
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا للفــوادح نارهـا لا تخمـد
وزفيرهــا بيــن اللهـا يـتردد
والــدهر لا ينفــك أمــا مـبرق
بــبروق صــاعقة وأمــا مرعــد
والعيـش مختلـف المسـاعي تـارة
تجــرى ســفائنه وطــورا تركـد
واليسـر مثـل العسـر ليس بنافع
عيـــش أغــض ولا نعيــم أرغــد
والمــرء ممتحــن بخلــة دهـره
طـورا بهـا يشـقى وطـورا يسـعد
وعلـى كلا الحـالين لا يبقـى بها
ســعد يقيــم ولا شــقاء يقعــد
وأخــو الوفـاء قليلـة إخـوانه
وأخـو الحيـاء بهـا عـديم مفرد
لا تـــدع للمعـــروف إلا أهلــه
فـالجود في الشيم السليمة يوجد
واللـؤم فـي الطبع اللئيم مركب
كالزنـد فـي طرفيـه نـار توقـد
مـا أقبـح الإيسـار فـي يد ممسك
والـراح بالكـأس الدنيـة تفسـد
ولــرب معتــذر إليــك ودونــه
قاســي الطبيعـة أفعـوان أربـد
وإذا رأيـت العيـش راقـك صـفوه
فتــوقه مــا كــل مــاء يـورد
والــدهر معلـوم المحـل وإنمـا
طمــع ابـن آدم فيـه رأي مفسـد
كـرر لحاظـك في الزمان أما ترى
إن النفــوس عليــه زرع يحصــد
وكأنمـا الـدنيا تقـول لمن بها
عيشــي وعيشـك عـن قليـل ينفـد
لا يغررنــك مـا تـرى مـن فرصـة
أيـن الألى عمروا الديار وشيدوا
رامـوا البقـاء فصـبحت أطلالهـم
خيــل المنـون مغيـرة فتبـددوا
ولــرب ذي حمــق يــروم بجهلـه
نيــل الخلـود ولا يتـم لـه غـد
لـو رام بالـذكر الخلـود لناله
والمـرء بالـذكر الجميـل يخلـد
والنفـس لا تنفـك مـن خدع المنى
العمــر يبلــى والمنـى تتجـدد
أو ليـس في إول الزمان وما جرى
عـــبر لمعتــبر وأمــر مرشــد
تمسـي بمـا تعـد الليـالي لاهيا
إنــي يصـح مـن الكـواذب موعـد
أو ليـس في النفر الذين رأيتهم
ورأوك مزدجـــر لمـــن يتفقــد
عجبـا لمـن رقـدت محـاجر طرفـه
والمــوت منتبــه لــه لا يرقـد
أيــن الفلاسـفة الـذين أطـاعهم
جهـد الأمـور ولـم يعقهـم مقصـد
أو لـم يلـن هذا الزمان قناتهم
حــتى غـدت بيـد الـردى تتـأود
أيـن النطاسـي الـذي يشـفى بـه
فــي كــل مكرمــة ذميـم ملحـد
يحيـى الـذي يحيا بسقياه الندى
حــتى يكــاد بمـا سـقاه يخلـد
مـن للعلـوم جـرت بـه فمشى بها
مشـي السـحاب عليـه بحـر مزبـد
مــن للقضـايا المشـكلات يمـدها
مـن فيـض أبحـره الـتي لا تنفـد
خمـدت مصـابيح العلـوم ولم تزل
بالــدهن مــن زيتــونه تتوقـد
مــن للســحائب أن تغسـل شـلوه
فلعلهــا مــن فيضــه تســترفد
مــن للغزالــة أن تكفـن جسـمه
فيعــود منــه لمقلتيهـا اثمـد
مـن للكواكب حين الحد في الثرى
لـو أن ذاك البـدر فيهـا يلحـد
ولئن بكتـه المكرمـات فقـد بكت
فقـد امرىـء هـو مقلتاها واليد
أيهـا تركـت الكتـب بعد دروسها
تشـكو الـدروس ومـا لها مستنجد
ولقــد رحلــت وللفضـائل أعيـن
ترنــو إليــك كأنهــا تــتزود
هــذي فتـاوى المكرمـات تعطلـت
فــاليوم لا رشــد لمـن يسترشـد
تهـوى الغـوادي إن تنوبـك مـره
والشـمس كيـف ينوب عنها الفرقد
فلــترجع الـدنيا بصـفقة خاسـر
قـد ضـاع منهـا الجوهر المتفرد
ولتفعـل الأيـام بعـدك ما اشتهت
لـم يبـق للثقليـن فيهـا مقصـد
لــم يبــق إلا مخلــف ميعــاده
أو منجــز آثــار مــا يتوعــد
مـا كنـت إلا السـيف أغمـد حـده
والســيف يغمــد تــارة ويجـرد
إن الحيــاة لـذي الضـلال منيـة
والمــوت للنفـس الزكيـة مولـد
جــردت مــن أطمــار ظلمانيــة
ولبســت نــورا منــه لا يتجـرد
ورجعــت روحــا للكمـال مؤبـدا
لا غـــرو للأرواح حيـــث تؤبــد
ولقـد تنـاهت يـوم فقـدك حيرتي
هـل ينفـد البحـر المحيط فيفقد
لا تنكـروا ظمـأ العلـوم فإنمـا
مــاء الإفاضــة بعــده لا يـورد
أعيـاء المـدائح مسها لك جوهرا
شــرفا فــروح المجـد لا تتجسـد
وظفـرت مـن صـنع الجميل بحمدها
إن الجميــل لــه عـواقب تحمـد
وأخـذت يـا يحيـى الكتـاب بقوة
فـأبيض منـه بـك المـداد الأسود
وتلـوت فـي الـبر منـه فـأثبتت
لـك فـي النـوال نبـوة لا تجحـد
أيـن النـدى ومـن اتخـذت خليفة
بســواده خلــل العبــاد يسـدد
ولقــد تشــعبت الخطـوب فمغـور
بمكــاره الــدنيا وآخـر منجـد
فـأقم عليهـم مـن صـنيعك هاديا
فـإذا تركتهـم سـدى لـم يهتدوا
كنــت الجلاء لكــل مقلـة سـؤدد
فـأحق مـن يبكـي عليـك السـؤدد
بشـرى لبقعتـك الـتي قـد اكرمت
بــاغر ضـوء الشـمس منـه أرمـد
الفخـر منـك وأنـت منـه وكلمـا
فـي الكـون مـن شـرف فمنك مولد
كـانت بـك الـدنيا ضحى فأحالها
مـن حادثـات الـدهر ليـل انكـد
يـا آل فخـر الـدين ان مصـابكم
جلـل يقـوم بـه الزمـان ويقعـد
صـبرا وتعزيـة علـى مـا نـابكم
فالصــبر ســهم للكــرام مسـدد
بــأبي وجـودكم الكريـم مركبـا
متخيــرا وهـو البسـيط المفـرد
يـا غـائبين أرى المنازل بعدكم
تبكــي عليكـم والمكـارم تسـعد
عـودوا إلـى خلـق الحفيظة إنما
خلــق الحفيظــة لا يـذم ويحمـد
آهـا علـى تلـك العهود فقد مضى
زمــن أرق مــن الــزلال وأبـرد
كيـف التخلـص مـن تصاريف القضا
ومــن النفــوس حمامهـا يتولـد
لا يخــدعنك نــاعم خضـل الجنـى
مـاء الحيـاة بسـم دهـري يجمـد
يـا أوحـدا مـا إن لـه ثان إذا
عـد الكـرام وهـل يثنـى الأوحـد
إن كانت التقوى حظوظا في الورى
فقرانهــا منـك القـران الأسـعد