
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرِقْــتُ وَمَــا هَــذَا السـُّهَادُ الْمُـؤَرِّقُ
وَمَــا بِــيَ مِـنْ سـُقْمٍ وَمَـا بِـيَ مَعْشـَقُ
وَلَكِــــنْ أَرَانِــــي لَا أَزَالُ بِحَـــادِثٍ
أُغَــادَى بِمَـا لَـمْ يُمْـسِ عِنْـدِي وَأُطْـرَقُ
فَـإِنْ يُمْـسِ عِنْـدِي الشَّيْبُ وَالْهَمُّ وَالْعَشَى
فَقَـــدْ بِـــنَّ مِنِّــي وَالســِّلَامُ تُفَلَّــقُ
بِأَشــْجَعَ أَخَّــاذٍ عَلَــى الــدَّهْرِ حُكْمَـهُ
فَمِــنْ أَيِّ مَــا تَجْنِـي الْحَـوَادِثُ أَفْـرَقُ
فَمَــا أَنْــتَ إِنْ دَامَــتْ عَلَيْـكَ بِخَالِـدٍ
كَمَــا لَــمْ يُخَلَّـدْ قَبْـلُ سَاسـَا وَمُـورَقُ
وَكِســْرَى شَهِنْشــَاهُ الَّــذِي سـَارَ مُلْكُـهُ
لَــهُ مَــا اشــْتَهَى رَاحٌ عَتِيـقٌ وَزَنْبَـقُ
وَلَا عَادِيَــا لَــمْ يَمْنَـعِ الْمَـوْتَ مَـالُهُ
وَحِصـــْنٌ بِتَيْمَـــاءَ الْيَهُــودِيِّ أَبْلَــقُ
بَنَـــاهُ ســُلَيْمَانُ بْــنِ دَاوُودَ حِقْبَــةً
لَــــهُ أَزَجٌ عَــــالٍ وَطَــــيٌّ مُوَثَّـــقُ
يُـــوَازِي كُبَيْــدَاءَ الســَّمَاءِ وَدُونَــهُ
بَلَاطٌ وَدَارَاتٌ وَكِلْـــــــسٌ وَخَنْــــــدَقُ
لَـــهُ دَرْمَـــكٌ فِــي رَأْســِهِ وَمَشــَارِبٌ
وَمِســـــْكٌ وَرَيْحَــــانٌ وَرَاحٌ تُصــــَفَّقُ
وَحُـــورٌ كَأَمْثَـــالِ الــدُّمَى وَمَنَاصــِفٌ
وَقِــــدْرٌ وَطَبَّـــاخٌ وَصـــَاعٌ وَدَيْســـَقُ
فَــذَاكَ وَلَــمْ يُعْجِـزْ مِـنَ الْمَـوْتِ رَبَّـهُ
وَلَكِـــنْ أَتَـــاهُ الْمَـــوْتُ لَا يَتَــأَبَّقُ
وَلَا الْمَلِــكُ النُّعْمَــانُ يَــوْمَ لَقِيتَــهُ
بِـــإِمَّتِهِ يُعْطِـــي الْقُطُـــوطَ وَيَــأْفِقُ
وَيُجْبَــى إِلَيْــهِ الســَّيْلَحُونَ وَدُونَهَــا
صــَرِيفُونَ فِــي أَنْهَارِهَــا وَالْخَوَرْنَــقُ
وَيَقْســِمُ أَمْــرَ النَّــاسِ يَوْمـاً وَلَيْلَـةً
وَهُـــمْ ســـَاكِتُونَ وَالْمَنِيَّـــةُ تَنْطِــقُ
وَيَــــأْمُرُ لِلْيَحْمُـــومِ كُـــلَّ عَشـــِيَّةٍ
بِقَـــتٍّ وَتَعْلِيــقٍ وَقَــدْ كَــادَ يَســْنَقُ
يُعَـــالَى عَلَيْــهِ الْجُــلُّ كُــلَّ عَشــِيَّةٍ
وَيُرْفَــــعُ نُقْلاً بِالضــــُّحَى وَيُعَــــرَّقُ
فَــذَاكَ وَمَــا أَنْجَـى مِـنَ الْمَـوْتِ رَبَّـهُ
بِســَابَاطَ حَتَّــى مَــاتَ وَهْــوَ مُحَــزْرَقُ
وَقَــدْ أَقْطَــعُ الْيَـوْمَ الطَّوِيـلَ بِفِتْيَـةٍ
مَســـَامِيحَ تُســـْقَى وَالْخِبَــاءُ مُــرَوَّقُ
وَرَادِعَـــةٍ بِالْمِســْكِ صــَفْرَاءَ عِنْــدَنَا
لِجَـسِّ النَّـدَامَى فِـي يَـدِ الـدِّرْعِ مَفْتَـقُ
إِذَا قُلْــتُ غَنِّـي الشـَّرْبَ قَـامَتْ بِمِزْهَـرٍ
يَكَــادُ إِذَا دَارَتْ لَــهُ الْكَــفُّ يَنْطِــقُ
وَشـــَاوٍ إِذَا شـــِئْنَا كَمِيــشٌ بِمِســْعَرٍ
وَصـــَهْبَاءُ مِزْبَـــادٌ إِذَا مَــا تُصــَفَّقُ
تُرِيـكَ الْقَـذَى مِـنْ دُونِهَـا وَهْـيَ دُونَـهُ
إِذَا ذَاقَهَـــا مَـــنْ ذَاقَهَــا يَتَمَطَّــقُ
وَظَلَّــتْ شــَعِيبٌ غَرْبَــةُ الْمَـاءِ عِنْـدَنَا
وَأَســْحَمُ مَمْلُــوءٌ مِــنَ الــرَّاحِ مُتْـأَقُ
وَخَـــرْقٍ مَخُــوفٍ قَــدْ قَطَعْــتُ بِجَســْرَةٍ
إِذَا خَـــــبَّ آلٌ فَــــوْقَهُ يَتَرَقْــــرَقُ
هِــيَ الصـَّاحِبُ الْأَدْنَـى وَبَيْنِـي وَبَيْنَهَـا
مَجُــــوفٌ عِلَافِــــيٌّ وَقِطْـــعٌ وَنُمْـــرُقُ
وَتُصــْبِحُ مِــنْ غِــبِّ الســُّرَى وَكَأَنَّمَــا
أَلَــمَّ بِهَــا مِــنْ طَـائِفِ الْجِـنِّ أَوْلَـقُ
فَــإِنْ أَكُ وَدَّعْــتُ اللَّــذَاذَةَ والصــِّبَى
وَأَشــْفَقْتُ مِمَّــا لَـمْ أَكُـنْ قَبْـلُ أُشـْفِقُ
مِـنَ الْجَاهِـلِ الْعَرِيـضِ يُهْـدِي لِيَ الْخَنَا
وَذَلِـــكَ مِمَّـــا يَبْتَرِينِـــي وَيَعْـــرُقُ
فَمَــا أَنَــا عَمَّــا تَعْمَلُــونَ بِجَاهِــلٍ
وَلَا بِشـــــَبَاةٍ جَهْلُـــــهُ يَتَـــــدَفَّقُ
نَهَــارُ شــَرَاحِيلَ بْــنِ طَــوْدٍ يُرِيبُنِـي
وَلَيْـــلُ أَبِــي لَيْلَــى أَمَــرُّ وَأَعْلَــقُ
وَمَــا كُنْــتُ شــَاحِرْداً وَلَكِـنْ حَسـِبْتُنِي
إِذَا مِســْحَلٌ ســَدَّى لِــيَ الْقَـوْلَ أَنْطِـقُ
شــَرِيكَانِ فِيمَــا بَيْنَنَــا مِـنْ هَـوَادَةٍ
صــــَفِيَّانِ جِنِّــــيٌّ وَإِنْــــسٌ مُوَفَّـــقُ
يَقُـــولُ فَلَا أَعْيَـــا لِشـــَيْءٍ أَقُــولُهُ
كَفَــــانِيَ لَا عَـــيٌّ وَلَا هُـــوَ أَخْـــرَقُ
جِمَاعُ الْهَوَى فِي الرُّشْدِ أَدْنَى إِلَى التُّقَى
وَتَـرْكُ الْهَـوَى فِـي الْغَـيِّ أَنْجَـى وَأَوْفَقُ
إِذَا حَاجَــــةٌ وَلَّتْـــكَ لَا تَســـْتَطِيعُهَا
فَخُــذْ طَرَفــاً مِـنْ غَيْرِهَـا حِيـنَ تَسـْبِقُ
فَـــذَلِكَ أَدْنَـــى أَنْ تَنَــالَ جَســِيمَهَا
وَلَلْقَصــْدُ أَبْقَــى فِـي الْمَسـِيرِ وَأَلْحَـقُ
أَتَزْعُــمُ لِلْأَكْفَــاءِ مَــا أَنْــتَ أَهْلُــهُ
وَتَخْتَــالُ إِذْ جَــارُ ابْــنِ عَمِّـكَ مُرْهَـقُ
وَأَحْمَــدْتَ أَنْ أَلْحَقْــتَ بِــالْأَمْسِ صــِرْمَةً
لَهَـــا غُـــدُرَاتٌ وَاللَّوَاحِـــقُ تَلْحَــقُ
فَيَفْجَعْــنَ ذَا الْمَــالِ الْكَثِيـرِ بِمَـالِهِ
وَطَـــوْراً يُقَنِّيـــنَ الضــَّرِيكَ فَيَلْحَــقُ
أَبَــا مِســْمَعٍ سـَارَ الَّـذِي قَـدْ صـَنَعْتُمُ
فَأَنْجَـــدَ أَقْـــوَامٌ بِــذَاكَ وَأَعْرَقُــوا
وَإِنَّ عِتَـــاقَ الْعِيــسِ ســَوْفَ يَزُورُكُــمْ
ثَنَــــاءٌ عَلَـــى أَعْجَـــازِهِنَّ مُعَلَّـــقُ
بِــهِ تُنْفَــضُ الْأَحْلَاسُ فِــي كُــلِّ مَنْــزِلٍ
وَتُعْقَـــدُ أَنْســـَاعُ الْمَطِـــيِّ وَتُطْلَــقُ
نَهَيْتُكُـــمُ عَـــنْ جَهْلِكُـــمْ وَنَصــَرْتُكُمْ
عَلَــى ظُلْمِكُـمْ وَالْحَـازِمُ الـرَّأْيَ أَشـْفَقُ
وَأَنْــذَرْتُكُمْ قَوْمــاً لَكُــمْ تَظْلِمُــونَهُمْ
كِرَامـاً فَـإِنْ لَا يَنْفَـدِ الْعَيْـشُ تَلْتَقُـوا
وَكَــمْ دُونَ لَيْلَــى مِــنْ عَــدُوٍّ وَبَلْـدَةٍ
وَســـَهْبٍ بِـــهِ مُسْتَوْضـــِحُ الْآلِ يَبْــرُقُ
وَأَصـــْفَرَ كَالْحِنَّـــاءِ طَـــامٍ جِمَــامُهُ
إِذَا ذَاقَــهُ مُســْتَعْذِبُ الْمَــاءِ يَبْصــُقُ
وَإِنَّ امْـــرَأً أَســـْرَى إِلَيْــكِ وَدُونَــهُ
فَيَـــافٍ تَنُوفَـــاتٌ وَبَيْـــدَاءُ خَيْفَــقُ
لَمَحْقُوقَــــةٌ أَنْ تَســـْتَجِيبِي لِصـــَوْتِهِ
وَأَنْ تَعْلَمِــــي أَنَّ الْمُعَـــانَ مُوَفَّـــقُ
وَلَا بُــدَّ مِــنْ جَــارٍ يُجِيــزُ ســَبِيلَهَا
كَمَــا جَـوَّزَ السـَّكِّيَّ فِـي الْبَـابِ فَيْتَـقُ
لَعَمْــرِي لَقَــدْ لَاحَــتْ عُيُــونٌ كَثِيــرَةٌ
إِلَــى ضــَوْءِ نَــارٍ فِــي يَفَـاعٍ تُحَـرَّقُ
تُشــــَبُّ لِمَقْرُورَيْــــنِ يَصــــْطَلِيَانِهَا
وَبَــاتَ عَلَـى النَّـارِ النَّـدَى وَالْمُحَلَّـقُ
رَضـــِيعَيْ لِبَـــانٍ ثَــدْيَ أُمٍّ تَحَالَفَــا
بِأَســـــْحَمَ دَاجٍ عَــــوْضُ لَا نَتَفَــــرَّقُ
يَـــدَاكَ يَـــدَا صــِدْقٍ فَكَــفٌّ مُفِيــدَةٌ
وَأُخْــرَى إِذَا مَــا ضـُنَّ بِـالزّادِ تُنْفِـقُ
تَـرَى الْجُـودَ يَجْـرِي ظَـاهِراً فَـوْقَ وَجْهِهِ
كَمَــا زَانَ مَتْــنَ الْهِنْــدُوَانِيِّ رَوْنَــقُ
وَثُــوبٌ إِذَا مَــا الْحَـرْبُ آوَتْ سـُرَوْبَهُمْ
وَفَـــاتَهُمُ مَـــأْوَى مِــنَ الْأَرْضِ ســَمْلَقُ
وَأَمَّــا إِذَا مَــا أَوَّبَ المَحْــلُ سـَرْحَهُمْ
وَلَاحَ لَهُـــمْ مِـــنَ الْعَشـــِيَّاتِ ســَمْلَقُ
نَفَــى الــذَّمَّ عَــنْ آلِ الْمُحَلَّـقِ جَفْنَـةٌ
كَجَابِيَـــةِ الســَّيْخِ العِرَاقِــيِّ تَفْهَــقُ
يَــرُوحُ فَتَــى صــِدْقٍ وَيَغْــدُو عَلَيْهِــمُ
بِمِلْـــءِ جِفَـــانٍ مِــنْ ســَدِيفٍ يُــدَفَّقُ
وَعَــادَ فَتَــى صــِدْقٍ عَلَيْهِــم بِجَفْنَــةٍ
وَســـَوْدَاءَ لَأْيـــاً بِــالْمَزَادَةِ تُمْــرَقُ
تَــرَى الْقَـوْمَ فِيهَـا شـَارِعِينَ وَدُونَهُـمْ
مِــنَ الْقَـوْمِ وِلْـدَانٌ مِـنَ النَّسـْلِ دَرْدَقُ
طَوِيــلُ الْيَــدَيْنِ رَهْطُــهُ غَيْــرُ ثِنْيَـةٍ
أَشــــَمُّ كَرِيــــمٌ جَـــارُهُ لَا يُرَهَّـــقُ
كَــذَلِكَ فَافْعَــلْ مَــا حَيِيــتَ إِلَيْهِــمُ
وَأَقْــدِمْ إِذَا مَـا أَعْيُـنُ النَّـاسِ تَبْـرَقُ
الأَعْشَى الكَبِيرُ أَوْ أَعْشَى قَيْس هُوَ مَيْمُونُ بْنُ قَيْسِ بْنِ جَنْدَلَ، مِنْ قَبِيلَةِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ إِحْدَى قَبائِلِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، مِنْ فُحُولِ الشُعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَمِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الأُولَى، وَهو أَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، اُشْتُهِرَ بِجَوْدَةِ قَصائِدِهِ الطِّوالِ، وَقَدْ قَدَّمَهُ بَعْضُ النُقّادِ القُدامَى عَلَى الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ لِتَصَرُّفِهِ فِي المَدِيحِ وَالهِجاءِ وَسائِرِ فُنُونِ الشِّعْرِ، وَقَدْ تَنَقَّلَ الأَعْشَى فِي بِلادٍ كَثِيرَةٍ بَحْثاً عَنْ المالِ فَكانَ مِنْ أَوائِلِ مَنْ تَكْسَّبَ بِشِعْرِهِ، وَقَدْ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَكانَتْ وَفاتُهُ سَنَةَ 7ه المُوافَقَة لِسَنَةِ 629م