
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـا رُمْـتُ فـي رَوْضِ المَحَاسـِنِ نَظْرَةً
إلاّ رَمَتْنِـــي بالســـِّهامِ نَــوَاظِرُ
تـا للـه لـولا الحِـبُّ أمْسى فَاتَنِي
مــا بِــتُّ ليْلاً للنُّجُــوم أُســَامِرُ
نَشـْوانَ فـي ألـمِ الصـُّدودِ وحبَّـذا
طـرْفٌ بحُبّـكَ فـي الـدَّيَاجي سـَاهِرُ
يَصـْبُو إلـى تـذْكارِ عَهْـدٍ قَـدْ مَضى
فِـي طِيـبِ عَيـشٍ والهَـزَارُ مُحاضـِرُ
ولـه الحَمَـامُ يحـنُّ شـَوْقاً عِنـدَما
لاحَ الصـــَّبَاحُ وللســُّرُور بشــائرُ
والغُصـْنُ فـي رَوْضِ التَّهـاني يَنْثني
طرَبــاً وزَهْـرَاتُ الرُّبـا تتنـاثَرُ
ولطـائِفُ النُّـدمَانِ قـدْ فَعَلَـتْ بنا
فعْـل العُقَـارِ وبـالتُّقَى نتفـاخَرُ
والبَـدْرُ يَخْجَـلُ مـنْ جمـالِ مُنادِمي
ولــهُ تباشــيرُ الصـَّباحِ أسـاورُ
وكـذا الغزالـةُ مـا تَبدّى أوْ رَنا
إلاّ انثنـتْ ولهـا الكُسـوفُ حظائرُ
ظــبيٌّ مــن الأتـراكِ صـبحُ جَـبينهِ
أنّـــى تبلّــجَ فــالظّلامُ مُســَافرُ
مـــذْ دبَّ آسُ عِــذارِه فــي خــدِّه
أصـبحتُ فـي خلْـعِ العِـذَارِ أُناظرُ
مــا العِشــقُ إلاّ لمْحَــةُ ســحريّةٌ
مـــن طـــرْفِ للعُقُــولِ يُقّــامِرُ
يـا لَلْعَشـيرَة مَـنْ لصـَبِّ قـدْ صـَبا
وعليْــهِ دارَتْ مِــنْ نَـوَاهُ دَوائِرُ
يَشـْتاقُ طيْـفَ الطّيفِ في جُنْح الدُّجَى
وعَلَــى الرُّبُـوعِ دُمُـوعُهُ تَتَقـاطَرُ
هَجَــرَ المَنَــامَ وَواصـَلَتْ زَفَرَاتُـهُ
فَالصــَّبرُ نَــاءٍ والتـأؤُهُ حَاضـِرُ
لـوْ كـانَ يمكنُـهُ الفِـرَارُ لفَرَّ منْ
قَفَــصِ الغَـرَامِ وصـَفْوُهُ مُتـوَاتِرُ
لكنَّــهُ المَحْبُــوسُ فــي لوْعَــاتِهِ
يَرْضــَى الأَســِيرُ ولا يــرقُّ الآسـِرُ
إنَّ الكئيــبَ إذا أســاءَ زمَــانُهُ
عَـزَّ الصـَّديقُ وقـلَّ فيـهِ النَّاصـِرُ
يَرْنُـو إلـى الأصـْحَابِ رمْقَـةَ وامِـقٍ
وعليـهِ مِـنْ كَيْـدِ الأعـادي سـاتِرُ
لـم ألـقَ مـن هـذا الزَّمانِ وأهْلهِ
عنــدَ المَضــِيقِ سـوى فلانٌ شـَاعِرُ
دَهْــرٌ إذا أبْـدَى الجَمِيـلَ رأيْتَـهُ
مُتَنَــدّماً وَلَــدى الإسـَاءةِ جـائِرُ
مـا حِيلَـتي مَـنْ مُنْصـِفي مَنْ مُنْجِدي
والـدَّهْرُ يَسـْطُو والهُمُـومُ مـواطِرُ
لا أرْتَجـي فـي النَّائِبَـاتِ سِوَى عُلا
الشـَّهمِ الّـذي لِكَسـير قَلْـبي جَابِرُ
يَكِـلُ النّزِيـلَ بهِ إلى البُشْرَى فَكَمْ
عُقِـدَتْ علـى الأفْضـَالِ منـهُ خَنَاصِرُ
فَهُـوُ السـَّليمُ مَـدَى الزَّمانِ وحمْدُهُ
مُتَحَــــرّقٌ مُتَحَســـِّرٌ بـــلْ دَائِرٌ
الفَاضــِلُ العَطّــارُ مَــنْ أسـرارُهُ
للمُســْتَبينِ الحــقَّ نــورٌ ظــاهِرُ
علاَّمَــةُ العُلمَــاءِ والحِبْـرُ الّـذي
مــنْ بَعـدِ أمَّـا بَعْـدُ بَحْـرٌ زَاخِـرُ
يُـروَى حَـدِيثُ المَجْـدِ عنـهُ مُسَلسلاً
عَــنْ مَكْرُمَــاتٍ مَـا لَهُـنَّ أوَاخِـرُ
فــي همَّــةٍ حَسـَدِ السـِّمَاكُ مَحَلَّهـا
ولِعزْمِهَــا ذلَّ الهَصــُورُ الكَاسـِرُ
وَرِثَ النَّجَابَــةَ كَـابراً عَـنْ كَـابرٍ
وبِلفْظِــهِ قُــسُّ الإيــادِي حَــائِرُ
لـــوْ أنَّ ســـَحْبَانَ رَآهُ بِدَرْســـِهِ
لارتــدَّ مبْهُوتــاً وقــالَ أهـاجرُ
شـَمْسُ المَعَـارِفِ والحَقَـائِقِ مَنْ غَدَا
أهْــلُ العُلا عَــنْ شـَأْوِهِ تَتَقاصـَرُ
بَحْــرُ العُلــومِ تلاطمَــتْ أمْـوَاجُهُ
فـي المـدِّ والقَبْـضِ لـدَيهِ جَواهِرُ
ولـهُ مـعَ المَجْـدِ الرَّفيـعِ تواضـُعٌ
وكمـــالُهُ للكـــاملينَ مَصــَادِرُ
لو كانَ في عَصْرِ الجَهَابِذَةِ الأُلى أبْ
تَكَـرُوا العُلُـومَ لسُرَّ مِنْهُ الخَاطِرُ
أوْ لـــو رآهُ ســيبوَيْهِ مُنَــاظِراً
فــي فَنّــهِ لغــدا بـهِ يَتَفَـاخَرُ
ودلائِلُ الإعْجَـــازِ ظـــاهرةٌ بِـــهِ
منْــهُ اســتمدَّتْ للنُّقُـوشِ مَحَـابِرُ
مــا للْقُــرآنِ وللصــّحيحينِ سـِوى
قُطْــبِ العُلا ذاكَ الإمَـامُ المَـاهِرُ
والفِقْـهُ بعـدَ الشـَّافعيِّ لَهُ انتمى
فَبَــدْرُكُمْ يــا شــَافِعيّةُ بَــاهِرُ
ب مُطَــــوَّلِ الإســــعَادِ دام علاؤُهُ
مــا هَـزّ عِطْـفَ الكـامِلينَ مَـآثِرُ
فِــي كُــلِّ فَــنّ إنْ تبـدّى شـَارحاً
ألفَيْــت بَحْــرَ عُلُــومِهِ يــتزَاخَرُ
وبــهِ المَســَرّةُ إن تُلِــمَّ ببـابِهِ
وبجَـــاهِهِ للـــوَاردِينَ شــَعَائِرُ
شــهدَتْ لـه الأعْـداءُ بعْـدَ تَلعْثُـم
واللــه يَعْلَـمُ مـا تُكِـنُّ ضـَمَائِرُ
لــمْ يَحْكِــهِ فــي جُـودِهِ وسـَخَائِهِ
ونــوالِهِ إلاّ الســَّحابُ المــاطِرُ
قــلْ للبليــغِ وقـدْ أرادَ مـديحَهُ
هَيْهَــاتَ أنْ تُحْصـِي ثنـاهُ دَفَـاتِرُ
وللجحـــودِ إذا بـــدا إنكــارُهُ
أَأُلامُ فــي شــَمْسِ النّهـارِ تُكـابِرُ
مــا رَامَ نظْــمٌ حَصـْرَ كُـلِّ صـِفَاتِهِ
إلاَّ رأى طِـــولَ المُنَــى يتقاصــَرُ
مِــنْ أجْـلِ ذا قَصـَّرْتُ فـي تَطْـويلهِ
وَجَنَحْــتُ نَحْــوَ الإِخْتِصـارِ أبَـادِرُ
وأتيْتُــهُ نظمــي البــديعَ هديَّـةً
وكـذَاكَ مـا يُهْـدِي المُقِلُّ الخَاسِرُ
يــا ســيِّدا بَــزَّ الأنَـامَ بِفَضـْلهِ
ولــهُ مِــنَ التَّعْظِيـمِ حَـظٌّ وافِـرُ
خُــذْهَا إليْــكَ قَصــِيدَةً مَنْظُومَــةً
أمْســَتْ لِســِحْرِ البُحْتُــريِّ تُـذَاكِرُ
زُفَّــتْ إلـى عَلْيـاكَ بِكْـراً دُونَهـا
نَظْــمُ الهلالـي والكَمَـالَ مظـاهِرُ
تَخْتَـالُ فـي ثـوبِ الحَيـاءِ وقَصْدُهَا
حُسـْنُ القَبُـولِ وذاكَ منـكَ مَفَـاخِرُ
وارْفُـلْ بِثَـوْبِ العِزِّ في رَوْضِ الهَنَا
فَــدَوَامُ ســَعْدِكَ بالمَســَرَّة ظـافِرُ
أوْ صــَاحَ قُمْــريُّ الرّيـاضِ مُغَنّيـاَ
فأجَـابَهُ الشـَّادِي الرَّخِيـمُ الزَّامِرُ
وارْفُــل بِعِــزّ مَــعْ ســُرورٍ دائِمٍ
مَــا لاحَ بَــرْقٌ أو تَرَنَّــمَ طَــائِرُ
عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بدران.فقيه أصولي حنبلي، عارف بالأدب والتاريخ، له شعر. ولد في (دومة) بقرب دمشق، وعاش وتوفي في دمشق. كان سلفي العقيدة، فيه نزعة فلسفية، حسن المحاضرة، كارهاً للمظاهر، قانعاً بالكفاف، لا يعنى بملبس أو بمأكل، يصبغ لحيته بالحناء، وربما ظهر أثر الصبغ على أطراف عمامته. ضعف بصره قبل الكهولة، وفلج في أعوامه الأخيرة. ولي إفتاء الحنابلة. وانصرف مدة إلى البحث عما بقي من الآثار، في مباني دمشق القديمة، فكان أحياناً يستعير سلّماً خشبياً، وينقله بيديه ليقرأ كتابة على جدار أو اسماً فوق باب. وزار المغرب، فنظم قصيدة همزية يفضل بها مناظر المشرق:من قال إن الغرب أحسن منظراً فلقد رآه بمقلة عمياءله تصانيف، منها (المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ابن حنبل - ط)، و(شرح روضة الناظر لابن قدامة - ط) في الأصول، جزآن، و(تهذيب تاريخ ابن عساكر - ط) سبعة أجزاء من 13 جزءاً، و(ذيل طبقات الحنابلة لابن الجوزي - خ) لم يكمله، و(موارد الأفهام من سلسبيل عمدة الأحكام - خ) مجلدان، في الحديث، و(الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية - خ) تاريخ، و(منادمة الأطلال ومسامرة الخيال - خ) في معاهد الشام الدينية القديمة، طبع منه كراسان، و(ديوان خطب - خ)، و(الكواكب الدرية - ط) رسالة في عبد الرحمن اليوسف والأسرة الزركلية، و(تسلية الكئيب عن ذكرى حبيب - خ) ديوان شعره، و(سبيل الرشاد إلى حقيقة الوعظ والإرشاد) جزآن، و(فتاوى على أسئلة من الكويت)، و(إيضاح المعالم من شرح ابن الناظم) على الألفية ثلاثة أجزاء، وغير ذلك. وله (رسالة - خ) تهكمية، شرح بها أبياتاً من هزل ابن سودون البشبغاوي، فحولها إلى أغراض صوفية على لسان (القوم).