
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أزفَ الصـَّباحُ فَجَـدَّ فَـرْطُ جَـوائِي
وتَـوَالَتِ الزَّفـرَاتُ في الرَّمْضَاءِ
أمسـيْتُ فـي حُرَقِ التّأسُّفِ ما شدا
طيـرُ السَّمَا في الرَّوضةِ الغنَّاءِ
أشـكو مـراراتِ النّـوى فيزيدُني
ذكـري لهَـا شـغفاً وطُـولَ عَنَاءِ
فأنـا الصّبيبُ دماءَ عيني حَيْثُما
لـم يُغْنِنِي في النّائِباتِ بُكَائِي
أفنيْتُ عُمْري في المَدِيح ولمْ أجِدْ
فـي مَـدْحِ أبناءِ الزَّمانِ وَفَائِي
أشـــتاقُهُم وأودُّهُــم وأظُنُّهُــمْ
ذُخْــراً إذا جـالَتْ خُيُـولُ بَلائِي
أوّاهُ كـمْ عَكَفُـوا على حسدي كَمَا
عَكَــفَ الشـَّقي لعبـادةِ الأنـواءِ
إنْ يَسـْمَعُوا من فِرْيةٍ طاروا بها
فرحـاً ويُمقتُهُـم أريـجُ ثَنـائِي
أولـم يـرَوْا أنِّي بمدْحِ المُصْطفى
مُتفنـــنٌ ولــه بَســَطْتُ رِدائِي
الهَاشـِمي المُخْتارُ أفْضَلُ مَنْ مَشَى
فَـوْقَ الثّـرَى وسرى إلى العلياءِ
الطّـاهرُ ابـنُ الطّـاهِر ابنِ الطَّ
اهــرِ ابْــنِ الطَّــاهرِ الآبَــاءِ
النَّاصـرُ المَلهـوفَ مِـنْ أعْـدائِهِ
والكاشــِفُ الـدَّيجُورَ بالأضـْواءِ
إن تســتجرْ يوْمـاً بِعـزِّ جَنـابِهِ
تجــدْ بــهِ عــزّاً وطيـبَ ثنـاءِ
أغْنَـتْ حمـايتُه عـن البيضِ الّتي
ســَفكَتْ مَواضــِيهَا دمَ الأعـداءِ
أُهْـدِيهِ منّـي أفْضـَلَ التَّسْليمِ ما
أزِفَ الصـّباحُ فجـدَّ فـرطُ جَـوَائِي
عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بدران.فقيه أصولي حنبلي، عارف بالأدب والتاريخ، له شعر. ولد في (دومة) بقرب دمشق، وعاش وتوفي في دمشق. كان سلفي العقيدة، فيه نزعة فلسفية، حسن المحاضرة، كارهاً للمظاهر، قانعاً بالكفاف، لا يعنى بملبس أو بمأكل، يصبغ لحيته بالحناء، وربما ظهر أثر الصبغ على أطراف عمامته. ضعف بصره قبل الكهولة، وفلج في أعوامه الأخيرة. ولي إفتاء الحنابلة. وانصرف مدة إلى البحث عما بقي من الآثار، في مباني دمشق القديمة، فكان أحياناً يستعير سلّماً خشبياً، وينقله بيديه ليقرأ كتابة على جدار أو اسماً فوق باب. وزار المغرب، فنظم قصيدة همزية يفضل بها مناظر المشرق:من قال إن الغرب أحسن منظراً فلقد رآه بمقلة عمياءله تصانيف، منها (المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ابن حنبل - ط)، و(شرح روضة الناظر لابن قدامة - ط) في الأصول، جزآن، و(تهذيب تاريخ ابن عساكر - ط) سبعة أجزاء من 13 جزءاً، و(ذيل طبقات الحنابلة لابن الجوزي - خ) لم يكمله، و(موارد الأفهام من سلسبيل عمدة الأحكام - خ) مجلدان، في الحديث، و(الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية - خ) تاريخ، و(منادمة الأطلال ومسامرة الخيال - خ) في معاهد الشام الدينية القديمة، طبع منه كراسان، و(ديوان خطب - خ)، و(الكواكب الدرية - ط) رسالة في عبد الرحمن اليوسف والأسرة الزركلية، و(تسلية الكئيب عن ذكرى حبيب - خ) ديوان شعره، و(سبيل الرشاد إلى حقيقة الوعظ والإرشاد) جزآن، و(فتاوى على أسئلة من الكويت)، و(إيضاح المعالم من شرح ابن الناظم) على الألفية ثلاثة أجزاء، وغير ذلك. وله (رسالة - خ) تهكمية، شرح بها أبياتاً من هزل ابن سودون البشبغاوي، فحولها إلى أغراض صوفية على لسان (القوم).