
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عـن الحبّ ما لي كلما رمت سلوانا
أرى حشو أحشائي من الشوق نيرانا
لواعــج لـو أن البحـار جميعهـا
صـببن لكـان الحر أضعاف ما كانا
تئج إذا مــا نجــد هـبّ نسـيمها
وتــذكو بـأرواح تنـاوح ألوانـا
فلــو أنّ مـاء الأرض طـرّاً شـربته
لمــا نـالني ريٌّ ولا زلـت ظمآنـا
وإن قلـت يومـا قد تدانت ديارنا
لأسـلو عنهـم زادني القرب أشجانا
فما القرب لي شاف ولا البعد نافع
وفـي قربنـا عشـق دعـاني هيمانا
وفــي بعـدنا شـوق يقطـع مهجـتي
كتقطيـع بيت الشعر للنظم ميزانا
فيــزداد شـوقي كلمـا زدت قربـة
ويـزداد وجـدي كلمـا زدت عرفانا
فيا قلبي المجروح بالبعد واللقا
دواك عزيــز لسـت تنفـكّ ولهانـا
ويــا كبـدي ذوبـي أسـىً وتحرّقـاً
ويـا ناظري لا زلت بالدمع غرقانا
أسـائل عـن نفسـي فـإني ضـللتها
وكـان جنـوني مثل ما قيل أفنانا
أســائل مــن لاقيـت عنّـي والهـاً
ولا أتحاشــاهم رجــالاً وركبانــا
أقـول لهـم من ذا الذي هو جامعي
ويأخـذني عبدا مدى الدهر حلوانا
وأســألُ عــن نجـد وفيـه مخيّمـي
وأطلــب روض الرقمـتين ونعمانـا
منـازل كـانت لـي مصـيفا ومربعا
غـداة بهـا أدعـى صـبيا وشيبانا
ومــن عجـب مـا همـت إلا بمهجـتي
ولا عشـقت نفسـي سـواها وما كانا
أنـا الحـبّ والمحبوب والحب جملة
أنـا العاشق المعشوق سرا وإعلانا
عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى الحسني الجزائري.أمير، مجاهد، من العلماء الشعراء البسلاء. ولد في القيطنة (من قرى إيالة وهران بالجزائر) وتعلم في وهران. وحج مع أبيه سنة 1241هـ، فزار المدينة ودمشق وبغداد. ولما دخل الفرنسيس بلاد الجزائر (سنة 1246هـ-1843م) بايعه الجزائريون وولوه القيام بأمر الجهاد، فنهض بهم، وقاتل الفرنسيس خمسة عشر عاماً، ضرب في أثنائها نقوداً سماها (المحمدية) وأنشأ معامل للأسلحة والأدوات الحربية وملابس الجند، وكان في معاركه يتقدم جيشه ببسالة عجيبة. وأخباره مع الفرنسيين في احتلالهم الجزائر، كثيرة، لا مجال هنا لاستقصائها. ولما هادنهم سلطان المغرب الأقصى عبد الرحمن بن هشام، ضعف أمر عبد القادر، فاشترط شروطاً للاستسلام رضي بها الفرنسيون، واستسلم سنة 1263هـ (1847م) فنفوه إلى طولون، ومنها إلى أنبواز حيث أقام نيفاً وأربع سنين.وزاره نابليون الثالث فسرحه، مشترطاً أن لا يعود إلى الجزائر. ورتب له مبلغاً من المال يأخذه كل عام. فزار باريس والأستانة، واستقر في دمشق سنة 1271هـ، وتوفى فيها. من آثاره العلمية (ذكرى العاقل-ط) رسالة في العلوم والأخلاق، و(ديوان شعره-ط) و(المواقف-ط) ثلاثة أجزاء في التصوف.