
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـوانِي فـي هَـوَى الغيدِ الحِسان
دَعانِي في المَلا القُطْبَ اليَمانِي
وَســُكْري حَيْــثُ لا أصــْحو بِظَبْـيٍ
أغَــنَّ لَيْـسَ مِـنْ بِنْـتِ الـدِّيانِ
فَرِيــدٌ فَــوّقَ القَــوْسَ لنَحْــوي
وأوْمـأ بـالقَوامِ إلـى الطِّعانِ
وأرْمــى مِــنْ لَــواحِظِه نِبـالاً
أرَتْنـي المـوتَ مِـنْ قبلِ الأَوانِ
يُمَنّينـــي ســـُدى لُقْيــاهُ دَلاّ
ألا يــا حَبَّــذا تِلْـكَ الأَمَـانِي
كتمْــتُ هُيــامَهُ زمنــاً طـويلاً
فأعْيـاني اكتتـامِي مـا دَهانِي
جَــوابي إنْ يَقُــلْ دَعْـهُ عَـذُوِلي
حَمَـاني اللـه مِـنْ هـذا حَمانِي
ألا يــا أســْهُمَ الأحْـداقِ رِفْقـاً
فقلــبُ الصـَّبَّ للبَلْـوى يُعـانِي
كَئيـــبٌ خــدّدَ الوَجَنــاتِ ليْلاً
وظــلَّ نهــارَهُ رهْــنَ الهَـوانِ
زَمــاني كُلًّــهُ بــالحُبِّ يَمْضــي
فلا أدري الــدّقائِقَ والثّـوانِي
هَجَــرْتُ الخَلْـقَ حَتّـى قِيـلَ عنّـي
هُـوَ المجنـونُ فـي هذا الزَّمانِ
فَــدَهْري مِثْـلُ حظّـي فـي عُهُـودِي
رَعــاكَ اللــه أنّــي يَصـدُقانِ
أرومُ بمصــرَ مَطْلُــوبي فأُمْســِي
إلـى شـَطِّ الفـراتِ يعـودُ شانِي
ففـي وَادي العُـذَيبِ حطَطْـتُ رَحْلي
وفـي أرضِ العـراقِ سـرَى جَنـانِي
فَصـِفْ يـا أيُّهـا الحَـادي حَنيني
فــإنّ النّـوقَ أشـْجاها بيـانِي
وسـِرْ بـي نَحْـو سـِرْبي يا خليلي
لعلّـي أنْ أرى مـنْ قَـدْ شـَجانِي
وحُـثّ السـَّيْرَ فـي كَبـدِ البَوادي
فمـا هـذا التّخلُّـفُ والتَّـواني
أَأَنْبــأكَ الزّمـانُ خُمُـولَ سـَعْدي
فجــارَيْتَ المُســِئَ بمـا بَلانِـي
أم النُّـوقُ اعْتَراهـا بعضُ ما بي
فـأوْمَتْ بـالكَلالِ لنـا اليـدانِ
هُمُــومٌ بــل ســَقَامٌ لـو رآهـا
أرســْطو حـارَ مِمّـا قَـدْ عَنـانِي
يقـولُ لِـيَ العَـواذلُ كُنْ صَبوراً
فَقُلْــتُ إليكُــمُ صــَبْري جَفـانِي
وَيـا ويـلَ الحَسـُودِ فكـمْ أذابَتْ
شـــَماتَتُهُ فُــؤَادي إذْ رَآنِــي
أُريــهِ تجلُّــداً وَأَغُــضّ طَرْفــاً
عـن العَليـاءِ أو أَلْـوِي عِنانِي
فقـالوا هَـلْ لِـدائِكَ مِـنْ طـبيب
فَقُلـتُ بلـى وعَهـدي في الضَّمانِ
خليــلَ المجـدِ إبراهيـمَ أعْنـي
إليــهِ الكُــلُّ أوْمـا بالبَنـانِ
فلاســِفةُ الزَّمــانِ لنـا أقـرُّوا
بجــوهرهِ الفريـدِ بـدونِ ثـانِي
طـــبيبٌ للقلـــوبِ وللســّجايا
بألفـــاظٍ بــديعاتِ المَعَــانِي
يُــرَوّحُ نَشــْرُ مَعْناهــا بِلُطْــفٍ
وإظهــارِ المَســَرّةِ كُـلِّ عـانِي
فكــم أبْــدى لِسوفَسـطا فُنونـاً
مــن التّشـريحِ طيّبـةَ المَجَـانِي
إذا أقْرانــهُ أبـدُوا افتخـاراً
تــرى مَجْلــى عُلاهُ الفَرقــدان
وفــي سـَبْقِ المـآثِرِ والمَعَـالي
هُـوَ المِقْـدامُ فـي هذا الرِّهانِ
بلفـــظٍ زانَــهُ لطــفٌ فأضــْحى
كَنَظـمِ الـدُّرّ فـي عِقْـدِ الجُمانِ
حكيــمٌ حَكَّمَتْــهُ بنـا التَّهـاني
وحلَّتْـــهُ المَســَرّةُ بالأمــانِي
لـذا جُـو مَطْريـا أحيـا مناهـا
وأســْطرنُوميا حــاز التّهـاني
وفـــرد الأرتمـــاطيقي تبــدّى
لــدى أقسـامه عـالي المبـاني
إذا مــا الفيلسـوفُ رأى سـَناهُ
تجلّــى قـالَ مـا هـذا بشـاني
وكــمْ يشــدو العليـلُ إذا رآه
مغـاني الشـّعب طِيباً بالمغاني
فوقــتي حيــن طلعتُــهُ تبــدَّتْ
بمنزلـةِ الرَّبيـعِ مـنَ الزَّمـانِ
إليـكَ أخـا المَحَامِـدِ بنـتَ فكرٍ
تُبــاهي مــنْ تكلّـفَ بـالعَوانِ
تجلّـتْ فـي الـدُّجى بِكـراً عَرُوساً
لشـَمْسِ جمالِهـا سـجدَ ابنُ هَاني
تــرومُ بلُطْفهــا رفقــاً بعـانٍ
أسـيرِ القلـبِ مطْلـوقِ اللّسـانِ
كســاهُ الـدّهرُ أثـوابَ البَلايـا
وأسـْلَمَهُ الزّمـانُ إلـى السـِّنانِ
فـدُمْ مـا غنَّـتِ الوَرْقـا سـُحَيْراً
مُجاوبَـــةً أغـــانيّ القِيــانِ
وَمــا قـالَ ابـنُ بَـدْرانٍ بنظـمٍ
هَـواني فـي هـوى الغِيدِ الحسانِ
عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بدران.فقيه أصولي حنبلي، عارف بالأدب والتاريخ، له شعر. ولد في (دومة) بقرب دمشق، وعاش وتوفي في دمشق. كان سلفي العقيدة، فيه نزعة فلسفية، حسن المحاضرة، كارهاً للمظاهر، قانعاً بالكفاف، لا يعنى بملبس أو بمأكل، يصبغ لحيته بالحناء، وربما ظهر أثر الصبغ على أطراف عمامته. ضعف بصره قبل الكهولة، وفلج في أعوامه الأخيرة. ولي إفتاء الحنابلة. وانصرف مدة إلى البحث عما بقي من الآثار، في مباني دمشق القديمة، فكان أحياناً يستعير سلّماً خشبياً، وينقله بيديه ليقرأ كتابة على جدار أو اسماً فوق باب. وزار المغرب، فنظم قصيدة همزية يفضل بها مناظر المشرق:من قال إن الغرب أحسن منظراً فلقد رآه بمقلة عمياءله تصانيف، منها (المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ابن حنبل - ط)، و(شرح روضة الناظر لابن قدامة - ط) في الأصول، جزآن، و(تهذيب تاريخ ابن عساكر - ط) سبعة أجزاء من 13 جزءاً، و(ذيل طبقات الحنابلة لابن الجوزي - خ) لم يكمله، و(موارد الأفهام من سلسبيل عمدة الأحكام - خ) مجلدان، في الحديث، و(الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية - خ) تاريخ، و(منادمة الأطلال ومسامرة الخيال - خ) في معاهد الشام الدينية القديمة، طبع منه كراسان، و(ديوان خطب - خ)، و(الكواكب الدرية - ط) رسالة في عبد الرحمن اليوسف والأسرة الزركلية، و(تسلية الكئيب عن ذكرى حبيب - خ) ديوان شعره، و(سبيل الرشاد إلى حقيقة الوعظ والإرشاد) جزآن، و(فتاوى على أسئلة من الكويت)، و(إيضاح المعالم من شرح ابن الناظم) على الألفية ثلاثة أجزاء، وغير ذلك. وله (رسالة - خ) تهكمية، شرح بها أبياتاً من هزل ابن سودون البشبغاوي، فحولها إلى أغراض صوفية على لسان (القوم).