــيّ محـــالٌ بلــدةً غيرهــا أرى
بهـا الـدين والدنيا طهوراً ولا نجسا
وجامعهــا المشــهور لـم يـك مثلـه
بـه العلـم مغـروسٌ بـه كم ترى درسا
وســلطانها أعنــي الأميــر رئيسـها
بـه افتخـرت برسـا فـأعظم بـه رأسا
ومنزلــه الأعلــى حكــى لــي روضـةً
به الفخر قد أمسى به الفضل قد أرسى
بهــا آل عثمــان الجهابــذة الألـى
أشادوا منار الدين وابتذلوا النفسا
ليبكهــم للــدين مــن كـان باكيـا
فمـا شـام هذا الدين في عصرهم نحسا
فكــم عـالم فيهـم وكـم مـن مجاهـدٍ
وكــم مــن ولـي قـد تخيّرهـا رمسـا
ألا ليــت شــعري هــل أحـل رياضـها
وبنــار بــاش هـل أطيـب بـه نفسـا
فيصـبو بهـا في العيد من ليس صابيا
ويفــرح محــزون الفــؤاد ولا يأسـى
وكيـــف جكركــة بعــدنا وقصــورها
تراهــا الثريـا إذ توسـطت القوسـا
ومــن تحتهــا نهــر جــرى متـدفّقاً
يشــابه ثعبانــاً وقـد خشـي الحسـا
فهبنـــي أســـلو أرضـــها بتكلــف
فلســـت بســالٍ للأهــالي ولا أنســى
ومــن أجلهــم حبّــي لهــا وتشـوّقي
وإن غلاء الــدار بالجـار قـد أمسـى
أنــاس بهــم أهلــي سـلوت وبلـدتي
وفــي كـل آن قـد رأى نـاظري أنسـا
وفــارقت أهلــي مــذ تجمـع شـملنا
وأمنـــت لا غمــا أخــاف ولا نكســا
مكــــارم أخلاقٍ وحســــن شــــمائل
وليــن طبــاع واللطافــة لا تنســى
ســقى اللــه غيثــاً رحمـةً وكرامـةً
أراض بهــا حــلّ الأحبــةُ مـن برسـا
عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى الحسني الجزائري.أمير، مجاهد، من العلماء الشعراء البسلاء. ولد في القيطنة (من قرى إيالة وهران بالجزائر) وتعلم في وهران. وحج مع أبيه سنة 1241هـ، فزار المدينة ودمشق وبغداد. ولما دخل الفرنسيس بلاد الجزائر (سنة 1246هـ-1843م) بايعه الجزائريون وولوه القيام بأمر الجهاد، فنهض بهم، وقاتل الفرنسيس خمسة عشر عاماً، ضرب في أثنائها نقوداً سماها (المحمدية) وأنشأ معامل للأسلحة والأدوات الحربية وملابس الجند، وكان في معاركه يتقدم جيشه ببسالة عجيبة. وأخباره مع الفرنسيين في احتلالهم الجزائر، كثيرة، لا مجال هنا لاستقصائها. ولما هادنهم سلطان المغرب الأقصى عبد الرحمن بن هشام، ضعف أمر عبد القادر، فاشترط شروطاً للاستسلام رضي بها الفرنسيون، واستسلم سنة 1263هـ (1847م) فنفوه إلى طولون، ومنها إلى أنبواز حيث أقام نيفاً وأربع سنين.وزاره نابليون الثالث فسرحه، مشترطاً أن لا يعود إلى الجزائر. ورتب له مبلغاً من المال يأخذه كل عام. فزار باريس والأستانة، واستقر في دمشق سنة 1271هـ، وتوفى فيها. من آثاره العلمية (ذكرى العاقل-ط) رسالة في العلوم والأخلاق، و(ديوان شعره-ط) و(المواقف-ط) ثلاثة أجزاء في التصوف.