
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اللـهِ أَشـكُو الـذي قاسيت من ألمِ
ومِـن هُمـوم بهـا زاد الضَّنا ضَرَمِي
قـد بِـتُّ ليلـي فـي أمـن وفي دعةٍ
وفـي صـَبَاحيَ لا أمشـي علـى قـدمي
أيقَظـتُ طَرفـي ورِجلـي مَسـَّها خَـدَرٌ
وجاوَبَتهـا يـدي بالضـَّعفِ والـوَرَمِ
نِصـفِي اليميـنُ أراهُ لا حـراكَ بِـهِ
ولسـتُ أُظهِـرُ مـا أُبـديهِ من كَلَمي
مِــن قَبـلُ كنـتُ كسـحبانَ بلا ملـلٍ
ومُرهَـفَ القَلَـمِ المحبـوبِ من خَدَمِي
مَكَثـتُ فـي غُرفـتي والوَهمُ خامَرَني
فـي وحـدةٍ عـن جميع النَّاس والأُمَمِ
ســُكَّانُ مدرســتي ثـارت مطـامِعُهم
فـأَجمَعُوا أَمرَهُـم للغَـدرِ بالـذِّمَمِ
جاءُوا عِجالاً وقالوا لي الوصيةُ قَد
جـاءَت بهـا سـُنَن مـن قَبلِ أَن تَنَمِ
غَـدراً ومَكـراً أَتَـوا للاسـتِلابِ فما
فيهــم صــديقٌ سـوى لِـصٍّ ومُجـترِمِ
فقلـتُ مـا لي سوى الأسفار من سبب
مَملـوءَةً بصـحيحب العِلـمِ والحِكَـمِ
جَـاءَ الطَّبِيبُ يَرُومُ الفحصَ عن مَرَضِي
فـي دِقَّـةٍ ولَهِيـبُ القلـبِ فـي ضَرَمِ
أضــحَى يُلاَطِفُنــي أَحلَــى مُلاطفــةً
حَسـنَاءَ تُنبِىـءُ عـن لُطـفٍ وعن شَمَمِ
حُسـني الطـبيبُ جـزاهُ الله صالحةً
وزادَهُ شــرفاً فــي ســائرِ الأُمَـمِ
إِلـى الأَكـارِمِ ينمـى مـن بني سَبَح
لا زالَ مشـتهراً فـي العُربِ والعَجَمِ
بَـدرُ الاَطِبَّـاء فـي بَلـداتِنا ولَـه
مـآثرٌ مـن جميـلِ الحِلـمِ والشـِّيَمِ
عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بدران.فقيه أصولي حنبلي، عارف بالأدب والتاريخ، له شعر. ولد في (دومة) بقرب دمشق، وعاش وتوفي في دمشق. كان سلفي العقيدة، فيه نزعة فلسفية، حسن المحاضرة، كارهاً للمظاهر، قانعاً بالكفاف، لا يعنى بملبس أو بمأكل، يصبغ لحيته بالحناء، وربما ظهر أثر الصبغ على أطراف عمامته. ضعف بصره قبل الكهولة، وفلج في أعوامه الأخيرة. ولي إفتاء الحنابلة. وانصرف مدة إلى البحث عما بقي من الآثار، في مباني دمشق القديمة، فكان أحياناً يستعير سلّماً خشبياً، وينقله بيديه ليقرأ كتابة على جدار أو اسماً فوق باب. وزار المغرب، فنظم قصيدة همزية يفضل بها مناظر المشرق:من قال إن الغرب أحسن منظراً فلقد رآه بمقلة عمياءله تصانيف، منها (المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ابن حنبل - ط)، و(شرح روضة الناظر لابن قدامة - ط) في الأصول، جزآن، و(تهذيب تاريخ ابن عساكر - ط) سبعة أجزاء من 13 جزءاً، و(ذيل طبقات الحنابلة لابن الجوزي - خ) لم يكمله، و(موارد الأفهام من سلسبيل عمدة الأحكام - خ) مجلدان، في الحديث، و(الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية - خ) تاريخ، و(منادمة الأطلال ومسامرة الخيال - خ) في معاهد الشام الدينية القديمة، طبع منه كراسان، و(ديوان خطب - خ)، و(الكواكب الدرية - ط) رسالة في عبد الرحمن اليوسف والأسرة الزركلية، و(تسلية الكئيب عن ذكرى حبيب - خ) ديوان شعره، و(سبيل الرشاد إلى حقيقة الوعظ والإرشاد) جزآن، و(فتاوى على أسئلة من الكويت)، و(إيضاح المعالم من شرح ابن الناظم) على الألفية ثلاثة أجزاء، وغير ذلك. وله (رسالة - خ) تهكمية، شرح بها أبياتاً من هزل ابن سودون البشبغاوي، فحولها إلى أغراض صوفية على لسان (القوم).