
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شــهرَ المحـرّمَ سـيفه مـن غمـده
ليقطــع الأكيــاد صــارم حــده
وقــد اسـتهل كمنجـل مـن أفقـه
فـذوت زروع الصـبر خشـية حصـده
أنـى يجيـل الطـرف فيـه نـاظراً
ودم الحسـين يجـول فـي افرنـده
لبـس العـراق سـواده حـتى غـدا
مــن يـوم عاشـوراء شـامة خـده
إن الحمـام غـداة من دمه اكتسى
بــرداً تعــثر خجلـة فـي بـرده
وكسا المنايا السود ثوباً احمراً
فزهـــت وأزرت بالشــقيق وورده
نهـر المجـرّة قـد تحير إذ يجري
ذاك العـــبيط بجــزره وبمــده
ودعـائم العـرش المجيـد تزلزلت
وتمزقــت غيظــاً ســرادق مجـده
أيـامه العشـر اسـتحالت عينهـا
حــاءً لــدى متــأنق فـي نقـده
وتواجــد الفلـك الأثيـر لواقـد
وقـد الوجـود فوجـده مـن وقـده
وجميــع أملاك السـماوات العلـى
عـزّت أبـا الزهـرا بفلـذة كبده
ولقـد عـرت مهـد البسـيطة هـزّة
فـاهتز طفـل نباتهـا فـي مهـده
والـدهر شـاب الفـود منه لوقعة
قـد أشـعلت بالشـيب فحمـة فوده
وتقلصـت شـفة المنـون من الظما
حنقــاً فــآثره الحسـين بـورده
فتجــددت تلـك المـآتم واكتسـب
جــدد الحـداد عليـه أمـة جـدّه
شــهر بـه الإيمـان تـاقت نفسـه
للنــزع والقــرآن مـات بجلـده
فقضــى ولكــن للشــهادة حقهـا
ومضــى ولكــن للنعيــم بخلـده
فـي جنـة الفـردوس مـا مـن سيّد
إلا وقــام لــه بخدمــة عبــده
والحــور والولـدان محدقـة بـه
أضـحت فسـل جيـد العلى عن عقده
مـا عنـدنا هـدي سـوى أرواحنـا
لا والــذي أرواحنــا مـن عنـده
فانســاق أبطؤهـا لعاجـل حتفـه
أســفاً فهـل مـن حيلـة فـي ردّه
والشــوق يعلــوه بــدره برقـه
والتــوق يحــدوه بنعـرة رعـده
زحفت جنود المارقين على ابن من
كـانت ملائكـة السـما مـن جنـده
قــدر تمــزق فيــه درع تصـبري
ووهــي الـذي قـدّرته مـن سـرده
قــبر بسـاحة كـربلا فـاقت علـى
بحبوبــة الفـردوس سـاحة لحـده
ولقـــد غـــدا غــاب النبــوّة
والفتـوّة والأبوّة خالياً من أسده
وجــد الوجــود بقـاءه بفنـائه
مـن بعـد مـن فقد الوجود لفقده
سـل عـن مجـرّده مـن القمم التي
قـد زعزعـت مـن تحـت أرجل جرده
مـا شـام برقاً في يد يوم الوغى
مــن قبلــه أحـد ولا مـن بعـده
شــمس الظهيـرة ترسـه فـي كفّـه
بزغــت فــأطلعت النجـوم لضـده
عـن جـده وأبيـه قـد أخذ العلى
وســواه مــن عــدنانه ومعــدّه
لـن يقبـل الرحمـن توبـة مـؤمن
عـن نفسـه بـالروح إن لـم يفده
مـن كـفّ والـده أميـر النحل ما
فـي الحـوض فـوزاً ذاق لذّة شهده
فــأبوه كــان يمــدّ إلا نفســَه
بقفيــــزه وبصـــاعه وبمـــده
الجـــدّ أحمـــد وألأب الكــرّار
والأمّ البتـول فهـل تقـاس بهنده
والأصــل عبــل والنجّــار مطهّـم
والفــرع ســبط خـالص مـن جـدّه
فــورى زنـاد حفـاظه شـرراً بـه
حمـي الـوطيس وتلـك عـادة زنده
كـافورة الصـبح اسـتحالت عنبرا
فاستنشــق الملكـوت نفحـة نـدّه
بجهـاده الكفـار حمّل عاتق الفك
المحـــدب فــوق غايــة جهــده
مننـاً بهـا ملأ المقعـر فـاحتوى
منهـا علـى مـا جـاز غايـة حدّه
أسـل الـدموع ولا تسـل عمـا جرى
فــي غـور حـائر كـربلاء ونجـده
نهـر النهـار غـداة فجـرّ فجـره
عـن عمـره انكشـف الفجور وزيده
مـن لم يوال الخمس اصحاب العبا
إتيــان خمـس فروضـه لـم يجـده
مـن لـم ينـم في حبهم عن مدحهم
للَـــه قــام بشــكره وبحمــده
حيـاه رضـواه الجنـان من الرضا
بعـــراره وبشـــيحه وبرنـــده